كشفت وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية أنها شرعت في رصد جماعات تعتنق فكر نظريات المؤامرة وتناهض عمليات الإغلاق المرتبطة بجائحة "كوفيد 19"، ووصفتها بأنها "تتحدى شرعية الدولة".
وتقول دورية "انتلجنس نيوز "، المعنية بالشؤون الاستخباراتية، إن ألمانيا تعد أكثر الدول الغربية التي يوجد بها حركات لمناهضة الإغلاق بسبب الوباء، إذ تنظم بصورة علنية ومتكررة وبشكل أسبوعي مسيرات احتجاج تندد بتدابير الإغلاق في أرجاء البلاد.
تجتذب تلك المسيرات مزيجاً متنوعاً من المشاركين ممن لهم خلفيات متباينة وشملوا مناهضين للقاحات ضد الوباء، وغيرهم ممن يعتنقون فكر نظريات المؤامرة، إضافة إلى مؤيدين لكل من أحزاب اليسار واليمين المتشددة.
وفي الأشهر الأخيرة، شهدت المسيرات والمظاهرات المناهضة لتدابير الإغلاق أحداث عنف في ضوء مشاركة أعضاء من ميليشيات تنتمي إلى جماعات يمينية متشددة بأعداد كبيرة، وتضمنت تلك المظاهرات مشاركة أعضاء من حزب "ألمانيا البديلة" AfD، أكبر حزب يميني متشدد في ألمانيا، علاوة على مشاركة أتباع "حركة رايخ برجر المناهضة للسامية"، ومؤيدي حركة "سيلبستفروالتر"، النسخة الألمانية من حركة سيادة المواطنين الأمريكيين.
تقول الاستخبارات الألمانية إن بعضاً من تلك الجماعات تتمحور حول ناشطين جدد مناهضين للحكومة ممن يطلقون على أنفسهم أعضاء حركة "كويردينكر". ويترجم مصطلح "كويردينكر" بالألمانية بمعنى "آخر المفكرين"، وتعتقد وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية أنها تمثل "المكتب الفيدرالي من أجل حماية الدستور" BfV، والتي وصفتها بأنها "نوع جديد" من الميليشيات المناهضة للحكومة.
ولا يفصح مؤيدو تلك الجماعات بهوياتهم سواء اليمينية أو اليسارية المتشددة أو بواعثهم العقائدية. وتقول الوكالة الألمانية إن أكثر من 90 في المائة من أعضاء جماعة "آخر المفكرين" ممن تتجاوز أعمارهم الـ30، بينما يصل متوسط أعمار الجماعة إلى نحو 50 عاماً، ويعرف ثلثا الجماعة أنفسهم بأنهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة، ويصوتون لأحزاب اليسار واليمين المتشددة، بينما لا يصوت الباقون لأي من التيارات في ألمانيا.
وتشير الدراسات الاجتماعية إلى أن المشاعر السلبية تجاه الأجانب والمسلمين تشيع بصورة كبيرة بين أتباع جماعة "آخر المفكرين".
تشير "انتلجنس نيوز " إلى أنها المرة الأولى التي تعترف فيها وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية رسمياً بوجود جماعة مناهضة لتدابير الإغلاق بسبب جائحة كورونا، وأنها تخضع لتحقيقات من قبل أجهزة الأمن القومي في ألمانيا، في الوقت الذي تعهد فيه زعماء حركة "كويردينكر" بمواصلة أنشطتهم المناهضة للإغلاق.