تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يعتقد الحكيم ماركوس أوريليوس أن من فضل الآلهة عليه أن رزقته أسرة صالحة يفخر بالانتماء إليها، كما أنه مدين للآلهة بكونه لم تصدر عنه إساءة لهذه الأسرة الصالحة، مثلما نجح في استخدام حقوقه في وقتها الصحيح وزمنها المناسب.
وقال الحكيم ماركوس أوريليوس في كتابه "التأملات": إنني مدين للآلهة التي منحتني أجدادا صالحين، وأباء صالحين، واختا صالحة، ومعلمين وأسرة وأقارب وأصدقاء صالحين، كل شيء تقريبا، وأحمدها على أنني لم أزِلَّ بالإساءة إلى أي منهم، رغم أن بي نزعة كانت كفيلة بأن تحملني على مثل ذلك الزلل إذا دعت الظروف، ولكن من فضل الآلهة أنني حافظت على براءتي، وزهرة شبابي ولم أمارس حقوقي إلا في وقتها الصحيح.
ويؤكد "أوريليوس" أن اكتساب الإنسان للفضائل يكون بفضل عقله وبفضل العلم، بينما الجهل هو السبب المباشر في تغذية الآخرين بالشر والقبح، وعلى الإنسان أن يتحلى بالحلم وألا يتشاحن مع أحد لأن العداوة ضد الطبيعة.
وأضاف "ماركوس"، قل لنفسك حين تقوم في الصباح اليوم سألقى من الناس من هو متطفل ومن هو جاحد ومن هو عات عنيف، وسأقابل الغادر والحسود ومن يؤثر نفسه على الناس، لقد ابتلى كل منهم بذلك من جراء جهله، بما هو خير وما هو شر، أما أنا وقد بصرت بطبيعة الخير وعرفت أنه جميل، وبطبيعة الشر وعرفته قبيحًا، وأدركت أن مرتكب الرذائل لا يختلف عني أدنى اختلاف في طبيعته ذاتها، تجمعنا قرابة الانتساب للعقل ونفس القبس الإلهي، ليس لي أن أسخط عليه، ويجب أن أتعاون معه، فالتشاحن ضد الطبيعة، ومن ثم العداوة والبغضاء.
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.