في خطوة مهمة تهدف لمحاصرة انتشار فيروس كورونا، قررت رئاسة مجلس الوزراء، إغلاق المحال والمولات والكافيهات والسينما والمسارح في التاسعة مساءً، بداية من غدًا الخميس 6 مايو وحتى الـ20 من الشهر الجاري.
وبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الثلاثاء، 231 ألفا و803 أشخاص من ضمنهم 173 ألفا و341 حالة جرى شفاؤها، و13 ألفا و591 حالة وفاة. وكان جرى تسجيل 1090 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ووفاة 60 حالة جديدة.
وبحسب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، فإن هذه القرارات تضمنت أيضًا حظر إقامة أي فعاليات أو احتفالات، وسيتم إقامة صلاة العيد مثل صلاة الجمعة وسيسمح بها فقط في المساجد التي تقام بها صلاة الجمعة وحظر اصطحاب الأطفال، مشيرًا إلى أن القرارات تضمنت أيضًا أن تكون إجازة عيد الفطر من الأربعاء القادم وحتى الأحد 16 مايو.
ووجه مدبولي كلمة للمواطنين، قائلا:" كل واحد مش مسئول عن نفسه فقط ولكنه مسئول عن أسرة بالكامل"، موضحًا أن مصر حاليا في مرحلة حرجة وكان لا بد من اتخاذ هذه الإجراءات.
وأضاف، أن هناك متابعة يومية من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي للتأكيد على توفير اللقاح، مشيرًا إلى أن الدولة أتاحت اللقاح بالمجان وكل ما تطلبه الدولة من المواطنين هو التزام المواطن بالإجراءات الاحترازية، مؤكدًا أن هناك مليون و700 ألف غرامة تم تحصيلها من المواطنين غير المُلتزمين بالإجراءات الاحترازية.
وأوضح رئيس الوزراء، أن الدولة المصرية تعمل في كل الاتجاهات، من أجل توفير أكبر كمية من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا"، لافتًا إلى أن هناك دفعات كبيرة يتم تلقيها تباعًا في شهر مايو الجاري، كما يتم التوسع في مراكز تلقي اللقاح، من خلال الجهات المعنية بوزارة الصحة.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء بشأن منع إقامة أي احتفالات أو فعاليات جماهيرية، والمولات والكافيهات والمقاهي، الهدف منها محاصرة انتشار فيروس كورونا.
وأضاف، أنه يجب تطبيق هذه القرارات الاحترازية بدقة، والتعامل بحسم مع المولات والكافيهات والسينما والمسارح التي تُخالف هذه الإجراءات، وغلقها فورًا، وأن كل ذلك يأتي في إطار الجهود المبذولة التي تقوم بها الدولة لمكافحة وباء كورونا والسيطرة عليه، والحفاظ على صحة المواطنين، وتقليل عدد الإصابات بكورونا.
وأشار بدر الدين إلى أن منع إقامة أي احتفالات أو فعاليات أمر مطلوب في ظل زيادة الأعداد المصابة بكورونا بشكل يومي، لافتًا إلى أن الحكومة تتخذ الإجراءات اللازمة طبقًا للأوضاع على أرض الواقع ولاسيما وأن هناك زيادة خلال الأسابيع الأخيرة في أعداد المُصابين بفيروس كورونا، ولذلك لا بد من الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع تفشي الفيروس وتمدده.
من جهته، قال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، إن قرارات مجلس الوزراء اليوم مهمة للغاية وناتجة عن اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة كورونا، موضحًا أنها تستهدف زيادة الحرص والوعي وتقليل احتمالية إصابة المواطنين بفيروس كورونا.
وأضاف تاج الدين، أن الإجراءات تصب في مصلحة الدولة وكل مواطن في مصر، مشيرًا إلى أن الدولة تتابع تنفيذها بكل دقة؛ لأنها في منتهى الأهمية خلال تلك المرحلة.
وأشار إلى أن القرارات تشمل كل المحافظات على عموم الجمهورية وتخص كل المواطنين والأماكن في مصر، دون تخصيص لأي مكان بعينه، منوهًا إلى أن مصر في المرحلة التصاعدية للموجة الثالثة لفيروس كورونا.
وعن الوضع الوبائي لفيروس كورونا بمحافظات الصعيد، لفت مستشار الرئيس للصحة إلى أن إصابات كورونا تشهد زيادة تعم كثيرًا من المحافظات في مقدمتها القاهرة الكبرى، مؤكدًا أن الوضع تحت السيطرة، فضلًا عن توافر كل الإمكانيات والطاقات اللازمة لرعاية الموقف في تلك المرحلة.