شهد الأسبوع الرئاسي نشاطا خارجيا حافلا، حيث تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الاتصال تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة تلك المتعلقة بالتعاون في قطاع السياحة، حيث تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين.
وأعرب الرئيس من جانبه بالترحيب باستئناف حركة الطيران بين البلدين معربًا عن التطلع أن يمثل ذلك القرار قوة دفع فعالة في اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز من حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما.
من جانبه، أعرب الرئيس الروسي عن حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر، مشيدًا بالشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية، ومؤكدًا أن روسيا تعول على دور مصر المحوري في استقرار محيطها الإقليمي باسره.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن الاتصال تناول كذلك التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، وعلي رأسها تفاصيل الأوضاع في ليبيا، فضلًا عن مستجدات ملف سد النهضة، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي في المجالات الاستثمارية خاصة ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك محطة الضبعة النووية وقد تم التوافق حول زيادة التنسيق المتبادل وتعزيز مسار العلاقات الثنائية على كافة المستويات، على نحو يعكس ثقل وأهمية البلدين وتاريخ التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تمس مصالح الدولتين والشعبين الصديقين، خاصةً في ظل اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بينهما.
واستقبل الرئيس السيسي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال السفير بسام راضي أن الرئيس رحب بسمو الشيخ محمد بن زايد في بلده الثاني مصر، متقدمًا بالتهنئة بمناسبة شهر رمضان المعظم، ومؤكدًا التقدير والمودة التي تكنها مصر قيادةً وشعبًا لدولة الإمارات العربية المتحدة في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وعمق ومتانة التحالف الاستراتيجي الراسخ بين مصر والإمارات.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية؛ أشار الرئيس إلى حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي تشهدها حاليًا منطقة الشرق الأوسط وتعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات الإقليمية.
من جانبه؛ أعرب الشيخ محمد بن زايد عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال، متبادلًا التهنئة مع الرئيس بمناسبة شهر رمضان المعظم، متمنيًا لمصر وشعبها دوام الازدهار والتقدم، ومؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات الوثيقة والمتميزة التي تربط البلدين حكومةً وشعبًا وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعمًا لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
كما أشاد ولي العهد الإماراتي في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، والنمو الملحوظ في معدل التبادل التجاري وحجم الاستثمارات، مؤكدًا الحرص المشترك للمضي قدمًا نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التباحث حول أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر والإمارات، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، خاصةً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما.
وفيما يتعلق بقضايا المنطقة؛ تناولت المباحثات عددًا من أبرز الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، وكذلك سد النهضة، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعيًا للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، واستعادة مؤسساتها الوطنية وصون مقدراتها، لاسيما من خلال العمل على بلورة رؤية شاملة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يكفل تعزيز القدرات العربية على مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
كما تم الاتفاق في هذا السياق على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي كدعامة أساسية لحماية الأمن القومي العربي، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشئون السيادية لدول المنطقة، والتي أفضت إلى تأجيج التوترات والنزاعات والنشاطات الإرهابية والمتطرفة بها، حيث شدد الرئيس في هذا الإطار على التزام مصر بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أية ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
كما أجرى الرئيس في حوار صحفي شامل مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية حيث أكد الرئيس أن الدولة تسعي جاهدة لحل مشكلات تراكمت وتفاقمت على مدى ٧٠ سنة وأن ومبادرة حياة كريمة لتطوير قرى الريف المصري تستهدف تغيير واقع ٥٨ مليون مواطن هم أكثر من نصف سكان مصر إلى الأفضل من كافه الجوانب خلال ثلاث سنوات والتطلع دومًا للاستفادة من التكنولوجيا والتقدم الالماني خاصة في توطين الصناعة والتدريب والتعليم.
كما استقبل الرئيس السيسي يونج باي لي، الرئيس التنفيذي للشركة الكورية العالمية "هيونداي روتم"، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والفريق كامل الوزير وزير النقل، ونيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة، والمهندس محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي، وكذلك السفير جين ووك هونج، سفير جمهورية كوريا في القاهرة.
وقال السفير بسام راضي أن الاجتماع تناول استعراض التعاون المشترك مع شركة "هيونداي روتم" في توطين صناعة القطارات، بما في ذلك نظم الإشارات والاتصالات ومعدات التحكم والقيادة.
وأكد الرئيس على دور كوريا كشريك تنموي فاعل في مصر، وأن الدولة تتطلع إلى إقامة تعاون استراتيجي مع الشركة الكورية في العديد من المجالات الصناعية، خاصةً في قطاع الصناعات الثقيلة التي تعتمد على كثافة العمالة والتكنولوجيا المتقدمة.
وشدد على أن مبدأ توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا إلى مصر هو أحد أولويات الدولة في التعاون مع الشركاء العالميين، وعامل تفضيلي في التعاقدات على تنفيذ المشروعات الصناعية في مصر، لاسيما في ضوء امتلاك مصر حاليًا لكافة مقومات توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا المتطورة بأكبر نسبة ممكنة من المكونات المحلية، وهو الأمر الذي يفتح آفاقًا واسعة ً لتصدير منتجات الشركة إلى دول المنطقة والقارة الأفريقية بالنظر للموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به مصر.
