الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"الجماعة" تعطل الحل السياسي في ليبيا.. الطريق إلى انتخابات ديسمبر مفروش بالمؤامرات.. "الإرهابية" تحاول فرض رؤيتها بعد فقد أرضيتها الشعبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أطلق عدد من الناشطين حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، تعبر عن رفضهم لفرض آلية انتخابات تحرم الشعب الليبى من الاقتراع بشكل مباشر في الانتخابات الرئاسية.
وأكد النشطاء رفضهم المطلق لمناورات الإخوان وحلفائهم، وأبدوا قلقهم من أن تميل البلاد نحو طرف سياسى يهدف للسيطرة على البلاد ومقدراتها، حسب وصفهم. وبدأ تنظيم الإخوان في ليبيا مؤخرا في افتعال أزمة سياسية جديدة، بعد أن شهدت اجتماعات تونس الأخيرة خلافات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، التى يأمل كثيرون أن تخرج البلاد إلى بر الأمان. وترمى المحادثات بين الأطراف الليبية حاليا إلى الاتفاق على طريقة اختيار رئيس البلاد في الانتخابات المقبلة، حيث يصر الإخوان على اختيار الرئيس الجديد لليبيا عبر اقتراع النواب وليس عن طريق الاقتراع الشعبى المباشر.
يرى خبراء سياسيون في ليبيا، أن تنظيم الإخوان أدرك أن شعبيته باتت معدومة تقريبا، وأن الاقتراع المباشر من الشعب سيساهم بشكل كبير في إسقاط مرشحهم أو أى شخص يدعمونه في هذه الانتخابات.


التفاف على إرادة الليبيين
وقال يوسف الفارسى، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومى بجامعة المختار الليبية، إن وضع ليبيا بعد الانتخابات سيكون أفضل بكثير، وذلك من خلال تهيئة المناخ للوصول إلى مرحلة الاستحقاقات النهائية والتى سوف يكون فيها جماعات الإخوان المسلمين منهكة تماما من خلال الدفع بتيارات وطنية سوف تحاصر جميع التيارات الإسلامية لأن هذه الجماعات في السابق أفشلت الحياة السياسية في البلاد من خلال السيطرة على مقاليد الحكم، وكذلك منابع التمويل وهو المصرف المركزى واستمرت في نهب الأموال من خلال دعم المستعمر التركى والمرتزقة ومن خلال دفع رواتب المرتزقة وهذا مالمسناه في السابق.
وأضاف الفارسى في تصريحات لـ"البوابة». أن موقف الإخوان موقف المتخوف من خسارته للمشهد الذى يدرك مسبقا أنه خاسر لهذه المرحلة المقبلة ولأن حظوظه ضعيفة جدا ولأنه لم يقدم شيئا ومشروعه فشل والناس تدرك الآن حقيقتهم ونواياهم
وتابع: يرفض الإخوان فكرة الاقتراع الشعبى لاختيار الرئيس ألا وهى الاختيار المباشر من الشعب ولأنهم ليس لديهم قاعدة شعبية وحظوظهم في الشارع معدومة جدا ولأن حقيقتهم أصبح يدركها القاصى والدانى من خلال فشل مشروعهم السياسى الذى يدعم الإرهاب ويحارب الجيش الذى اقتلع الإرهاب في أغلب مناطق ليبيا بالتالى هم خسروا كل شى وهم الآن يريدون الانتخابات من البرلمان مباشرة لضمان وصول تياراتهم إلى البرلمان، وهذا بدوره وهم لأنهم ليس لهم مكان من خلال المعطيات الموجودة في الساحة.
الإخوان بلا شعبية


