تستحق أن تلقب بالفنانة الشاملة، فهى خاضت كل أشكال الفن من تمثيل وغناء وإنتاج وتنظيم مهرجانات، كما خاضت تجربة تقديم البرامج، وعملت منذ بدايتها مع كبار النجوم، وفى كل مرة وكل تجربة تسعى للوصول إلى سقف حلمها.
هى الفنانة بشرى التى أجادت كثيرًا في تجسيد شخصية السيدة «رشا» زوجة الشهيد محمد مبروك في مسلسل «الاختيار 2». ونال أداؤها إعجاب الجمهور والنقاد، وأصبح مشهد تلقيها خبر استشهاد زوجها حديث السوشيال ميديا على مدى الأيام الماضية.
يعرض لها في شهر رمضان أيضًا بجانب «الاختيار 2». مسلسل كارتون بعنوان «زينة». عن تواجدها في السباق الرمضانى الحالى وكواليس التصوير وأشياء أخرى كثيرة، تحدثت الفنانة بشرى لـ«البوابة».
■ كيف جاء ترشيحك لدور زوجة الشهيد محمد مبروك في مسلسل «الاختيار ٢» ؟
- منذ فترة قابلت المنتج الكبير تامر مرسى في مكان ما، وسألنى عن سبب عدم عملى في أى عمل من إنتاج سينرجى، فقلت له وقتها من المؤكد أن الفرصة لم تأت بعد، وذلك بالرغم من أننى كان يتم ترشيحى في معظم المسلسلات التى كانت تنتجها سينرجى في بداية دخولها عالم الإنتاج، وعقب هذا اللقاء بفترة ليست طويلة، تلقيت مكالمة تليفونية من المخرج بيتر ميمى أبلغنى خلالها بأنه سيرسل لى سيناريو مسلسل «الاختيار ٢». وطلب منى قراءة العمل ثم معاودة الاتصال به، فسألته عن الدور المرشحة له، وأبلغنى بأننى مرشحة لتجسيد شخصية «رشا» زوجة الشهيد محمد مبروك، وبدون مبالغة «اتخضيت» لأنه دور مهم جدًا وتكليف كبير ووطنى وفنى وإنسانى.
■ هل جاءت الموافقة سريعة؟
- بالفعل وافقت على الفور، لأننى كنت أرغب في العمل مع أكبر كيان إنتاجى في مصر، بالإضافة إلى رغبتى في العمل مع كريم عبدالعزيز، فأنا من أشد المعجبين به وبأعماله، وأيضًا أحمد مكى الذى أراه دائمًا يعمل خارج الصندوق، وسبق وأن عملت معه في مسلسل «لحظات حرجة» وكان وقتها مخرجًا لإحدى حلقات المسلسل.
■ ألم تضعى في حسابك مساحة الدور خاصة أن مثل هذه الأدوار مساحتها تبدو صغيرة على الشاشة؟
- أنا فنانة مرنة جدًا في اختياراتى، من الممكن أن أقدم بطولة في مسلسل مثلما حدث العام الماضى، وبعدها أشارك في عمل جماعى، ودعنى أقول لك إنه من الممكن أن أرفض لو كان العمل غير «الاختيار ٢» ومع شركة أخرى غير سينرجى ودور آخر غير هذا الدور، وهنا لا بد أن أشير إلى أن «الاختيار» عمل مبنى على وجود عدد كبير من النجوم يشارك كل واحد فيهم في حلقات قليلة، لأن الجميع واثق بأن العمل ينتظره نسبة مشاهدة عالية، أضف إلى ذلك أننى كانت لدى رغبة قوية في المشاركة في توثيق لحظات عشناها في الواقع وكنا شهودا لها ونتابعها طوال الوقت.
■ كيف كان استعدادك لتجسيد هذه الشخصية؟
- الاستعداد كان عبارة عن جهود متضافرة بين ما كتبه السيناريست هانى سرحان ورؤية المخرج بيتر ميمى ووجهة نظى كممثلة، كما أن الشخصية نفسها التى جسدتها كانت قد حكت على تفاصيل كثيرة خاصة بهذا الموضوع، وعن نفسى تواصلت معها قبل وأثناء العمل، وهى أول إنسانة كنت أرغب في معرفة رأيها في أدائى، وأحمد الله كثيرًا أنها أثنت على هذا الأداء، كما أننى حاولت بكل الطرق استحضار روح هذه الشخصية لأنها شخصية حقيقية جدًا، وذلك باستخدام خيالى مع الورق المكتوب.
