يعد العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ أحد أهم أعمدة الفن والغناء فى مصر والعالم العربى، لما قدمه من أعمال غنائية وسينمائية كانت وما زالت فى ذاكرة جمهوره والأجيال من بعده، خاصة أنه كان مواكبا للمناسبات الوطنية المختلفة وحاضرا فى مختلف الاحتفالات القومية أمام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.
وخلال لقاء تليفزيونى نادر للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ قبل وفاته بوقت قصير، تحدث عن أعمال يتمنى تقديمها، لكن القدر لم يمهله . وخلال اللقاء كان ممسكا بورقة تحوى بعض أسئلة محبيه، وأجاب عنها قائلا إنه فى الأصل مطرب لذا يهتم أكثر بالغناء عن التمثيل، مرجعا سبب غيابه عن جمهوره منذ ٤ سنوات وعدم تقديم أى أفلام إلى حالته الصحية، متمنىيا أن تتحسن صحته حتى يعود لجمهوره بعمل جديد.
أما عن الأعمال التى كان ينوى تقديمها، فأشار إلى فيلم « تائه بين السماء والأرض» عن قصة الأديب الراحل إحسان عبدالقدوس، وهو فيلم استعراضى غنائى، كما كان يريد تقديم أغانٍ للأطفال، كما أنه كان ينوى مشاركة السندريلا سعاد حسنى فى عمل جديد، وكذلك سيدة الشاشة فاتن حمامة.
ولد العندليب فى قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعليا، و التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام ١٩٤٣. وحين التقى الفنان كمال الطويل، كان العندليب طالبا فى قسم تلحين، وكمال فى قسم الغناء والأصوات، ودرسا معا فى المعهد حتى تخرجهما عام ١٩٤٨، كما تقابل مع مجدى العمروسى فى عام ١٩٥١ فى بيت مدير الإذاعة فى ذلك الوقت الإذاعى فهمى عمر، وقد اكتشفه الإذاعى حافظ عبدالوهاب الذى سمح له باستخدام اسمه «حافظ» بدلا من شبانة. وتوفى العندليب الأسمر عام ١٩٧٧ فى لندن عن عمر يناهز السابعة والأربعين عامًا، وذلك بسبب الدم الملوث الذى نقل إليه حاملًا معه التهاب كبدى، والذى تعذر علاجه مع وجود تليف فى الكبد ناتج عن إصابته بداء البلهارسيا منذ الصغر.