بينما قال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطنى الليبى، إن الإخوان لن يقبلوا بحوار وطنى أو يقبلوا بانتخابات وطنية شاملة وقد رأينا ذلك في آخر انتخابات وهى انتخابات مجلس النواب كيف انقلبوا على ذلك في طرابلس ووضع حكومة موازية ثم بعد ذلك تحركوا على مستوى كبير ونتج عن ذلك مؤتمر بحكومة السراج وأصبحت البلاد منقسمة على نفسها
وأضاف الترجمان في تصريحات لـ"البوابة"، أن الإخوان منذ البداية يعلمون أن القاعدة الشعبية ترفضهم ولا توجد حاضنة اجتماعية لهم، ودخلوا في إشكالات كبرى في شرق ووسط وغرب وجنوب البلاد وتم طردهم تماما من جميع هذه النواحى ولم يعد لهم أى وجود إلا في مناطق بدأ من مصراتة وزليتين الخمص وطرابلس وجوارة حتى مناطق باطن الجبل. هذه المناطق التى تتواجد فيها بعض قواعدهم وبعض جماعاتهم.
وتابع: الإخوان يرون بأن أى انتخابات شعبية ستخرجهم من المشهد ولن يكون لهم وجود وهم خسروا انتخابات المؤتمر الوطنى العام الليبى وخسروا كذلك انتخابات في مجلس النواب لكنهم قادرون على الأقل في ظروف هذه الانتخابات أن يسيطروا على داخل هذه المجالس فقد كان لهم قدرة على المناورة السياسية واستطاعوا الوصول إلى شراء ذمم بالضغط على بعض المنتفعين من أعضاء مجلس النواب. كل ذلك يعطيهم ثقل إذا تم انتخاب الرئيس من داخل مجلس النواب كما يحاولون تسويقه.
وأشار الترجمان إلى أن الانتخابات البرلمانية انتخابات شعبية عامة سيكونون هم الخاسر الأكبر فيها لذلك سيحاولون بشتى الطرق عدم حدوثها أو على الأقل عرقلة حدوثها أما إذا تمت الانتخابات في ٢٤ ديسمبر ٢٠٢١ بإرادة دولية لن يكون للإخوان أى وجود فيها، ولكن الإخوان يلعبون على التفتيت ويلعبون على إعادة تجزئة البلاد وتقسيمها واللعبة الإخوانية تقوم على تشتيت جهود الليبين من خلال زرع بوادر الفتن ما بين الشرق والغرب والجنوب فهذا يدفعنا بالفعل أن نقول إن الإخوان لا يزالوا قادرين على مزيد من الألاعيب خاصة في وسط أولئك المنتفعين من أعضاء مجلس النواب.


رفض شعبى للإخوان وأفكارهم
في المقابل قال الإعلامى والحقوقى الليبى عبدالله الخفيقى، إن الانتخابات أصبحت مطلبا شعبيا، خاصة بعد ما تم تحديد تاريخ ٢٤ ديسمبر، لأن الأجسام السياسية الموجودة حاليًا انتهت مددها الدستورية وحتى اتفاق الصخيرات انتهت مدته وأصبح من الماضى وبالتالى لا بد من إجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ولابد كذلك من القبول بنتائج الانتخابات وألا يتكرر سيناريو ٢٠١٤ عندما انقلب الإخوان المسلمون على نتائج انتخاب مجلس النواب بعملية فجر ليبيا التى ادخلت البلاد في انقسام سياسى.
وأضاف الخفيقى في تصريحات لـ"البوابة». أن هذه المسئولية تقع على عاتق البعثة الأممية في ليبيا فمثلما نجحت في الخروج بحكومة واحدة وإن كانت حكومة مدتها قصيرة جدًا وإلى الآن لم تقدم شيئًا ملموسًا على الواقع ورئيسها من تصرفاته يبدو أنه منحاز لطرف معين ولكن على الأقل أصبحت حكومة واحدة في البلاد بدل حكومتين وبالتالى يجب على البعثة أن تلزم الأطراف بقبول نتائج الانتخابات ويجب كذلك ان تكون الانتخابات في موعدها المحدد.