■ وما أصعب المشاهد التى قدمتيها من خلال هذه الشخصية؟
- كان مشهد تلقى «رشا» خبر استشهاد زوجها من أصعب هذه المشاهد، وخاصة أننى صورته في أول أيام تصوير مشاهدى، وخاصة أننى أول مرة أعمل مع المخرج بيتر ميمى، أضف إلى ذلك أن حالتى النفسية أنا والفنانة إنجى المقدم كانت سيئة للغاية، فالمشهد مؤثر جدًا، وبذلنا مجهودا كبيرا حتى نخرج كل انفعالاتنا بهذا الشكل ليأتى على الشاشة بهذا الشكل المؤثر، وعن نفسى وبدون مبالغة أرى أن هذا المشهد بمسلسل كامل، فتأثيره كان رائعًا للغاية، أضف إلى ذلك وجود مشاهد عديدة كانت مهمة جدًا وهى المشاهد التى كانت تجمع كريم ومكى وإنجى وأنا، ونحن نحاول تعريف خطيبة «مكى» بحياة الضباط، وكنا نسعى جميعًا أن تأتى هذه المشاهد بطريقة بها شيء من الكوميديا، وأثناء التصوير كنا نتفادى الضحك بصعوبة، ونسعى أن يكون الحوار بيننا طبيعيًا، حتى أن بيتر وكريم أطلقا على لقب «الطفلة المشاغبة». وكان كريم يقول لى في معظم هذه المشاهد: «أنا شايف قدامى رحاب في فيلم وش إجرام».
■ نعود مرة أخرى لمشهد تلقى خبر استشهاد زوجك في المسلسل، هل اعتمدت على مخزون من الحزن لديك حتى يخرج المشهد وكأنه حقيقى مثلما رأيناه على الشاشة؟
- في بادئ الأمر تخيلت نفسى في نفس مكان هذه السيدة، أضف إلى ذلك الطريقة إلى تلقيت بها خبر وفاة والدى في الواقع كانت تشبه إلى حد كبير هذه الطريقة التى تلقت بها «رشا» خبر استشهاد زوجها، وأيضًا تذكرت الفنانة إنجى المقدم والدها ووالدتها، ودخلنا في حالة من الحزن والشجن، بالإضافة إلى أننى أنا وإنجى بالتأكيد تابعنا أحداث اغتيال الشهيد محمد مبروك ولدينا خليط من المشاعر الحزينة التى استحضرناها في هذا اليوم لتقديم هذا المشهد بهذا الشكل، وبمعنى أدق دعنى أقول لك: «إننا كنا مهيئيين للشجن». هذا من جانبنا، أما من جانب المخرج فقد قام بتنفيذ المشهد بدون تقطيع حتى أن مدير التصوير كان بمثابة طرف ثالث معنا وليس مجرد مصور.
■ ما أبرز ردود الفعل التى تلقيتها عقب مشاركتك في «الاختيار ٢».
- تلقيت رسائل إشادة كثيرة من جانب متخصصين في الأداء التمثيلى وجمهور عادى، حتى أن هناك مدرب تمثيل شهيرا ممن دربوا جوليان مور أشاد بأدائى في العمل وخاصة في المشهد السابق الذى تحدثنا عنه، وآخرون قالوا إننى أنتمى لمدرسة الواقعية وصدق التعبير، وهذه الأمور أسعدتنى كثيرًا.
■ بجانب مسلسل «الاختيار ٢». ما الأعمال التى تحرصين على مشاهدتها في رمضان ؟
- أشاهد عدة أعمال أخرى منها «هجمة مرتدة» و«القاهرة كابول» و«لعبة نيوتن» و«ملوك الجدعنة». كما شاهدت «بين السما والأرض». وشاهدت بعض حلقات «نسل الأغراب». ودعنى أقول لك إن أكثر ما أسعدنى في الموسم الرمضانى الحالى هو الثنائيات، وكسر القوالب الثابتة التى اعتدنا عليها سابقًا، وأتمنى أن يتم تطبيق هذه المسألة على النجمات أيضًا، بحيث نشاهد تواجد أكثر من نجمة في عمل واحد مثلما حدث مع ثنائيات الرجال.
