الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ظريف يواجه المجهول بعد غضب خامنئي.. مطالبات بإقالة وزير الخارجية الإيراني بسبب "التسريبات" وانتقاد الحرس الثوري.. والمرشد: تكرار للكلمات الأمريكية

 وزير الخارجية الايراني
وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أسبوع عاصف بسبب تسريبات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والذي فضح فيه سيطرة الحرس الثوري على السياسة الخارجية لطهران، أصبح مصير "ظريف" السياسي على المحك، مع مطالب بمحاكمته وإقالته من الخارجية الإيرانية.

قصة "ظريف" يشكل تكرار لحكاية الوزير حسن بن محمد مكالي الملقب بـ"حسنك وزير" آخر وزراء السلطان محمود الغزنوي، والذي تم شنقه في ميدان عام بعد اتهامه بالخيانة.
أكثر ما ثار غضب التيار المشتدد في إيران من تصريحات وزير خارجية طهران، هو الحديث عن قاسم سليماني، والسياسة الخارجية لطهران، واستخدام الميليشيات والملف النووي، وهو ما دعا المرشد على خامنئي إلى التعليق على تصريحات ظريف، قائلا:" قال بعض المسئولين أشياء مؤسفة، وسائل الإعلام المعادية تنشر هذه الكلمات، بعض هذا هو تكرار للكلمات الأمريكية، الأمريكيون غير راضين للغاية عن نفوذ إيران في المنطقة، ولذلك كانوا مستائين من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الراحل، قاسم سليماني"، وفقا لموقع "إيران وير" المعارض.
وأضاف الموقع تمثل تصريحات آية الله خامنئي ردًا على تصريحات ظريف المسربة نقطة تحول أخرى في إثبات التحليلات التي قيلت لأول مرة في خطاب ظريف والتي يكملها الآن خامنئين موضحا أن خطاب خامنئي في ملف ظريف الصوتي تأكيدًا على كل شيء تم فيه الكشف عن الملف الصوتي وتوثيقه. أي أن الحرس الثوري الإيراني والإدارة الميدانية لها الأسبقية على الدبلوماسية والحكومة، والتأكيد غير المتوقع على أن وزارة الخارجية، باعتبارها جزءًا مهمًا من الحكومة، ليس لها دور في التصميم وصنع السياسات وهي مجرد منفذ لها.
ويرى مراقبون أن المستقبل السياسي لظريف انتهى تماما، وان لم يكن هناك محاكمة وتوجيه تهم الخيانة، فقد يُسمح لظريف بالاستمرار في وزارته حتى نهاية ولايته، في أغسطس المقبل، وعدم إبعاده عن المشهد السياسي فجأة، كما في مأساة "حسنك الوزير"؛ لكن نجمه المحظوظ سقط مثل وزير السلطان الغزنوي، وحُرم تمامًا من أي ائتمان كان يظن أنه حصل عليه خلال فترة وزارته، وكان مكروهًا بشكل مهين.
الأسابيع المتبقية حتى نهاية وزارة ظريف لن تنقضي على الأرجح باحترام داخلي وخارجي، وطالما بقي الزعيم الحالي على قيد الحياة، فلا أحد يعلم بمستقبل هذا الوزير ومصيره النهائي.

وقال المحلل السياسي الايراني، محمد صالح صدقیان، عبر "تويتر" تعليقا على تصريحات خامنئي: "المرشد الإيراني، على خامنئي، يشن هجوما لاذعا على وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، على خلفية تصريحات أدلى بها بشان دور قاسم سليماني وفيلق القدس في الإقليم. تكهنات باستقالة ظريف خلال الساعات القادمة، وإذا ما تم ذلك فإن مفاوضات فيينا ستؤجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الجديدة".
كما اعتبر الناشط السياسي المحافظ، آسيد بويان حسين بورس، أن هذه التطورات تضع نهاية لعمل وزير الخارجية الحالي في هذا المنصب، وقال في تغريدة مقتضبة: "مع السلامة ظريف!".
من جانبه يقول الخبير في الشؤون الايرانية فراس إلياس:" بعد متابعة خطاب المرشد الأعلى على خامنئي قبل قليل، أستطيع القول أن المستقبل السياسي لمحمد جواد ظريف اانتهى، لن يكون مرشحًا للرئاسة أو حتى إستمراره وزيرًا للخارجية مستقبلًا، ‎خامنئي اعتبر ما صدر عن ظريف مؤسف، ولا يختلف عن إدعاءات الأعداء".
‏وتابع الياس قائلا: "ظريف ردًا على خطاب المرشد الأعلى، سأكون ملتزمًا بالتوجيهات الرحيمة للقائد الأعلى، وسأعمل مع رفاقي الآخرين من أجل خدمة إيران من أي موقع"، مضيفا أن مستقبل ظريف أصبح مجهولا.
فيما يعتبر الخبير والمحل السياسي العراقي، عبد الوهاب كريم، أن إبعاد ظريف يشكل خسارة كبيرة للسياسة الخارجية الإيرانية.
وقال "كريم": "بالمنظور السياسيي، يعتبر ظريف الوجهة الصحيحة للدبلوماسية الإيرانية، بعدما استطاع قلب الموازين لصالح إيران، سيخسر النظام الإيراني رجل دولة من طراز رفيع مثل ظريف إذا نجح التيار المتطرف في إبعاده عن الإدارة الحالية، وربما يشكل تيارا مضادا يقود صفحة جديدة من طبيعة النظام الإيراني نحو عدم التصادم مع القوى الكبرى".