شبّهوا المسيح بالكتاب المقدس بحيوانات مختلفة، جميعنا نعرف الحمل، والشّاة، ولكنه أيضًا شُبِّهَ بالبومةِ، والْغَيْهَبِ. يقول كاتب المزامير: "شَابَهْتُ الْغَيْهَبَ الْبَرِّيَّ وَصِرْتُ مِثْلَ بُوْمَةِ الْخَرَابِ" (مزمور 7:102).
نرصد ما هو الغيهب؟ ولماذا شُبِّهَ به؟ وما علاقته في يوم الجمعة العظيمة؟
الغيهب البري هو نوع من أنواع البجع، يبني أعشاشه على جروف صخرية لا يمكن الوصول إليها، ولكن تصلها الأفاعي، حيث يقوم الثعبان ببخِّ السّمّ على صغار الْغَيْهَبِ مع اتجاه الرّيح فتتسمم؛ ليأكلها. فيقوم الوالدان بنقر صدريهما ليسيلَ الدم ويتناوله الصغار حيث فيه مادة مضادة لسم الأفعى، وبهذا يشبه المسيح الّذي قدم دمه على خشبة الصليب وخلصنا من سم الشيطان مُحصِّنًا إيّانا بدمه وجسده من خلال القربان المقدس، وما علينا إلا أن نتناوله دائمًا وباستحقاق من أجل عدم السقوط مرة ثانية.
- "هَذَا هُوَ دَمِيْ، دَمِ الْعَهْدِ الْجَدِيْدِ الْأَبَدِيِّ الَّذِيْ يُرَاقُ عَنْكُمْ وَعَنِ الْكَثِيْرِيْنَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" [متى 28:26]
- "لكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ، وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ" [يوحنا 34:19]
نجد في المرفق خشبة الصليب والرمح الذي طُعِنَ فيه جنب المُخلِّص ليتأكدوا من موته والقصبة ذات الإسفنجة التي غُمِرَت بالخل ليسقوا السيد عندما قال "أنا عطشان".