قال الدكتور راضي محمد جودة، مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة بدر، أن رؤية شهر رمضان المعظم كانت تظهر في القاهرة بشكل مركزي بوصفها مقر الحكم، ثم يتم ارسال أمر إلى باقي المحافظات والمديريات بتوقيت بداية الصوم.
وتعود وثيقة إعلام محافظ دمياط برؤية الهلال لعام 1855 ميلادية 1271هجرية، في عهد سعيد باشا الذي تولى الحكم عام 1854 حتى 18 يناير عام 1863.
وجاء نص الوثيقة: "إعلام إلى سعادة مير محافظ دمياط.. هو أنه ثبت لدينا بالبينة الشرعية المقيد اسماهم بالمضبطة رؤية هلال شهر رمضان ليلة تاريخه التي هي ليلة الخميس، أي فيكون غرة شهر رمضان سنة تاريخه أدناه يوم الخميس الذي هو بكره تاريخه فتشهروا ذلك بضرب المدافع كالعادة وكل عام وأنتم بخير.
وحول استخدام المدافع في المناسبات علق "جودة"، أنه يرجع استخدام مدفع الإفطار في مصر لعام 859 ميلادية في عهد السلطان المملوكي خوش قدم وذلك حينما جاء له مدفع هدية من ألمانيا فأحب تجريبه خوش قدم فكان التجريب لحظة الغروب فاعتقد الناس إنه موعد الإفطار، ولما توجه الأهالي لشكر السلطان قرر أن يتم عمل هذا كل يوم واستمرت عادة ضرب المدفع لحظة الافطار.
وتابع "جودة" أن مدفع رمضان توقف وظهر في عهد محمد على باني الدولة الحديثة، حيث ظهرت عدة مدافع جديدة، وتم إطلاق المدفع بالذخيرة الحية والتي أبطلها سعيد باشا عام 1859 خوفا من أن يؤذى أحد الأهالي، وأهملت لفترة طويلة حتى استعادها وزير الداخلية في عام 1983، ونظرا لتأثيره على الآثار بالقلعة تم نقل المدفع لجبل المقطم.
واختم حديثه، بأن المدافع الرمضانية ظهرت في دول عربية مثل فلسطين وبغداد ودمشق والإمارات وعدد من الدول الإسلامية، كما أن المدفع يتم استخدامه في مناسبات دينية ووطنية، حيث يتم إطلاقه فيها: مثل المولد النبوي ورأس السنة وعيد الثورة وغيرها.