مرحلة حاسمة
وقال محمد صالح جبريل اللافى، الصحفى الليبى والمحلل السياسى، إن غاية المجتمع الدولى هو الوصول لمرحلة حاسمة في تاريخ ليبيا والوصول لصناديق الانتخاب لحل كل الإشكاليات ويقرر الشعب الليبى مصيره بانتخاب من يراه مناسبا لقيادة ليبيا في مرحلة لا تكون انتقالية بل تكون مرحلة دائمة تحدد فيها كل المهام لمجلس البرلمان التشريعى المقبل ولرئاسة الدولة والرئاسة الحكومة ويمكننا القول إنها ستكون بداية عودة ليبيا حاضنة المجتمع الدولى. بعيدا عن كل الأزمات والإشكالات وكل المختلقات التى عانتها ليبيا طوال السنوات الماضية.
وأضاف: الإخوان المسلمين كعادتهم ليس في ليبيا فقط بل في كل دول العالم لا يمتلكون حاضنة شعبية كبيرة بل يريدون أن يتحصلوا على أكثر مكاسب سيادية وسياسية في الدولة دون الوصول لمراحل مصادمة بالشارع لأنهم ليس من مصلحتهم أن يكون الاقتراع بشكل مباشر من الشارع.
وأوضح، أن الإخوان المسلمين سيحاولون أن يعطلوا الوصول للانتخاب المباشر وسوف يخسرون بعد أن ثبت للجميع أنهم سبب من أسباب الأزمة الليبية ودعم الجماعات المتطرفة فجماعة الإخوان المسلمين هم الحاضنة السياسية لكل التيارات المتأسلمة والمتطرفة التى عانتها ليبيا طوال السنوات الماضية لذلك لن يسمح لهم الليبيون للوصول إلى المناصب السيادية مرة أخرى.


وقال الباحث في الشأن الليبى، عبدالهادى ربيع، إن تنظيم الإخوان في ليبيا ليس كيان موحد في ليبيا، فكل جماعة لها موقف خاص الا انها في النهاية كل التيارات الإسلامية الموجوده الآن في ليبيا تجتمع على شيء واحد وهو الوقف في وجه الدولة المدنية الحقيقة التى تقوم على احترام القانون وعلى دولة المؤسسات.
وأضاف ربيع في تصريحات لـ"البوابة». إن الأحزاب الإسلامية المتطرفة هى الأكثر خوفا من إجراء أى انتخابات باقتراع مباشر من الشعب بعد أن تضاءلت شعبيتهم بشكل كبير داخل ليبيا، حيث إنهم لم يمتلكوا سوى بعض الجيوب القبلية التى لا يمكن أن تؤثر في الانتخابات، وبذلك يخسر الإخوان امكانهم الحالى في بعض الوزارات لذلك يعمل الإخوان على عرقلة المرحلة الانتقالية والوصول إلى الانتخابات الرئاسية.
وأضاف أن تنظيم الإخوان قد يجد من الانتخابات عن طريق مجلس النواب فرصة للتنافس على المقعد الرئاسى، بطرق ملتوية اتخذها من قبل في كثير من الاستحقاقات السياسة، وما حدث عام ٢٠١٤ عندما همش الشعب الليبى تيار الإسلام السياسى بالكامل في الانتخابات البرلمانية، ولم يحصل على الأغلبية مثلما حدث في انتخابات المؤتمر العام الذى كان أغلبه من التيارات المتشددة.
وأكد"ربيع». أن هذه المحاولات «ما هى إلا محاولة للالتفاف حول إرادة الشعب الليبى وحقه في انتخاب رئيسه». وإن «ما يحدث من تيارات الإسلام السياسى وعلى رأسها تنظيم الإخوان، يأتى في إطار المصالح الحزبية والتوازنات السياسية والأيديولوجية». وهدف الإخوان استغلال البرلمان الليبى لفرض رئيس وفق ميولهم السياسية.