حذر تقرير جديد للأمم المتحدة من مخاطر ارتفاع عدد الفقراء في ميانمار، بسبب التداعيات الاقتصادية السلبية لجائحة كوفيد-19 والأزمة السياسية، مما قد يدفع بحوالي 25 مليون شخص – ما يقرب من نصف سكان ميانمار – للعيش تحت خط الفقر الوطني بحلول بدايات عام 2022 .
وأشار تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بعنوان "كوفيد-19، الانقلاب والفقر: تفاقم الصدمات السلبية وتأثيرها على التنمية البشرية في ميانمار" إلى أنه بعد أكثر من عقد على المكاسب التي تحققت بشق الأنفس ضد الفقر، فإن عدد الفقراء في ميانمار قد يتضاعف كنتيجة لتأثير جائحة كـوفيد-19 والأزمة السياسية المستمرة، بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة في نيويورك.وبحسب التقرير الأممي، أنه مع نهاية 2020 فإن 83 في المائة من الأسر في ميانمار أبلغت عن انخفاض دخلها، في المتوسط، إلى النصف تقريبا بسبب الجائحة، وقد أشارت التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر قد ازداد بنسبة 11 في المائة. وقبل الأزمات الأخيرة، كان ما يقرب من مليون شخص في ميانمار (تم تحديدهم في بداية 2021) بحاجة إلى المساعدة الإنسانية والحماية .
وذكر المركز الإعلامي للمنظمة الدولية، أنه وفقا لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، فإنه على مدى الأشهر الستة المقبلة يمكن أن يسقط أكثر من 3.4 مليون شخص في مراحل مقلقة من انعدام الأمن الغذائي، وربما يحتاجون إلى المساعدة من برنامج الأغذية أو من الجهات الفاعلة الأخرى.
وبحسب الوكالة الأممية، حتى قبل جائحة كـوفيد-19، كان الكثير من الناس في ميانمار غير قادرين بشكل عام على الحصول على ما يكفي من الغذاء، ومع الأزمة السياسية التي أضيفت على ذلك، أعرب برنامج الأغذية العالمي عن قلق أكبر، خاصة في المناطق الحضرية حيث يعاني الناس فيها من نقص شديد في الوصول إلى أنواع الطعام التي يحتاجون إليها يوميا .
وبحسب تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإنه يُخشى أن تتحمل النساء والأطفال العبء الأكبر، حيث يُتوقع أن يعيش أكثر من نصف أطفال ميانمار في حالة فقر في غضون عام.
بدوره، قال أخيم شتاينر، رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: "في غضون 12 عاما، من 2005 إلى 2017، تمكنت ميانمار من تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر إلى النصف تقريبا. ومع ذلك، فإن تحديات الأشهر 12 الماضية عرّضت كل هذه المكاسب الإنمائية التي تحققت بشق الأنفس للخطر".
وأشار المسؤول الأممي إلى أن الأشهر القليلة الماضية كانت صعبة بالنسبة لكثير من الناس، حيث كانت هناك هجرة كبيرة من يانجون على وجه الخصوص، العديد من المصانع مغلقة حاليا أو تعمل عند مستوى منخفض جدا. كما يعمل الميناء عند مستوى منخفض للغاية، والنظام المصرفي شبه مشلول، والناس تقف في طوابير طويلة، لمجرد الحصول على النقود.