أعاد مسلسل "الاختيار 2"، إلى الأذهان، مشاهد دموية وذكر بخطوات الإرهاب الأسود الذي ابتليت به مصر في فترة ما بعد ثورة الـ30 من يونيو 2013، وسقوط حكم المرشد وإزاحة جماعة الإخوان الإرهابية، بإرداة الشعب المصري.
ومن أكثر الجماعات التي شكلت تهديدًا كبيرًا في الداخل المصري- آنذاك- ما عرف بتنظيم أجناد مصر، ومؤسسه همام عطية، "تاجر الفراخ" الذي اعتنق الفكر التكفيري متأثرًا بأفكار القطبيين.
تقرير شامل أعدته مؤسسة "رؤية"، أكد أن همام عطية لقي مصرعه في مواجهات مع الأمن المصري بمحافظة الجيزة، لتزول بموته واحدة من حلقات الرعب والفزع بعد ما أدمن زرع القنابل والعبوات الناسفة التي أجاد في صنعها وتسببت في سقوط العديد من الشهداء والمصابين خاصة بين رجال الأمن المصري، كما تولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة والسفن العابرة بالمجرى الملاحي لقناة السويس وضد المسيحيين والكنائس.
وتابع التقرير أن الإرهابي الشهير همام عطية كان يتبع نفس الفكر التكفيري القطبي وتأثر بمنهج سيد قطب ورفاعي سرور وسعى لتشكيل تنظيم مستقل خاص به مبني على هذا النهج بالقاهرة دون مبايعة التنظيمات كالقاعدة وداعش.
ولفت التقرير أنه أسس ما عرف بـ"أجناد مصر"، ووضع منهجه الفكرة مستوحيًا إياه من أطروحات رفاعي سرور مركزًا على استقطاب الشباب صغار السن، وقام بتنفيذ العديد من عمليات التفجير عن بعد مستخدمًا العبوات الناسفة معتمدًا على خبراته وبراعته في صناعة المتفجرات والتفخيخ بعدما تلقى تدريبا قوية على استخدام الأسلحة وصنع المتفجرات في العراق التي سافر إليها بهدف الجهاد ضد الأمريكان، بحسب اعترافات زوجته "بسمة" أمام جهات التحقيق عقب مقتل همام.
التقرير أوضح أنه نفذ عمليات إرهابية كثيرة، وانتهج الفكر تكفيري متشدد فكريًا وفي الأصل عمل تاجرًا للفراخ، وبعد فض اعتصام رابعة العدوية، انضم إلى تنظيم أنصار بيت المقدس في سيناء، ثم انشق عنهم مؤسسًا "أجناد مصر"، وسعى خلال الاعتصام لتشكيل خلايا مسلحة تسير على الخط التكفيري نفسه.
نفذ همام عطية 44 عملية إرهابية مستعينًا بمساعدة الإرهابي بلال إبراهيم صبحي فرحات وكلفه بالمسؤولية العسكرية والإشراف على تنفيذ العمليات ضد الشرطة وإمداد التنظيم بالعبوات الناسفة والمتفجرات، من أبرز عملياته الإرهابية تفجيرات متتالية أمام جامعة القاهرة وقسم الطالبية وتفجير بميدان لبنان بمحافظة الجيزة وتفجيرات مصر الجديدة واستهداف ضباط الشرطة والجيش.
واختتم التقرير أنه عاش وزوجته وأبنائه الـ9 فى منطقة الطوابق بشارع فيصل في الجيزة حتى يوم 5 أبريل 2015 عندما توصل قطاع الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية لمنزله بعدما أرشد أحد أتباعه عن مكانه وقضت الشرطة عليه بعد تبادل لإطلاق النار، وفي ديسمبر 2017 قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا بإعدام 13 من عناصر "أجناد مصر".