أكد الباحث على أبودشيش خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين أن المصرين سبقوا شعوب العالم بالاحتفال بالأعياد وعنهم أخذ اليونان هذا الاحتفال، وذلك وفق ما قاله هيرودوت.
وتابع أبو دشيش أن شم النسيم فيس له يوم ثابت للاحتفال به ولكن كان الاحتفال بأعياد الربيع. أما عن أساس هذه التسمية فهى ترجع إلى الفراعنة فكان المصرى القديم يقسم السنة إلى ثلاث فصول وهى (أخت فصل الفيضان، برت وهو فصل الانبات، شمو وهو فصل الحصاد) ومن هذه التسمية أخذت كلمة شم وهى تعنى فصل شمو أى الحصاد وتجدد الحياة واستمرار الوجود.
وأضاف أن أول ظهور لكلمة شمو في مقبرة "ميروركا" في الأسرة السادسة بسقارة، وأضيفت لها في لغتنا العربية كلمة النسيم مثلما تضاف الكثير من المسميات المصرية مثل صان وأضيف لها الحجر فأصبحت مدينه صان الحجر الأثرية وتونا وأضيف لها الجبل فأصبحت تونا الجبل الأثرية وتمت إضافة كلمة النسيم ليصبح اسم العيد شم النسيم، فكان العيد قديما في فصل شمو، يرمز إلى تجدد الطبيعة من حيث الحصاد وتفتح الزهور وعيد الخلق وبداية الزمن، وكان المصرى القديم محبا للطبيعة وكان متأملا لكل ما فيها ووثق ذلك على جدران المقابر والمعابد.
ولفت إلى أن هذا العيد المعروف بشم النسيم يرتبط بتجدد الحياة فلاحظ المصرى القديم أن الشمس تشرق ثم تغيب ثم تبعث من جديد والقمر يضيء، ثم يظلم ثم يضيء من جديد والفيضان يفيض ثم يغيض ثم يفيض من جديد والنبات ينمو ثم يموت ثم ينمو من جديد، فمن هذا المنطلق آمن بالبعث بعد الموت من جديد فكانت فكرة البعث والخلود فحافظ على الجسد إلى أبد الآبدين، لتجدد واستمرار الحياة فيما بعد الموت.
وكانت زهرة اللوتس المقدسة تؤكد على مفهوم التجدد والاستمرار وإعادة الأحياء مثل خروج تمثال الملك من زهرة اللوتس، فعندما تستنشق زهرة اللوتس فأنك حقا تشعر برائحة مصر فكانت كل مقبرة بها الزهور والرحلات النيلية ومناظر الصيد واللقاءات الأسرية مظاهر الاحتفالات وتجدد الحياة ورمزية الأكلات والانطلاق إلى الأرض الخضراء والأرض الصفراء وعلى ضفاف نهر النيل والاستمتاع بالرقص والموسيقى، والخروج باكرا، وركوب النيل، والغناء والطرب، والاستمتاع بالطبيعة واستنشاق الزهور.