الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أزواج يقتلون زوجاتهم وأبناءهم.. فرويز: انتشار العنف المجتمعي بسبب الدراما والسينما.. وأغلب الآباء يعتقدون أن دوره يقتصر على الإنفاق على الأبناء.. والبدوي: نحتاج برنامج توعية وطني ضد العنف

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتشرت ظاهرة قتل الآباء للزوجات والأبناء في الفترة الأخيرة، وهي جريمة مأساوية يرفضها العقل والإنسانية، ونُفذت معظم هذه الجرائم إما بالطعن أو الحرق بالنار، وبحسب المحللين، فإن هذه الجرائم تقع نتيجة إما للغيرة الشديدة أو بسبب ضائقة مالية يُعاني منها الزوج، وكل هذا يؤكد على أن المجتمع المصري يشهد ظواهر جديدة تدل على خلل في العلاقات الاجتماعية.

 


ذبح زوجته وأطفاله الستة
قتل الآباء لأبنائهم جرائم مأساوية يرفضها العقل والإنسانية، ألا أنها تجلت في الفترة الأخيرة في المجتمع المصري، بعدما استيقظ أهالي قرية الغرق بالفيوم على جريمة قتل بشعة، حيث قام أب بقتل زوجته وأبناءه الستة ذبحًا بعد تناولهم وجبة السحور.
بداية الواقعة بعدما تلقى اللواء رمزي المزين، مدير أمن الفيوم، إخطارا من العميد أسامة أبو طالب، مأمور مركز شرطة إطسا،، يفيد بلاغا من مركز شرطة أطسا، بالعثور على جثة سيدة و6 أطفال أعمارهم متفاوتة داخل مسكن بقرية الغرق البحري، دائرة المركز، وانتقلت الأجهزة الأمنية لمكان الحادث، وتم فرض سياج أمني، وتم التحفظ على الجثامين لحين وصول النيابة العامة لإجراء المعاينة اللازمة.

زوج يطعن زوجته بعد سنوات من الحب
في 26 أبريل 2020، قتل الزوجة زوجته التي كان يحبها داخل إحدى المناطق بمدينة الخصوص بمحافظة القليوبية حيث تعرفت "آية" على أحد الشباب ونشأت بينهما قصة حب وسرعان ما تزوجا وعاشا في شقه قريبة من منزل اسرتها، الحياة كانت بينهما هادئة كأي زوجين ولكن الحال تبدل وسرعان ما بدأت المشكلات تدب بينهما وتحولت إلى ضرب وإهانة بسبب طلب الزوج من زوجته المال من اسرتها بصفة مستمرة.
حاولت "آية" بكل الطرق أن ترضى زوجها وتنهى أي مشكلات أو خلافات تظهر بينهما للحفاظ على أسرتها، خاصة أنها بدأت تشعر بأنها حامل فقررت الاستمرار في حياتها الزوجية مستبعدة فكرة الطلاق بعد أن طلبته منه بالفعل لكن القدر كان له رأى أخر حيث سطر لها نهايتها المأساوية على يد زوجها وحبيب عمرها وأب أولادها بسبب مطالبتها زوجها الإنفاق عليهم، فرفض وقتلها.
ضبط ربة منزل قتلت زوجها بسكين في قنا
وفى مايو 2020، قررت نيابة مركز قفط حبس ربة منزل، 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة قتل زوجها بالسكين قبل الإفطار بساعة بسبب خلافات أسرية والتعدي على بعضهما البعض بالضرب، مع انتداب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لبيان أسباب الوفاة والتسريح بالدفن بعد تسليم الجثة لذويها.
وأشارت المتهمة خلال محضر الشرطة إلى أنها كانت منذ فترة في منزل والدها، بعد أن أجهضت في حملها وعقب عودتها لمنزل زوجها بدأ المتهم يعاملها بشكل سيئ بسبب وفاة الجنين مما أثار غضبها فنشبت مشادة كلامية في البداية ببنهما ثم تطورت لاشتباكات بالأيدي قامت على إثرها بطعن زوجها مما أسفر عن مصرعه في الحال.
عامل ينهى حياة زوجته بـ"سكين مطبخ"
وبتاريخ 22 مايو 2019، انتهت حياة زوجه عقب "18 سنة زواج" من الحب والمودة، وذلك بعد أن أجهز رجل على زوجته وطعنها بسكين المطبخ حتى الموت، وسلّم نفسه لقسم شرطة المرج حيث يقيم المتهم والمجني عليها، وباشرت نيابة حوادث شرق القاهرة التحقيق مع المتهم، للتعرف على دوافع ارتكاب جريمة القتل.



قال الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن مثل هذه الحالات يأتي نتيجة انتشار ما يعرف بـ"العنف المجتمعي"، الذي نجده منتشرا في الدراما والسينما، مؤكدا أن دور الأب تغير في الفترة الأخيرة، فأغلب الآباء يعتقدون أن دوره يقتصر على الإنفاق على الأبناء دون اتاحة وقت كاف للتربية والتقرب من الأطفال.
وأوضح فرويز، أن غياب أساليب التربية والعقاب لها دور مهم في انتشار هذه الحالات، مؤكدا أن للقضاء على هذه الظاهرة يجب عمل دورات تربوية للآباء عن كيفية تربية الأبناء، بالإضافة إلى نشر حمالات التوعية على شاشات التلفزيون عن الوسائل المناسبة لمعاقبة الأبناء.



من جهته، قال المحامي بالنقض محمود البدوي، خبير حقوق وتشريعات الطفل، إن المسألة ليست قانونية بحتة، ولا تحتاج إلى تغليظ أي عقوبات، فالردع القانوني موجود بالفعل بحسب قانون العقوبات المصري، كما أن هناك حالات قتل تصل العقوبة فيها إلى الإعدام، وأن قانون العقوبات يجرم التعذيب بالأساس، وشرح أن الحل الأمثل لمواجهة جرائم العنف الأسرى، التي تبدأ بالضرب والإهانة، وتصل إلى التعذيب والقتل، هو أن تتم مواجهتها ببرنامج وطني لتوعية الناس بحقوق الطفل، لأنه مستقبل الدولة، والعمل على تعزيز فكرة الإرشاد الأسرى.
وأضاف، يجب أن يكون هناك تفاهم بين الزوجين، وهو الأمر الذى لا بد ألا تغفله الأسر، وظاهرة العنف كانت في السابق - ظاهرة مجتمعية يمارسها أغراب عن الفرد - لكنها تحولت بشكل مرعب إلى أن الطفل لا يشعر بالأمان داخل أسرته، الأمر الذى يستوجب تبصير الناس بالقانون، وتعريفهم بأسباب التشريع من ناحية، والوقوف على أسباب الجرائم والعمل على اجتثاث جذورها لخلق إطار أوسع للتعاون من ناحية أخرى، سواء مع الإعلام أو المؤسسات العلمية أو دور العبادة.
وأشار الخبير القانوني إلى أن القانون المصري كفل عقوبات رادعة وكافية للحد من انتشار الجرائم ومنع ارتكابها، واستشهد بالمادة رقم 80 في الدستور، والتي تتضمن حظرًا كاملًا لاستخدام العنف، حتى اللفظي، مشيرًا في الوقت ذاته إلى ضرورة الوعى بأن انتشار الجريمة مؤشر لتدهور الحالة الاقتصادية ونقص التوعية، خاصة الوعظ الديني وتغافل الدور الرقابي، منوهًا بأن جريمة قتل الزوجة أو الابن أو أحد أعضاء الأسرة شأنها شأن جريمة قتل الغريب، فالفعل واحد والجزاء واحد