يتعجب الحكيم ماركوس أوريليوس من البشر الذين يجحدون فضل الذين يعاصرونهم، ويأملون أن تأتي الأجيال في المستقبل لتحمل لهم الفضل والتمجيد، وهنا يدعوهم أن يتأملوا أنهم طالما لم يحزنوا لعدم اهتمام الأجيال السابقة فعليهم أن يجعلوا ذلك مساويًا لتجاهل الأجيال القادمة. فلا ينشغلون به قدر انشغالهم بعمل الخير للبشر فقط.
قال الحكيم ماركوس أوريليوس في كتابه "التأملات": عجبا لبني الإنسان.. إنهم لن يمجدوا من يعيش بين ظهرانيهم في زمان واحد ولكنهم يصبون إلى أن تمجدهم الأجيال القادمة التي لا يرونها ولن يروها أبدا ولكن هل يسوئك أن الأجيال السابقة لم تسمع بك ولم تمجدك قط؟ فهذا وذاك سيان. وأضاف ماركوس في كتابه الذي يضم مقولاته وفلسفته: لا تتصور أن ما هو صعب عليك تحقيقه هو مستحيل على أي إنسان بل إذا كان شيء ممكنا للإنسان وملائما لطبيعته فاعتبره أيضا ممكنا لك وداخلا في نطاق قدرتك. وتابع: في مجال القول عليك أن تُصغي إلى ما يُقال، وفي مجال الفعل عليك أن تُلاحظ ما يُفعَل. في الثاني أن تُدرِك مباشرةً الغاية التي يرمي إليها الفعل، وفي الأول أن تشهد بدقةٍ المدلول الذي يشير إليه القول
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كان رجلا فاضلا بمعنى الكلمة، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.