الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "غنوا للعمّال" للشاعر سعيد شحاتة، وذلك تزامنا مع الاحتفال بعيد العمال، الذي يوافق الأول من مايو من كل عام.
بالقلوب الطيّبة الصابرة الأصيلة
بالعيون المليانين فرح ومحبّة
اكتبوا العامل في جملة تكون طويلة
غنّوا للعمّال غنا يشبه وجعهم
واوصفوا للخلق جوعهم من شبعهم
كل واحد فينا نفسه يكون تبعهم
لمّا تتمرّد إيديهم ع الحاجات المستحيلة
كف إيد عمّالنا أطهر حاجة فينا
م الهرم للمادنة بكفوفهم بنينا
وامّا قولنا نَعَلّى باكتافهم عِلِينا
جات وسيلة بغاية أو غاية بوسيلة
مش هتفرق ياما ويّا ابن البنانى
اللى شارب صبر ومحلّى بأغانى
واللى زى الشعر مليان بالمعانى
والبحور الصافية والصورة الجميلة
انتصار الصبر فوق الأرض هُمّا
والرماح الطالعة بتزحزح في غُمّه
والرايات الواقفة تهتف خلف أُمّه
والطيور الطالعة لعيدان الخميلة
بالأيادى الطاهرة أوطانك تزهّر
والعرق ينزل من الخدّين يطهّر
واللى ناوى ينام بأنوارهم يِسَهّر
لاجل طين الأرض تتراضى الفسيلة
اكتبوا العمّال في جملة تكون مفيدة
جمله تشبه: تسلم الروح العنيدة
يسلم البدن اللى قاعد ع الحديدة وبرضه قادر
يتزرع ياسمين وصبّار في البنادر
يحكى لولاده النوادر يفهموها
واما ييجوا يناموا بالليل يكتبوها
تطرح الكراريس جُمل وشاكوش وآلة
يمشى شاعر بالربابة وبالتكالة
يوصف القاعدين على السقّالة ياكلوا
واللى شايل مسطرين حافظ مشكلاته
واللى لو شاف شكله في مرايه يقاضيها
تهمة العامل بيعشق روحه فيها
أى أرض بيشتغل علشان يصونها
أى قلعة بقلبه بيشكّل حصونها
أى ورده بيقطف الشوك من غصونها
أى دمعه تمر ف عنيه ويداريها
بالأيادى الطاهره قادرة الريح تطاطى
للهدوم الشقيانين مش للبلاطى
للى واقفين في الميدان والاحتياطى
كلّهم عارفين جِمالهم من حاديها
غنوا للعمّال غنا يشرح صدورهم
يسقى حملانهم أمل من بير صقورهم
يفرش النور من بدورهم ع البسيطة
كلّ قلب كبير هنا محجوز له حيطة
واللى عارف قيمته قادر ع الغويطة
غنوا للعمّال أغانى تكون بسيطه يفسرّوها
وامّا ييجوا يناموا بالليل يحفظوها
تطرح الكراريس جُمل وشاكوش وآلة
يمشى شاعر بالربابة وبالتكالة
يوصف القاعدين على السقّاله فوقه
واللى دمّه ف شغله نافر من عروقه
تهمة العاشق ف ذوقه وف اختلافه
واللى نام من بدرى كان شادد لحافه
واللى خاف داير بيهرب م اللى خافه
أكل حاف والكل مستطعم بحافه
شافوا عمّالنا الطريق واتسلّوا بيها
تهمة العامل بيعشق روحه فيها
بالأيادى الطاهره قادره جبال توطّي
والرجول وسط البوار بالخير تخطّى
واللى شد الخط يجرى يقول: دا خطّى
والأمم تعرف ملامح مخلصيها
ارسموا العمّال على حيطان الشوارع.. همّا أولى
اللى شاربين العرق فوق السقالة كأنّهم شاربين فراوله
واللى رابطين القلوب جوّا الصدور بحبال وصاوله
واللى شايلين الوطن تحت الباطات بإيدين عتاوله
اكتبوا العمّال قصايد في المصانع
وارفضوا وقت المخاض كلّ الموانع
اللى ماشى بقصعه مش زى اللى خانع
واللى طالع مدنه طالع يبنى دولة..