تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تواصل " البوابة نيوز " تقديم القصص والنوادر التي رواها الاديب الراحل شوقي ضيف في كتابه " عجائب وأساطير" وهي من القصص التي دونها العرب في العصور الوسطى بغرض اللهو والتسلية والى الحكاية الثامنة عشرة..
كان الملوك في الزمن القديم يتراسلون ويتهادون ويسأل بعضهم بعضا عن المشكلات والغرائب فلما، فلما دان ملوك الاقاليم لكسرى "انو شروان"، وانفذوا اليه الهدايا وانفذ اليه ملك الهند هدايا كثيرة نفيسة وفيها الشطرنج ورقعتها، وسأله عن سرها ليرى هل يفطن اليها.
ولما عرضت على "انو شوران" علم انه لا يستطيع معرفتها سوى وزيره " بزرجمهر" الذي اشتهر بالذكاء والحكمة، فبعث في طلبه وعرضها عليه،فتأملها وادق النظر بها حتى فطن سرها وعرف حقيقتها في مجراها ومبناها فقال: إنما وضعت للحرب وجعل الأكبر منها الملك والذي يليه الوزير والقطع الكبار القواد والبياذق الرجالة أو العسكر وحركاتها مصاولة القتال.
وتعجب رسول ملك الهند من فطنته ولم يلبث "بزرجمهر" ان عارضه بوضع النرد وهي الطاولة وارسله إلى ملك الهند فلم يفطن هو ولا حكماؤه له وكتب إلى كسرى " انو شوران " يسأله ان يأمر بزرجمهر بتنبيه عليه فصدع بأمره بزرجمهر وقال ان خطوطه الاثنى عشر على عدد الشهور وبروج الفلك وقطعها السود والبيض هي الليالي والأيام والمكبان " قطعتا الزهر" حظوظ الناس وجدودهم ولما بلغ ملك الهند ذلك استحسن النرد وهي لعبة الطاولة وزاد في مواصلة الهدايا لملك الفرس.
وفي بعض الكتب ان اخوين من ابناء ملوك الهند تنازعا الملك بعد ابيهما وهلك احداهما في حومة الحرب فجزعت عليه والدته جزعا شديدا وارادت ان تحرق نفسها فمنعت من ذلك،وما زالت تبكي وتلوم ابنها الباقي على اتلافه اخاه فأراد ان يدل امه على براءة ساحته وانه لم يقصد قتله وامنا اتت عليه طبيعة المعركة اذ لا بد ان يقتل احدهما فأمر الحكماء بوضع ما يصور الحرب والمعركة والمكافحة بين الجيشين، وهلاك احد الملكين أو الاميرين المتعاركين فوضعوا الشطرنج وصوروا هيئة الحال في المبارزة والمصولة والمغالبة وكيفية الامر في موت الملك ولعبوا بين يديها حتى احاطت بصورة المعركة وعرفت الكيفية في تلف ابنها فعذرت ابنها الباقي واتخذت من لعبة الشطرنج بعض السلوان لما نزل بها.