الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

حكايات مجهولة.. الضحاك يطلب عفو المأمون

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار مقتل الأمين بن الخليفة العباسي هارون الرشيد أحزان الشاعر الحسين بن الضحاك المتوفي 250 للهجرة، مما جعله يكثر من رثاء الأمين والتعريض بأخيه المأمون.
ينقل ابن طيفور الكاتب حكاية عن عبد اللَّهِ بن مُحَمَّد الْفَارِسِي، عَن ثُمَامَة بن أشرس قَال: لما قدم الْمَأْمُون من خُرَاسَان وَصَارَ إِلَى بَغْدَاد أَمر أَن يُسمى قوم من أهل الْأَدَب يجالسونه، ويؤامرونه فَذكر لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْحُسَيْن بن الضَّحَّاك وَكَانَ من جلساء مُحَمَّد المخلوع –يقصد الأمين- فَقَرَأَ أَسْمَاءَهُم حَتَّى بلغ إِلَى اسْم الْحُسَيْن فَقَالَ الخليفة: أَلَيْسَ الَّذِي يَقُول فِي المخلوع:
هلا بقيت لسد فاقتنا... فِينَا وَكَانَ لغيرك التّلف
فَلَقَد خلفت خلائفا سلفوا... ولسوف يعوز بعْدك الْخلف
ويقصد الشاعر بقوله "لغيرك التلف" التعريض بالمنتصر الجديد المأمون..
فقال الخليفة: لَا حَاجَة لي بِهِ لَا يراني وَالله إِلَّا فِي الطَّرِيق.. وَلم يُعَاقب الشاعر على مَا كَانَ مِنْهُ فِي هجائه لَهُ والتعريض بِهِ.. وهي سماحة كبيرة من الخليفة العباسي، وقد نقل هذه المروية التاريخية عن حلم وسماحة الخليفة العباسي المأمون، ابن طيفور الكاتب صاحب تاريخ بغداد والمتوفي عام 280 للهجرة، ويعد أول من ألف لتاريخ مدينة بغداد.
لكن المؤرخ ابن الأثير في كتابه "الكامل" ينقل رواية أخرى جمعت بين الخليفة والشاعر في حوار مدهش، حيث سأله المأمون عن كثرة رثاءه للأمين وعن قوله:
ومِمَّا شَجَــا قَلبـــي وكَفكًــفَ عَبرَتـــي.. مَحــــارِمُ مِن آلِ النَّبــيِّ استُحِلَّــتِ
ومَهتوكَةٌ بالخُلْدِ عَنهـا سُـــجُوفُها.. كَعابٌ كَقَرْنِ الشَّمـــسِ حيـــــنَ تَبَدَّتِ
حيث قال المأمون للشاعر: هل رأيت هاشمية قُتلت وهتكت يوم قُتل أخي؟
فقال الشاعر: لا
فسأله الخليفة عن أبياته السابقة، فقال الضحاك: يا أمير المؤمنين لوعة غلبتني، وروعة فاجأتني، ونعمة سلبتها بعد أن غمرتني، وإحسان شكرته فأنطقني، وسيد فقدته فأقلقني، فإن عاقبت فبحقك وإن عفوت فبفضلك. فدمعت عين المأمون وقال قد: عفوت عنك وأمرت بإدرار أرزاقك عليك وعطائك ما فاتك متمما وجعلت عقوبة ذنبك امتناعي من استخدامك.