الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

شعارهم الرضا| «عمال اليومية» جندي مجهول في قطاع البناء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدأ عمال اليومية أو "عمال التراحيل" كمان كان يطلق عليهم في السابق، في مدينة طنطا بالغربية يبدءون يومهم عقب صلاة الفجر، لحظة اختلاط ظلام الليل بخيوط النهار، لعل يستعين بهم مقاول أو صاحب عمل فيعودون آخر النهار ومعهم قوت يومهم لزوجاتهم وأولادهم.
يجلسون على الرصيف في شارع الجلاء بميدان الأوبرا، يعاندون شمس الصيف ويقهرون برودة الشتاء، طلبا للشقاء ورغبة في أعمال شاقة يعجز عنها الشباب.
طبع الزمان علامات الشقاء على وجوههم بينما حفرت شقوق أياديهم وأرجلهم تعرفهم بالأسي المكتوب على وجوههم، أو حينما يلتفون حول سيارة ملاكي وقفت بجوارهم، فيسرع الجميع لعرض إمكانياته، بعضهم يعتمد على أدوات صناعته وبعضهم يعرض قوته الجسدية والبعض الآخر يستحي من وهن جسده وينتظر أن يناديه أحد من القادرين الباحثين عن العمال.

من أبرز الأعمال التي يعمل بها عمال التراحيل، الأعمال الشاقة مثل نقل الأثاث ومواد البناء والهدم، والتكسير في الخرسانات والطرق وحرث الأراضي بالفأس، وإلقاء خرسانات في الأسقف التي لا تستطيع الميكنة الدخول إليها لضيق شوارعها، ويضطر العمال إلى حملها على أكتافهم.

قال سامي عبد الرحمن، مبيض محارة، ٤٥ سنة، اجلس وسط العمال على الرصيف في انتظار أن يأتى مواطن أو صاحب عمل ليستعين بى في تأدية عمل يطلب منى بالمقابل المادى، الذى يقدره صاحب العمل، وأجلس لأيام بل أسابيع دون أن يطلبنى أحد للعمل، وأعود إلى أسرتى في هذه الأيام بلا نقود وكثيرا أعود إلى منزلي كما خرجت مكسور الخاطر.

ويضيف عبد الباري محمود ٦٧ عاما الناس بتخرج معاش وإحنا لا شغالين لحد اليوم الاخير في عمرنا، موضحا انه يعمل سنوات حياته كلها باليومية، مشيرا أن أجرة اليومية أحيانا تفرحنا ولكن تغضبنا عدة أيام بل أسابيع لأننا نجلس دون عمل، مبينا أن الحياة أعباؤها باتت أكبر من احتمالنا، ولا نستطيع مواكبة موجة غلاء الأسعار، فمنا من يعود ومعه ١٠٠ جنيه، متسائلا هذا المبلغ كيف يتم توزيعه ما بين التزامات للطعام والشراب والسكن والعلاج والتعليم والكسوة وغيرها من المتطلبات اليومية ناهيا أن هذا المبلغ غير متوفر يوميا فيأتي هذا المبلغ يوم أو يومين ويغيب أسابيع.
وتابع سعدالله الحنفى، نجار مسلح:" كل المهن فيها ركود ومفيش أي شغل بسبب ارتفاع مواد البناء، لهذا أتى إلى هذا المكان وأعمل في شىء يطلب منى سواء ردم أو هدم أو محارة وأى عمل يطلب منى سوف أقوم به المهم أن أعود إلى بيتى بما يكفيه، فكثير منا ساكن بالإيجار، وهناك بعض العمال من أصحاب المعاشات ولأن المعاش لايكفيهم فقد أتوا إلى هذا الرصيف للبحث عن جنيهات تسترهم وتستر أبناءهم من حاجة الدنيا".
وطالب عمال اليومية أن يسلط عليهم الضوء كونهم مصريين ليس لهم مطالب إلا الحياه بشرف والعمل، وضمهم لمشروع التأمين الشامل وإدراجهم ضمن جداول المؤمنين بنسبه يستطيعون على دفعها.