تواصل "البوابة نيوز" تقديم القصص والنوادر التي رواها الأديب الراحل شوقي ضيف في كتابه "عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية وإلى الحكاية السادسة عشرة.
يحكى أن "خسرو بن فيروز"، أحد ملوك الفرس جلس يوم مهرجان للهدايا، فجاءه منها طبق ذهب مغطى بمنديل حرير، أرسله إليه "هوبذان" وهو من كهنة المجوس فأمر بكشفه وإذا بالطبق فحمتان محترقتان فتعجب من سخف الهدية مع شرف ظرفها "وعائها".
ثم قال ما أراها إلا مشتملة على حكمة فأتوني بالموبذان فلم يلبث أن قدم إليه وسأله خسرو عن الفحمتين، فقال: أعلم أيها الملك أني اجتزت صقرا بروضة عالية الأشجار وقد اشتعلت فيها النار، ورأيت صقرا يتعقب عصفورا فهرب منه العصفور واقتحم النار من خوفه وتبعه الصقر حتى دخل في النار على إثره وسقطا فحمتين، فأخذتهما معتبرا بهما وقلت في نفسي لا ينبغي للإنسان أن يستشعر خوف عدوه كل الاستشعار حتى يقدم من شدة الخوف على الاستجارة بما يهلكه كالعصفور الذي أحرق نفسه لفرط خوفه ولا ينبغي للإنسان أيضا أن يحرص على متاع الدنيا حتى يمشي بقدمه على دمه في التوصل إليه كالصقر الذي جنى على نفسه بشدة حرصه، فقال خسرو: ما أوعظ هديتك وما أحسن موقعها وما اهديت إلى اليوم مثلها وبالغ في إكرامه والإحسان إليه.