تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
شهد شهر رمضان الكريم 2021، أعمالا درامية وطنية مميزة، يتم تقديمها للجمهور على مدى الشهر الفضيل، حيث وثقت هذه الأعمال الأحداث التي مرت بها البلاد على مدى السنوات الماضية، ولاقت نجاحًا باهرًا على المستوى المصري والعربي أيضًا، بناءً على نسبة المشاهدات لهذه النوعية من المسلسلات الوطنية، وتصدرها "السوشيال ميديا" يوميًا.
يضم موسم الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام، ثلاثة من أقوى المسلسلات الوطنية التي يتم عرضها للجمهور، ففي البداية يأتي مسلسل "الاختيار2" بعد أن لاقي الجزء الأول من هذا المسلسل الأسطوري الذي تم عرضه خلال شهر رمضان العام الماضي، نجاحًا كبيرًا في توثيق القصص البطولية لضباط الجيش خلال الفترة الصعبة التي مرت بها مصر منذ عام 2013، أما الجزء الثاني من أحداث المسلسل هذا العام يوثق القصص البطولية لضباط الشرطة المصرية خلال هذه الفترة أيضًا، وأحداث فض اعتصام رابعة العدوية، وما قامت به الجماعة الإرهابية من عمليات تفجيرية واغتيالات لأبطال مصر البواسل، وحماية مصر من أعمال العنف والفتنة بين جموع الشعب.
أما عن المسلسل الوطني الثاني، فهو "هجمة مرتدة"، العمل الدرامي المميز الذي يعتمد على بعض الوقائع من ملفات "المخابرات العامة"، وجهودها الكبيرة في حماية البلاد من المؤامرات الداخلية والخارجية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر، والتي تدور أحداثه حول شاب مصري يعمل في الخارج ويحاول التواصل مع جهاز المخابرات العامة بعد محاولة تجنيده من قبل استخبارات دولة أجنبية، ويبدأ بعد ذلك التدريب على يد مسئولين من المخابرات المصرية ليتمكن من خداع الجهات المعادية.
والمسلسل الثالث هو "القاهرة كابول"، الذي يتناول ثلاث قصص مثيرة، حول المؤامرات التي تُحاك ضد المنطقة العربية، وخاصةً مصر خلال الفترة الأخيرة، مسلطا الضوء على الأعمال الإرهابية التي تقع في هذه المنطقة.
أثناء عرض هذه المسلسلات الوطنية الفريدة من نوعها خلال الشهر الكريم، ناقشت "البوابة نيوز" مع بعض خبراء النفس، تأثير المسلسلات على الشباب والمواطنين بشكل عام، والذين أكدوا أن الدراما لها تأثير كبير عليهم وعلى سلوكياتهم واكتساب الصفات، حيث إنها تنمي روح الوطنية لديهم وتزيد من ارتباطهم ببلادهم والمؤامرات التي تتعرض لها دومًا على مدى السنوات الماضية.
ومن جانبه، قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ"البوابة نيوز" إن المسلسلات الوطنية التي يتم عرضها خلال شهر رمضان هذا العام تعمل على زيادة الولاء والانتماء للوطن، وزيادة مشاعر الحب والوطنية لدى الشباب تجاه بلادهم، بدلًا من المسلسلات التي كان يتم عرضها على مدى السنوات الماضية والتي كانت تعرض أعمال العنف والبلطجة والترويج لتعاطي المخدرات، موضحًا أن الدراما لها دور كبير في التأثير على الشباب والأطفال، حيث خلال العام الماضي تم عرض مسلسل "الاختيار" وبعدها ظهر تأثير المسلسل على الأطفال وتجسيدها لدور البطل الشهيد "أحمد منسي"، وكذلك زيادة نسبة المتقدمين لكلية الفنية العسكرية لأكثر من 180 ألف طالب، وكلية الطب العكسرية وغيرها بهدف خدمة بلادهم وحماية أمن واستقرار الوطن.