■ لكن يبدو أن المسألة ستكون صعبة التطبيق بين النجمات؟
- هذه المسألة تتوقف على درجة وعى وموهبة كل فنانة ورغبتها في التجويد والتواصل مع باقى الزميلات، فالمسألة لم تعد فقط الإصرار على تصدر الأفيش والتترات فقط، بل هناك وعى كبير لدى الجمهور فهو الميزان الحقيقى لنجاح أى ممثل.
■ وهل ستكررين تجربة البطولة مرة أخرى بعد مسلسلك السابق «القمر آخر الدنيا».
- المسألة تعد صعبة للغاية على الأقل في الفترة الحالية، فأنا بالرغم من شهادة الجميع بأننى قدمت كل النوعيات في أعمالى وأعتبر نفسى ممثلة لدى مشروع ومهتمة بالصناعة وتطورها، ولم يكن لدى مشكلات مع أى زميل أو زميلة، لكن للأسف هناك من يضعنى دائمًا في عباءة البيزنس والإنتاج ويتجاهلون تمامًا أننى في الأساس ممثلة، وبكل صدق أقول لك إن «الاختيار ٢ « أعاد لى هذه الثقة عند الصناع والجمهور على حد سواء ووجه البوصلة مرة أخرى لـ «بشرى» الممثلة، فقد اشتقت كثيرًا لمكالمة هدفها كلمة «برافو» لبشرى وليس هدفها شيء يخص المهرجانات.
■ حدثينى عن تجربة مسلسل الكارتون «زينة» وهل حققت النجاح المتوقع؟
- فكرة المسلسل تهدف للتركيز على مناطق ومعالم سيناء التى لا يعرف عنها كثير من الأطفال، وذلك في إطار كوميدى توعوى، ومنذ فترة طويلة تحدث معى المنتج أحمد نور عن ضرورة تقديم عمل للأطفال، وهذا جزء من مهمتى ورسالتى في الحياة أن أكون أداة تستخدم في التنوير والتوعية، فوافقت على الفكرة فورًا، وعن نفسى لا أستطيع الحكم على نسب المشاهدة فليس لدينا مقاييس محددة وحسابات دقيقة وحقيقية، كما أن العمل موجه للأطفال وهم الشريحة المستهدفة، وهناك بوستات موجهة ومدفوعة على السوشيال ميديا لبعض الأعمال بعينها وكل مجموعة تريد أن تصبح تريند تفعل ذلك، وعن نفسى أنا أعمل بطريقة التأثير التراكمى، أعمل فقط وأنتظر رد الفعل وأسعد كثيرًا بردود الفعل الحقيقية، وسوف أظل أعافر وأقدم ما يرضينى وينال إعجاب الجمهور.
■ سبق وصرحت لـ"البوابة" بأنك مرشحة لتجسيد شخصية الدكتورة الراحلة نوال السعداوى في فيلم سينمائي؟
- بالفعل أصدقاء الدكتورة نوال لديهم رغبة قوية في عمل ذلك وهم من قالوا لى إننى أنسب فنانة لتقديم شخصية الدكتورة نوال، واستقر الحال أخيرًا على تقديم فيلم تسجيلى يوثق مشوار الراحلة، ومرشح لإخراجه المخرج عاطف حتاتة، وهو يعد من أهم المخرجين الموهبين.
■ إسماعيل وليلى أولادك.. هل لدى أحدهما مواهب فنية ؟
- اسماعيل يحب الموسيقى ويقرأ كثيرًا عن الأفلام وتواريخها فهو من وجهة نظرى مشروع منتج أو مخرج، أما ليلى فهى فلسفية بعض الشيء معنية كثيرا بالجزء الأدبى.
■ وكيف تقضين أوقاتك معهما في ظل أزمة كورونا ؟
الفترة الماضية وهذه الأيام تعد من أصعب السنوات الدراسية، فالتعليم أصبح معظمه أون لاين، لذا تحولت لمدرسة في المنزل وبدأت أستعمل مواهبى في تلك المسألة حتى أساعدهم في دروسهم، وأتمنى أن تنتهى هذه الأزمة سريعًا ونعود لمواصلة حياتنا بشكل طبيعى.