جلس الشاب الثلاثيني على الأرض، منكس الرأس يفكر في طريقة للخروج من الأزمة المالية التي لحقت به عقب فصله من محل عمله "مصنع زجاج"، لكنه بدل أفكاره خلال دقائق وقرر الانتقام من أصحاب المصنع بسرقتهم، وفي سبيل ذلك اتفق مع 4 أشخاص آخرين وأثناء محاولتهم التسلل للمصنع استشعر بوجودهم فرد الأمن، وحاول منعهم فقاموا بطعنه بسلاح أبيض حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وقاموا بسرقة الخزينة وتبين أنها تحتوي على مبلغ 48 ألف جنيه، لتبدأ بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.
تلقى المقدم أحمد رضوان، بلاغا من إدارة مصنع زجاج، بالمنطقة الصناعية، بعثورهم على جثة فرد الأمن العامل بالمصنع ملقاة على الأرض، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة للمدعو "شرف محمد شرف"، 50 سنة، وبحفص الجثمان تبين وجود تهشم في الرأس نتيجة الضرب بآلة حادة، ومطعون عدة طعنات بسلاح أبيض.
عقب معاينة الجثة اطلع المقدم أحمد رضوان، اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة بما يدور مسرح الجريمة، ليوجهه بسماع أقوال عمال المصنع وقاطني المنطقة وتفريغ كاميرات المراقبة المُثبته في محيط الجريمة، وفحص علاقات الضحية والوقوف على وجود خلافات بينه وآخرين ترقى لارتكاب الجريمة، إلا التحريات أكدت أن المجني عليه يتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع.
ساعة قليلة قضاها رئيس مباحث 15 مايو بمسرح الجريمة بحثا عن إجابة للسؤال الأبرز "من الجاني؟"، للوصول لطرف خيط يقوده إلى حل القضية، وخلال وقت قصير توصلت جهود البحث والتحري لرئيس المباحث ان وراء ارتكاب الواقعة 5 متهمين من بينهم عامل بذات المصنع وتم فصله حديثًا بسبب سوء سلوكه، بالاشتراك مع 4 أشخاص آخرين.
عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، انطلقت مأمورية قادها المقدم أحمد رضوان، ونجحت في ضبط المتهمين خلال عدد من الكمائن بالأماكن التي يترددون عليها، وتم اقتيادهم إلى القسم للتحقيق، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة، وبالعرض على النيابة قررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيق معهم.