وأضاف فرويز، أن هذا العام تم عرض مسلسل "الاختيار2" والذي يحكي قصص واقعية عاشتها مصر وشعبها والمآسي والجرائم التي ارتكبتها الجماعة الإرهابية في حق جنود مصر البواسل والشعب أيضًا وأعمال العنف والتفجيرات، مؤكدًا أن هذا المسلسل ساهم في تقريب وجهات النظر بين الشرطة والشعب، والتي كانت تلعب عليها الجماعة الإرهابية لإحداث الوقيعة بينهم، حيث تصدت الدراما لهذا الأمر، والتي كشفت دور أجهزة الدولة في محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين أي كانوا في المناصب المختلفة بلا استثناء، فضلًا عن تحقيقه عوامل نجاح أخرى من زيادة الولاء والانتماء وحب المواطنين لجنود مصر البواسل من الجيش والشرطة، والتناغم والموائمة بين كافة فئات الشعب، بجانب إبراز الحقائق للمواطنين والعالم أجمع، بما يحد من إحداث الوقيعة وتزيف الحقائق التي كانت تعتمد عليه الجماعة الإرهابية.
ويتفق معه في الرأي، الدكتور على عبدالراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي، موضحًا أن الدراما هي رسالة للمواطنين، يتم من خلالها تحقيق درجة عالية من الوعي، فهي ليست للترفيه فقط، بل إنها شكل من أشكال التوعية والاستنارة المجتمعية أو الإعلام التنموي أو تسمى "مسئولية الدراما والمسئولين عن الثقافة"، فإن الدراما هذا العام من خلال المسلسلات الوطنية "الاختيار2- هجمة مرتدة- القاهرة كابول" تقدم دور توعوي هادف جدًا، وثقافة بعض المواطنين بأن أي رجل يتحدث باسم الدين دون إدراك أنه قد يسعى لتحقيق أجندة خارجية تهدف إلى إلحاق الضرر بالبلاد وزعزعة استقرارها.
ويستكمل عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مسلسل الاختيار2 فكرة رائعة جدًا توضح العمل السياسي في مصر، سواء من الناحية الإيجابية أو السلبية، والأجندة الخارجية التي تُنفذ ضد مصر، مؤكدًا أن الدراما لديها مسئولية حقيقية تجاه المجتمع بتقديم رسالة واضحة لبناء المواطن، وبناء الشخصية المصرية اللغز الذي حير علماء النفس والاجتماع، مضيفًا أن المسلسلات الوطنية أدائها أكثر من رائع، ففي مسلسل "القاهرة كابول" على سبيل المثال قام بعمل مقارنات مختلفة بين الفكر المتطرف والفكر الأزهري السليم، واستطاع توصيل الرسالة بشكل جيد جدًا، وكذلك مسلسل "الاختيار2" الذي أظهر الحقبة الزمنية التي عاشتها مصر خلال فترة 2013 وما بعدها، ودراسة تاريخ مصر الحديث وبطولات رجال الجيش والشرطة، وفي مسلسل "هجمة مرتدة" الذي كشف بعض الملفات التي عملت عليها المخابرات العامة المصرية، والقضايا المهمة التي قد لا يعرفها كثير من المواطنين.
ويوضح، أنه من المتوقع أن يشهد الأعمال الدرامية الرمضانية خلال السنوات القادمة توثيق للملفات والقضايا والتحديات التي تواجه مصر حاليًا، مثل أزمة سد النهضة أو الصراع في ليبيا أو الأوضاع في المنطقة العربية والمخططات التي تشمل مصر أيضًا، وكذلك جهود الدولة في البناء والتنمية والتحديات الاقتصادية التي واجهت مصر، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تزيد وتقوي من انتماء الشباب وزيادة فهمهم وإدراكهم للمخططات الخارجية ضد مصر، وأن يقومون بتأديه واجبهم الوطني كما يجب أن يكون وهم مدركين لهذه المخططات، فإن الدراما يمكن أن تساهم في إظهار آليات بناء المواطن وإعماره للبلاد ودفاعه عنها، متمنيًا أن يكون هناك المزيد من الأعمال الوطنية الدرامية خلال الفترة المقبلة، بعيدًا عن الدراما التي قد تكون غير هادفة، بل أنها تسعى إلى هدم الشخصية المصرية والتأثير السلبي عليها، بما لا يتناسب مع الذوق العام أو تربية الإنسان المصري، وتقديم الفوضى وأعمال العنف والبلطجة للجمهور.