يرى الحكيم ماركوس أوريليوس أن كل إنسان موجود في هذه الحياة له غاية يسعى إليها حتى لو كان كسولا أو لصًا أو لا فائدة له نحن نفتقدها، فالنائمون عمال مشاركون في صنع أحداث العالم بطريقة ما.
يقول "ماركوس" خلال كتابه "التأملات" الذي يضم آراءه وفلسفته: كلنا نعمل معًا للغاية نفسها، البعض عن قصدٍ ودراية، والبعض عن غير دراية؛ تمامًا كما قال هيراقليطس، فيما أعتقد، إنه حتى النائمون هم عمالٌ مُشارِكون في صُنع كل ما يحدث في العالم، لكل واحدٍ عمله المُقيَّض له، وهناك وظيفةٌ حتى للمناوئ الذي يُريد أن يفسد الإنتاج؛ فالعالم بحاجةٍ إليه أيضًا. يبقى إذن أن تُقرِّر في أية فئةٍ من العاملِين تريد أن تضع نفسك؛ فمن المؤكَّد أن حاكم «الكل» سوف يجد لك استخدامًا نافعًا وسوف يَسلُكُك في القوة العاملة لأداء دورٍ ما في هذا العمل المُشترَك، ولكن احرص ألَّا تكون البيت الرديء والمُبتذَل والمُسِفَّ في المسرحية، على حد تعبير خريسيبوس.
وتساءل فيلسوف العرش: هل تضطلع الشمس بعمل المطر؟ أو إسكليبوس بعمل إلهة الحصاد؟ وماذا عن كل نَجمٍ من النجوم؟ أليست هذه مختلفةً متمايزةً ولكن تعمل سويًّا لنفس الغاية؟
ماركوس أريليوس، فيلسوف، وإمبراطور روماني، حكم في الفترة من 161 وحتى 180م، كرس حياته للأدب والفلسفة والمدرسة الرواقية، لقب بفيلسوف العرش، كتب هذه التأملات بشكل يومي باللغة اليونانية، ولم يقصد بها النشر أو مخاطبة القراء بل كان يكتبها لنفسه من باب التمرين والتدريب، تأثر بكثير من الفلاسفة السابقين مثل سقراط وهيراقليطيس.