جدد السودان، الثلاثاء، تمسكه برعاية الاتحاد الأفريقي لمفاوضات سد النهضة بوساطة شركاء دوليين، فيما عرضت واشنطن المساعدة.
ويحتدم الخلاف حول مقترح الخرطوم الداعي إلى تطوير آلية التفاوض لتكون رباعية تضم إلى جانب الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة وأمريكا، والاتحاد الأوروبي، الأمر الذي تؤيده مصر وترفضه إثيوبيا وتصفه بأنه محاولة لتدويل الملف.
وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، خلال لقائه وفد رفيع من الكونجرس الأمريكي بالخرطوم: "إننا عازمون على مواصلة التفاوض حول سد النهضة برعاية الاتحاد الأفريقي، ولكن بوساطة من شركاء دوليين لمساعدة الأطراف الثلاثة للتوصل للاتفاق ويصبحوا شهودًا وضامنين لتنفيذه".
وقدم عباس، بحسب بيان صدر عقب اللقاء، لوفد الكونجرس الأمريكي، عرضا شاملا لمواقف وخيارات السودان حول قضية سد النهضة والأثر على الأمن القومي السوداني واقتصاد وحياة مواطنيه.
وأكد الوزير أن "سد النهضة يمكن أن يصبح نواة لتعاون إقليمي أشمل لمصلحة وازدهار كل دول وشعوب المنطقة بتبادل المنافع لكن ذلك مشروط بالتعاون بين الدول الثلاث لملء وتشغيل سد النهضة باتفاق ملزم لابد من توفر الإرادة السياسية للتوصل إليه وتنفيذه."
ويترأس وفد الكونجرس الذي وصل الخرطوم، الإثنين، في زيارة رسمية، السناتور كريستوفر كونز، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يرافقه السيناتور كريس فان هولين.
وأعرب الوفد الأمريكي خلال لقاء وزير الري بالخرطوم، عن تفهمه لموقف السودان الملتزم دائما بالقانون الدولي والمنسجم مع أعراف العلاقات الدولية، بحسب البيان.
وأكد استعداد بلاده للعب دور فاعل فى هذا الملف والمساهمة في حث وتشجيع كل الأطراف على التوصل لاتفاق يخاطب مصالح ومخاوف كل الأطراف.
وأشار الوفد الأمريكي إلى أن ذلك سيبدأ بجولة المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي يزور خلالها السودان ومصر وإثيوبيا خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأشار السيناتور كونز إلى استعداد الولايات المتحدة لتقديم العون للسودان بالتعاون مع الشركات والمؤسسات البحثية الأمريكية لتطوير الموارد المائية السودانية ورفع إنتاجية المحاصيل الزراعي.
وكان وفد الكونجرس التقى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ووزير المالية السوداني جبريل ابراهيم، وبحث معهما أوجه التعاون بين البلد.
وبحث لقاء البرهان والوفد الأمريكي الذي جرى بالقصر الرئاسي في الخرطوم، سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك ودفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب.
وقدم رئيس مجلس السيادة تقريرا لوفد الكونجرس الأمريكي حول رؤية السودان على معالجة التباينات في ملف سد النهضة عبر الحوار للوصول إلى حلول ترضي كل الأطراف وكذلك قضايا الحدود بشرق البلاد مع الجارة إثيوبيا.
وأكد البرهان على السماح للمنظمات الطوعية في تقديم الخدمات لمعسكرات اللاجئين الإثيوبيين بشرق البلاد .
من جانبه، أشاد وفد الكونجرس الأمريكي بدور رئيس مجلس السيادة في قيادته للمرحلة الانتقالية ونجاحه في العبور بالبلاد إلى بر الأمان.
مؤكدا دعم الولايات المتحدة للمرحلة الانتقالية ومساعدة السودان في الاندماج في المجتمع الدولي والإقليمي.
وأكد الوفد أن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب سيعزز من العلاقات الثنائية بين الخرطوم وواشنطن وسيدفع بآفاق التعاون المشترك في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.
وتعهد الوفد الأمريكي بدعم عملية التحول الديمقراطي وتعزيز مسيرة السلام، مؤكدا سعيه لحث الأطراف للانخراط في العملية السلمية للوصول لسلام دائم ومستدام.
وتأتي زيارة وفد الكونجرس الأمريكي للبلاد تعزيزا للعلاقات والتعاون الاستراتيجي والاقتصادي بين البلدين.
ووصلت المفاوضات المتواصلة منذ عقد لطريق مسدود الشهر الماضي وهي متوقفة منذ ذلك الحين فيما تتآكل فرص التفاهم مع اقتراب موسم الأمطار.
والملء الثاني للسد دون التوصل لاتفاق ملزم يعد أكثر نقاط الخلاف حساسية بين إثيوبيا من جهة وكل من مصر والسودان من جهة أخرى.