تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
سلطت العديد من التقارير الدولية الضوء على خطة مصر للتوسع في الاقتصاد الأخضر والحد من تلوث الهواء في مصر، وفي الوقت الذي قدر البنك الدولي تكلفة تلوث الهواء في مصر بما يزيد على 47 مليار جنيه في السنة، أصدرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة تقارير متتالية حول مصر دعت فيها إلى ضرورة العمل على التوقف عن استخدام الفحم تماما كخطوة أولى لإصلاح الوضع الحالي والتمهيد لدخول منظومة الاقتصاد الأخضر.
وقالت الوكالة، إن خطة مصر للتحول للاقتصاد الأخضر تحتاج للتوسع بشكل أكبر في مجال الطاقة المتجددة، ووضع حد أقصى للانبعاثات على الصناعات الملوثة، واستخدام التكنولوجيا النظيفة من أجل احتجاز الكربون.
ورأت وكالة الطاقة المتجددة أنه على الرغم من المشروعات العملاقة للطاقة المتجددة إلا أنها لا تتجاوز 10 % من إجمالي استخدامات الطاقة.
وبحسب تقرير مستقبل الطاقة النظيفة في مصر تقول الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إن مصر تملك القدرات الفنية والاقتصادية لاستهداف 53% طاقة نظيفة من إجمالي الطاقة المنتجة بحلول عام 2030، ولفت التقرير إلى أن مستهدفات الطاقة المتجددة واستخدام الفحم تحتاج إلى المراجعة، وأن مستهدفات 42% من مزيج الطاقة اعتمدت في عام 2016 ودخل الفحم الملوث للهواء في مزيج الطاقة من أجل تقليل الاعتماد على الواردات البترولية بعد أزمة انقطاع الكهرباء بين 2011 - 2013.
وأشار التقرير إلى ضرورة العمل على التوقف عن استخدام الفحم تماما خلال الفترة المقبلة، حيث إن خطة مصر لمستهدفات الطاقة تشير إلى أن الفحم سيكون مسئولا عن 29% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030 و19% بحلول عام 2035، ولكن تملك مصر الآن فائضا من إنتاج الكهرباء إذ تصل القدرة الإنتاجية إلى نحو 58 جيجاوات، بينما يصل أقصى حمل خلال ساعات الذروة إلى 30-32 جيجاوات.
في حين أكدت المجلة الأورومتوسطية للتكامل البيئي أن اعتماد مصر على منتجات الوقود الأحفوري قد يسهم في زيادة الانبعاثات الكربونية بأكثر من 300% عن المعدل الحالي.
خبراء الطاقة والبيئة أكدوا أن التنويع في مصادر الطاقة والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة والبعد عن الفحم أصبح ضرورة.
وفي هذا السياق، قال الدكتور مجدى علام، مستشار وزير البيئة السابق، إنه لا بد من وضع خطة للتخلص من استخدامات الفحم في الصناعة المصرية من خلال تحديث خطوط الإنتاج للعمل بالكهرباء أو بالغاز الطبيعي وهما مصادر للطاقة النظيفة المتوفرة لدى مصر في الفترة الأخيرة.
وأضاف علام، أن مصر نجحت في تحقيق الاكتفاء الذاتي وفائض في الإنتاج سواء في الغاز أو في الكهرباء، بالتالي لم يعد هناك مكان لاستخدامات الفحم الذى دخل إلى الصناعة المصرية اضطراريا، ولم يكن موجودا بشكل كبير في الصناعة طوال الفترات الماضية، ولكنه دخل إلى التصنيع في مصر مع أزمة الغاز التى واجهت مصر في الأعوام الأخيرة الماضية، حيث قامت مصانع بالكامل بتغيير خطوط إنتاجها من الغاز الطبيعى إلى الفحم لأنه أرخص، وبالتالي توافر الغاز والكهرباء ولم يعد للفحم مكان في الصناعات المصرية.
ودعا الخبير البيئي إلى ضرورة العمل بشكل عاجل على ضرورة الالتزام بالضوابط والمعايير التي وضعتها وزارة البيئة وتقنين استخدام الفحم بداية من استيراده أو تخزينه في الموانئ أو ضوابط استخدامه بشكل آمن.
ووافقه الرأي الدكتور فاروق الحكيم، رئيس شعبة الهندسة الكهربائية بنقابة المهندسين، الذي أكد أن مصر تمتلك كل الإمكانيات الطبيعية التي وهبها الله من أجل التوسع بكل قوة في مجالات الطاقة المتجددة وبخاصة الطاقة الشمسية.
وقال الحكيم، إن استخدام الطاقة النظيفة يعد الحل الأمثل للتخلص من الانبعاثات الكربونية الضارة والناتج عن عادم السيارات والمصانع وغيرها من مصادر التلوث التي تكلف مصر الكثير.
وتابع: "مصر خطت العديد من الخطوات الناجحة بإقامة مشروعات ضخمة في مجال الطاقة الشمسية والرياح، وعلينا الاستمرار ومواصلة التوسع في مجال الطاقة النظيفة الذي أصبح توجها عالميا في الآونة الأخيرة من أجل الحفاظ على البيئة والحد من أضرار الاحتباس الحراري وآثاره على تغير المناخ".