الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

.. وقد أعذر من أنذر !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مصر" دولة كبيرة ، ذات قيمة ، تاريخها وإسمها وسُمعتها سابقينها ، تتعامل مع الجميع بكل إنصاف، لا تتدخل فى شئون أحد، تُعامل الأشقاء العرب الذين أتوا إليها بالملايين بعد تفشى ما سُمى بـ"الربيع العربى" على أنهم ضيوف وليسوا لاجئين، تفتح ذراعيها للجميع ، لا تُعادى أحد ، لديها دبلوماسية قوية مشهود لها بالكفاءة وتحترم الإتفاقيات الدولية.
"مصر" دولة كبيرة ، لا تترك حقها يضيع وتُدافع عنه بإستماتة، تنتصر فى كل معاركها لأن بها شعب واعٍ وبها خير أجناد الأرض، "مصر" التى قال عنها الرسول (ص): أهلها فى رباط ليوم القيامة .. حينما تدخل فى قضية تكسبها بفضل أمانة رجالها ووطنيتهم وحبهم لتراب البلد لأنهم يتفاوضون بصبر وذكاء ، دائماً ما تطلب "مصر" فى أى قضية محل خلاف وسطاء دوليين وتطلب شهادة أطراف دولية ، "مصر" لا تُحب الصراع بل تنشر السلام وتمد يدها بالسلام ، تطرق أبواب المنظمات الدولية الرسمية ولها حضور قوى فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، وعلاقاتها متميزة مع روسيا ووثيقة الصلة بالصين ، وعلاقاتها إستراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، ولها علاقات تعاون مع الإتحاد الأوروبى، تعرِف "مصر" كيف تُدول قضيتها؟ وكيف تلفِت أنظار العالم لقضيتها مثلما حدث فى (قضية طابا)؟.
"مصر" من يُعاديها تُعاديه ويخسر، ومن يحاول كسرها يُكشف ويُكسر، ومن يُشهِر بها يظهر على حقيقته ويُفضح، فـ"مصر" دولة لا تكذِب ولا تتجمل ، تقول الحق وتٌساند الحق وتُدافع عن الحق ، معروف عنها أنها تتحدث بوجه واحد وما تقوله فى السر تقوله فى العلن ، تتبنى سياسة متوازنة مُحافظة على وحدة الأمة العربية ونشر السلام ونبذ العنف وحق الشعوب العربية فى تقرير مصيرها وإستمرار التعاون المتبادل بين الدول.
"مصر" طول عُمرها مُستهدفة ، لأنها التاريخ العريق والجغرافيا المتميزة والحضارة الرائعة ، لكن خلال السنوات الماضية زادت عمليات الاستهداف وهو ما يدركه الشعب المصرى .. لهذا تجد المصريون صامدون ويداً واحدة فى مواجهة المخاطر ، زاد صمودهم وضربوا أروع الأمثلة فى تصديهم للتحديات ، أنقذوا بلدهم من يد التطرف وواجهوا الإرهاب وقالوا (Game Over) حينما فشل مخطط إسقاط مصر وتورط فيه مجموعة من المأجورين الذين تاجروا بالدين واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً ، لكن المصريون استيقظوا على مجموعة من المخططات الجديدة التى أتت تباعاً وواجهوها بشرف ومازالوا يواجهونها بكل قوة مُتمسكين بحبهم للوطن ومستعدين للفداء والتضحية لكى تظل "مصر" مرفوعة الرأس.
"مصر" أرض الكنانة، والكنانة هنا تعنى: الأرض التى صانها الله وحفظها وما طلبها عدو إلا أهلكه الله .. معروف عن "مصر" ردها للأعداء ومواجهتهم ، إذا أتى لها سهام من الأعداء تُرد لصدورهم مرة أخرى ، تصدت "مصر" للتتار والهكسوس والصليبيين وكسرت شوكتهم ، فمن يُعادى "مصر" عليه أن يقرأ التاريخ جيداً ليتعلم ، وعليه أن يتعظ من مصير كل من أراد سوءاً بـ "مصر" .. فـ مُخطىء من لم يتعلم من دروس التاريخ ويأخُذ العِبر ولا يلومن إلا نفسه .. و مُخطىء أيضاً من لم يعرِف أن "مصر" شعبها لحمه مُر وكلمته من رأسه وقُوتٓه من فأسه وعزيمته من شِدة بأسه ، وحينما ينتفض (المارد المصرى) دفاعًا عن حقه لا يقف أمامه أحد ولا يُوقفه أحد ولا يعود إلا بحقه كاملاً دون نُقصان.. دون نقصان (وقد أعذر من أنذر).