الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عمال الحديد المسلح.. «ابتسامة تهزم التعب»

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وجوه مصرية أصيلة وأياد تتلف في حرير، هى أياد عمال الحديد المسلح، العيون الساهرة التى تبذل الجهد بكل إخلاص وسعادة، يضربون أمثلة رائعة في العمل والبناء والتعمير بإتقان وعزيمة وإصرار على تحقيق الإنجازات والوصول إلى مستقبل أفضل يتمناه الأحفاد ويفتخرون بأجدادهم جيلًا بعد جيل.
يأتى مشهد عمال الحديد المسلح عناوين لقصص كفاح تعمل في المعمار والمشروعات بمختلف محافظات الجمهورية، فهؤلاء الأبطال الذين يساهمون في إنجاز وتحقيق طموحات وآمال المستقبل المشرق لمصر، يتحملون الصعاب والشمس الحارقة، يتصبر بعضهم بأغنية "هيلا هيلا.. يالا يارجالة"، ويجلسون لالتقاط أنفاسهم، يحاولون قدر الإمكان الاستمتاع بهذا الوقت الذى يعملون فيه رغم صعوبته، لأن غياب العمل في أحد الأيام يعنى غياب اليومية التى لا يملك غالبيتهم مصدرًا للدخل غيرها.

يبدو في عيونهم الإرهاق ورغم ذلك لا يتحدَّثون إلا مُبتسمين، وهي ابتسامة تدفع كلَّ من لا يشعر بما أنعم الله عليه من مال وصحة وراحة بالخجل، بينما هؤلاء العمَّال الكادحين لا يتقاضون إلا القليل ولا يعملون إلا تحت أشعة الشمس الحارقة، ولا يتخلون عن الابتسامة وحمد الله.

يقول محمد صلاح، عامل حديد مسلح، إنه رغم المعاناة التى هم فيها بسبب وجودهم في الموقع لعدة أشهر بعيدًا عن أسرهم، واقتصار إجازاتهم على فترات متباعدة نتيجة ضغط العمل، ولكن مع كل هذا تغمرهم السعادة لأنهم يعملون في مشروعات تخدم البلد، لافتًا إلى أن هذا الشعور موجود بداية من مهندس الموقع والاستشاريين إلى أصغر عامل، لأن تلك المشروعات ستكون شاهدة على عمالها وسيتفاخر بها أولادهم في إنجازها مثل تفاخر العمال حاليًا بأجدادهم الذين قاموا بحفر قناة السويس وبناء السد العالى.

ويقول مهندس إسلام عبدالنبى، إن عمال البناء والحديد والمعمار يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة، يبدءون يومهم مع أولى ساعات النهار يقومون بتحديد ملامح المنشأة التى يشاركون في إنشائها ويقفون مع زملائهم في ساعات الصيام، طوال اليوم المليء بالعمل الشاق، الذى يحتاج الكثير من المجهود البدنى، يعملون في البناء والطرق منذ الصباح الباكر وحتى قبيل غروب الشمس؛ في ظلِّ ارتفاع درجات الحرارة غير المحتملة في الأماكن المكشوفة، بعضُهم لهم وقتَ راحة قصيرًا نسبيًّا عند الظهيرة، لكنَّهم في الوقت نفسه لا يُمكنهم الذهاب إلى مكان آخر ليتمكَّنوا من قَضَاء وَقْت راحتهم في ظروف جويَّة أفضل؛ مما يضَّطرهم إلى البقاء في موقع العمل تحت ظلِّ أي شجرة أو بناية، قبل أن يبدأوا العمل من جديد.
ويضيف محمد البرنس، مقاول عمال حديد مسلح، أن العمال يحلمون بمؤسسة لعمال المعمار ترعاها الدولة، كما يتمنون وجود تأمين صحى يضمن لهم العلاج ومعاش اجتماعي، لكى يتغلبوا على المعوقات وظروف المعيشية بسبب عدم انتظام أجورهم اليومية.