تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
قال قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية: إن اليهود قبضوا على السيد المسيح ليلة الجمعة وأنهم وضعوا مقولة "أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!"، فأصدروا بالتالي قرار موت السيد المسيح إلى جانب التهم التي ألصقوها به، مشيرًا إلى أن السيد المسيح تعرض لست محاكمات ليلة صلبه.
جاء ذلك في كلمة ألقاها قداسته قبل بدء صلوات الساعة السادسة من يوم الجمعة العظيمة التي يصليها في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية اليوم.
وقال قداسة البابا:
باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد. آمين.
تحل عينا نعمته ورحمته وبركته من الأن وإلى الأبد. آمين.
ونحن في غمار الساعة السادسة من يوم الصليب ولكي نكون متتبعين الأحداث والخطوات التي تمت عبر التاريخ في زمن السيد المسيح بقبلة غاشة من التلميذ الخائن يهوذا الذي أسلم السيد المسيح لليهود، وبدأت مجموعة من المحاكمات من يوم الخميس مساءًا وطوال الليل وحتى صباح يوم الجمعة مثلما نعيشها في كنيستنا من خلال أيام البصخة ويوم خميس العهد وليلة الجمعة، قُبض على السيد المسيح ووضعوا مقولة "أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا!" فوضعوا قرار موت السيد المسيح ووضعوا التهم التي سوف يضعونها على شخص السيد المسيح، السيد المسيح تعرض لست محاكمات في فترة الليل ومن المعروف أنه لا تتم المحاكمات في فترة الليل ولكن تتم في النهار، فمحاكمات الليل باطلة.
١- المحاكمة الأولى:
أمام رئيس الكهنة قيافا وتمت بعد منتصف الليل وتم سؤال السيد المسيح ماذا يفعل؟ وقال السيد المسيح أنه كان يكلم العالم علانية ولم يخفِ شيئًا لكن تقدم أحدهم ولطم السيد المسيح وتكون التهمة تهمة (إثارة الفتنة ) ولم يكن لها دليل.
٢- المحاكمة الثانية:
أمام قيافا وبعض اعضاء مجمع السنهدريم (المجلس التشريعي في الحياة اليهودية) أحضروا شهود زور وقالوا أنهم سمعوا السيد المسيح يقول "انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ" وكانت التهمة (ادعاء السحر) لأن الهيكل بني في ٤٦ سنة فكيف يبنيه في ثلاثة أيام فهذا سحر، ووقف رئيس الكهنة وقال له "أَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ الْحَيِّ أَنْ تَقُولَ لَنَا: هَلْ أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ؟" فقال له: "نعم أنا هو كقولك"، فمزق رئيس الكهنة ثيابه وهذه عادة يهودية تدل على انقضاء الأمر وكانت تعني انتهاء الكهنوت اليهودي وانتهاء الحياة اليهودية.
٣- المحاكمة الثالثة:
في بداية النهار، وكانت جلسة قانونية (زمانًا ومكانًا) وكانت أمام رؤساء الكهنة وسألوه هل أنت المسيح؟ فقال أنا قلت لكم فلم تصدقوا، نعم أنا هو كقولكم، وكانت التهمة الثالثة (تهمة التجديف).
هناك ثلاثة تهم عبر فترة الليل :
١- إثارة الفتنة.
٢- إدعاء السحر.
٣- التجديف.
ومجمع السنهدريم يصدر الحكم ولكن لا يستطيع تنفيذ الحكم، لأن من كان يقوم بتنفيذ الحكم هم الرومان الذين كانوا يحتلون اليهودية في ذلك الوقت.
عندما بدأ النهار بدأت المحاكمات المدنية:
٤- المحاكمة الرابعة:
أمام بيلاطس الوالي الروماني وحكم من (٢٦ م - ٣٦ م) وفي خلال العشر سنوات كانت خدمة السيد المسيح ثم جاء الصليب، كان لا يفهم شيئًا فبدأ يسألهم " أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟" فقالوا إنه فاعل شر، فسأل السيد المسيح "أنت ملك اليهود؟" فقال السيد المسيح "مملكتي ليست من هذا العالم، فسأله بيلاطس «مَا هُوَ الْحَقُّ؟» وقال السؤال ولم ينتظر إجابة وقال لكل الموجودين "أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً" وقال لهم ثلاثة اقتراحات:
١- أجلده ثم أطلقه.
٢- أخرجه لكم بمناسبة العيد.
٣- أرسله إلى هيرودس الوالي.
الاقتراحان الأول والثاني أهاجا اليهود فقام بتنفيذ الاقتراح الثالث، فأرسله إلى هيرودس وإلى الجليل، وكانت فلسطين مقسمة إلى ثلاثة أقاليم ( اليهودية – السامرة – الجليل) وكان هيرودس موجودًا في تلك الأيام في اليهودية فأرسل له السيد المسيح، فسخر هيرودس من السيد المسيح، كان هيرودس هو من أمر بقطع رأس يوحنا المعمدان وكان إنسانًا دمويًّا، فكانت المحاكمة الثانية كانت أمام هيرودس والي الجليل.
٥- المحاكمة الخامسة:
كانت أمام بيلاطس، وهي محاكمة مدنية، تخيلوا الجو الصاخب الموجود في هذا الوقت وكل هذا في فترة صباح يوم الجمعة، فقال بيلاطس مرة أخرى أَأُطلق المسيح أم بارباس؟ فختاروا بارباس، وبارباس كان مجرمًا وكانت العادة في كل عيد أن يطلق لهم أحد المجرمين، فصرخ الجمع أطلق بارباس، فسألهم بيلاطس: ماذا أفعل بيسوع؟ "فَصَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!" "وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: «إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ»." فاحتار بيلاطس فقام بحركة مسرحية وقام بغسل يديه وقال "إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ! " وأسلم السيد المسيح لليهود وبدأت إجراءات الصلب التي نعيشها الآن من خلال قطع الساعة السادسة التي نصليها في الأجبية كل يوم، أعرف أن ضمير الإنسان تلوث بالخطية ولذلك لم يعد يرى العدل بل أشاع ظلمًا مثل ما نرى في قصة صلب السيد المسيح الحدث التاريخي الذي حدث أثناء الظلمة مثلما نعيش في كنيستنا الآن.
سادسا : والآن سوف نقف لنصلي، واعرف أن السيد المسيح الذي صلب، صلب من أجلك ومن أجلي وحمل خطايانا وهو لم يفعل خطية البتة، ولكن خطايانا المختلفة حملها السيد المسيح على الصليب الذي هو من أجلي ومن أجلك ومن أجل كل إنسان في العالم.