■ تنشغل في رواياتك فكرة إنقاذ كوكب الأرض.. تعتقد أنه لا يزال أمامنا وقت لتحقيق هذا الأمر؟
طرحت هذا السؤال في كتابى «صديق الأرض» الذى صدر في عام ٢٠٠٠، وكانت الإجابة عن هذا السؤال في الكتاب سلبية.. ترى ما الذى تغير منذ ذلك الحين؟ زيادة عدد سكان الأرض ما بين نصف مليار ومليار نسمة.
- إلقاء اللوم على الإنسان والبشرية - بغضب شديد - سمة مميزة في أعمالك مثل كتاب «عندما تمت جريمة القتل".. لماذا؟
لا أعتقد ذلك.. أتحول فقط لشخص واقعي، عندما يتعلق الأمر بتعامل الإنسان السيئ مع الأرض والبيئة. أفكر في هذه القضايا باستمرار، وأشعر ببساطة أن المشكلة هى وجود الإنسان في بعض الأحيان أتساءل لماذا لا يقتل كل منا نفسه في سن الثالثة عشرة!
■ وهل تواصلت لاستناج؟
- الإجابة بالتأكيد لأننا حيوانات.. نريد الجنس والطعام والسيطرة والتكاثر.
■ قلت قبل ذلك كثيرًا أن الإنسان يشبه الحيوان..!
- لا أعتقد أننى استخدمت من قبل كلمة «يشبه"..لأننا ببساطة حيوانات تحكمنا غرائز حيوانية، ناهيك عن طريقة عمل أنظمتنا الداخلية.. ولكنه موضوع عالجته باستفاضة في رواية «نهاية العالم».
■ كتبت ما يزيد على ٤٠ عملا أدبيا.. ما الذى يحتاجه الكاتب ليكون غزير الإنتاج مثلك؟
- الهوس.. يدفعنى للكتابة الهوس بمحاولة فهم ما نفعله بوعى أو دون وعى على سطح كوكب الأرض..
■ كنت مدمنًا للمخدرات في وقت سابق.. وهو أمر تقوله باستمرار.. هل تفكر للعودة إلى هذه التجربة؟
- العودة إلى أسلوب حياتى السابق أمر مغر، إذ أننى أفكر باستمرار أن مرحلة الشيخوخة لا يمكن تقبلها إلا بالمخدرات ولكن الرغبة في الكتابة والإبداع دائما ما تمنعنى من العودة.
■ بعد أن تصدرت كتبك قوائم الأكثر مبيعًا.. هل يمكننا القول إنك استبدلت الكتابة بالمخدرات؟ هل أصبحت مدمنًا على النجاح؟
- يمكننى أن أقول ذلك.. كما أن الكتابة هى أهم شيء بالنسبة لى في الوقت الحالي.
■ هل لديك أى طقوس خاصة أثناء عملية الكتابة؟
- ليس لدى طقوس محددة بعينها أو أوقات معينة للكتابة ولكننى أكتب حتى تنقطع أنفاسي. النقطة المهمة هى أنه يجب عليك العمل كل يوم.
■ عندما ترسم شخصية نسائية فأنت تسرد تفاصيل ومن منظور نسائى خالص كيف يمكنك الكتابة بمثل هذه التفاصيل من منظور المرأة؟
- أرتدى فستانًا وشعرًا مستعارًا وأضع مسحوق التجميل أثناء الكتابة الشخصيات النسائية.
■ وكيف تشعر زوجتك حيال هذا الأمر؟
- للإجابة بصدق إننى أتحدى نفسى ككاتب لمحاولة رؤية وجهة نظر الشخصيات من مختلف الجنس والعرق والجنسية والعمر. لم يكن تولستوى وتشيخوف فلاحين، لكن كان لديهم نظرة ثاقبة للفلاحين من كلا الجنسين، أليس كذلك؟ لا أريد أن أكرر نفسي. أريد الوصول إلى شيء لم أحققه من قبل. هذه هى متعة الفن.
■ غالبًا ما تذهب في جولات قراءة كبيرة لدعم كتبك. هل هذا الأمر مكأفاة لك على إنجاز العمل؟
- أحب أن أكون على خشبة المسرح وأحب الجمهور. يبدو هذا متناقضًا مع كل ما ذكرته عن كرهى للبشر في تعاملهم مع البيئة لكن هذه الحقيقة أحب أن ألتقى بالجمهور للحديث عن الأعمال رغم كونها عملية مرهقة!
يعد الكاتب والروائى تي. إس. بويل من أهم الأصوات الأدبية في الولايات المتحدة الأمريكية.. إلى جانب كتابة الروايات يعمل «بويل» كأستاذ جامعي.. صدر له ما يقرب من 40 عملأ أدبيًا على رأسها «النساء» و"نهاية العالم".. نترجم له هذا الحوار عن عالم الكتابة والأدب.
