يعاني جامع أحمد بن طولون من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في الزيادة الخارجية للجامع، والتي بناها مهندس الجامع كي تكون حماية للمصلى من أصوات الشارع، وهي تقليد عراقي انتقل إلى مصر مع طولون ومهندسوه.
"البوابة نيوز" حصلت على عدد من الصور توثق وجود الكلاب في زيادة الجامع وانتشارها بشكل كبير، وشكى رواد الجامع من تلك الظاهرة.
وطالب عدد من المهتمين بالشأنين التراثي والأثري في مصر بالمزيد من العناية بجامع أحمد بن طولون سواء من الجهة المالكة وهي وزارة الأوقاف، أو جهة الإشراف وهي وزارة السياحة والآثار، فالجامع يحتاج إلى عملية ترميم كاملة، وكذلك التنظيف بشكل دوري ومستمر، وإلى القضاء على تلك الظاهرة، "ظاهرة انتشار الكلاب الضالة".
جامع أحمد بن طولون هو ثالث الجوامع في مصر، حيث كان أولها جامع عمرو بن العاص والذي بناه عمرو مع بناء مدينة الفسطاط عام 21 هـ، والثاني هو جامع مدينة العسكر بناه العباسيون عام 133 هـ، والثالث جامع ابن طولون، والذي بناه ضمن عاصمته القطائع، عام 258هـ.
الجامع يعتبر أقدم جامع أثري باق على حالته في مصر، حيث تبلغ مساحته 6 أفدنة ونصف الفدان، وكذلك يحوي عدد من العناصر المعمارية النادرة، ومنها الزيادة حول المسجد، والتي تفصل بينه وبين الشارع، وكذلك تقسم المسافة من مستوى الشارع إلى مستوى الجامع إلى مرحلتين صعود، حيث إن جامع أحمد بن طولون مبنى فوق مرتفع صخري يقال له جبل يشكر.
مادة بناء الجامع هي الآجر، أو الطوب المحروق، ومئذنته تختلف عن كل المآذن الأثرية المصرية حيث إن سلمها يدور حولها من الخارج ويقال لها الملوية، ويبدو أنها تقليد لمئذنة جامع سامراء في العراق وهي المدينة التي نشأ بها أحمد بن طولون.
لم يستخدم مهندس جامع أحمد بن طولون الأعمدة في بناء الجامع وإنما استخدم الدعامات الضخمة، وهي تقليد أيضًا لطراز العمارة العراقية، وتعد شرافات جامع أحمد بن طولون الشهيرة بـ"عرائس السماء" من أندر الشرافات في العالم الإسلامي، والشرافة هي الشكل أعلى قمة الحائط الخارجي للجامع، وقد اتخذت أشكال صفوف المصلين، ولكن بشكل تجريدي.