من جانبه؛ أعرب "لي" عن تشرفه بلقاء الرئيس، مستعرضًا المشروعات التي تتطلع شركة "هيونداي روتم" إلى تنفيذها في مصر خلال المرحلة المقبلة، بما فيها مشروع تصنيع عربات مترو الأنفاق، ونظم الإشارات ومعدات التحكم والقيادة وأعمال هندسة السكك الحديدية، خاصةً في ظل اعتزام الشركة العمل على الاستفادة من الفرص الواعدة التي يتيحها الاقتصاد المصري من خلال العديد من المشروعات التنموية الحالية أو تلك المستقبلية التي تتعلق بنشاط وخبرة الشركة.
كما تم استعراض فرص التعاون المشترك في مجال الطاقة، خاصةً إنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك لاستغلال موارد مصر الطبيعية من الطاقة الجديدة والمتجددة، واستخدامها كطاقة نظيفة كوقود للقطارات.
كما استقبل الرئيس السيسي مجموعة الخبراء اليابانيين المشرفين على منظومة المدارس المصرية اليابانية في مصر، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، ونيفين فاروق المشرفة على وحدة المدارس المصرية اليابانية.
وقال السفير بسام راضي أن الاجتماع تناول استعراض جهود الخبراء اليابانيين، بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، لإرساء قواعد الإدارة المدرسية المتبعة في اليابان وتطبيق أنظمة التعليم الياباني "التوكاتسو" داخل المنظومة الجديدة للمدارس المصرية اليابانية على مستوى محافظات الجمهورية.
وأشاد الرئيس بالجهد الكبير المبذول من قبل الخبراء اليابانيين في هذا المشروع القومي الحيوي الذي يأتي في إطار إستراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري منذ النشء، من خلال اتباع نظام تعليمي شامل يوازن بين الشق الأكاديمي، وبين تنمية القدرة الذاتية على التفكير والابتكار، وذلك بهدف تكوين الشخصية المتوازنة لدى الطلاب، وتنشئة أجيال تتمتع بقيم إنسانية وأخلاقية تؤهلها للتفاعل الإيجابي مع المجتمع.
وأعرب الخبراء اليابانيون عن تشرفهم بلقاء الرئيس، مؤكدين حرصهم على العمل على ترسيخ أسس نظام التعليم الياباني في مصر، بما في ذلك عملية تدريب المعلمين وتطوير المناهج التعليمية بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، مع الإشادة بالجدية التي يلمسوها من الدولة المصرية لتطوير منظومة التعليم وفقًا لأعلى المعايير.
وناقش الرئيس الخبراء اليابانيين للتعرف على تجربتهم منذ بدء عملهم في مصر بالإشراف على الإدارة بالمدارس المصرية اليابانية، حيث اوضح الخبراء ان تقييمات الأداء الدورية عكست نجاح مرحلة إطلاق المنظومة الجديدة وإرساء المبادئ الأساسية لنظم التعليم اليابانية في المدارس المصرية اليابانية، والتي تهدف فلسفتها إلى بناء وصقل شخصية الأطفال ورفع مستوى رغبتهم في التعلم، والعمل الجماعي، والقيادة، واكتساب مهارات التفكير الإبداعي والقدرة على تحقيق الأهداف.
كما أشاد الخبراء اليابانيون بالمستوى الجيد الذي يتمتع به المعلمون المصريون من العاملين في منظومة المدارس المصرية اليابانية، وقدرتهم على استيعاب مفهوم ومبادئ نظام التعليم الياباني ونقله إلى الأطفال في وقت سريع.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد استعراض مختلف الأنشطة التي يتم تطبيقها داخل المدارس المصرية اليابانية في إطار نظام "التوكاتسو"، والذي يمثل مكونًا أصيلًا في نظام التعليم الياباني، وتعد مصر أول دولة تعتمده في العالم بعد اليابان، حيث يقوم على إعداد منهج متكامل لتطوير شخصية الأطفال منذ المهد، واكتسابهم قيم وسلوكيات ومهارات وعادات إيجابية أبرزها تحمل المسئولية والنظافة والنظام والالتزام والاستقلالية وحل المشكلات وغيرها من الصفات الحميدة التي تنمو وتتكامل مع سنوات الدراسة المتتابعة.
كما عرض الدكتور طارق شوقي نتائج بعثات المعلمين المصريين، التي يتم إيفادها إلى اليابان للتدريب العملي المباشر على نظام التعليم الياباني "التوكاتسو"، ولإكسابهم المؤهلات والخبرات اللازمة في هذا الصدد لترسيخ مفاهيم التعليم، حيث تم إرسال 120 متدربًا من معلمي ومديري المدارس المصرية اليابانية حتى الآن، وجار العمل على استئناف البعثات عقب انحسار جائحة كورونا.
وقال السفير بسام راضي إن الرئيس السيسي أجرى اتصالًا هاتفيًا بالرئيس العراقي برهم صالح حيث عبر الرئيس عن خالص تعازيه وصادق مواساته للرئيس العراقي وأسر الضحايا والشعب العراقي في ضحايا حادث الحريق الذي اندلع بمستشفى ابن الخطيب في بغداد، داعيًا الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويُسكنهم فسيح جناته ويُلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس السيسي أجرى اتصالًا هاتفيًا بـ مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق حيث عبر عن خالص تعازيه وصادق مواساته في ضحايا حادث حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد، داعيًا الله عز وجل أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويُسكنهم فسيح جناته ويُلهم ذويهم الصبر والسلوان، متمنيًا للمصابين الشفاء العاجل.
كما نعى الرئيس السيسي باسمه وباسم مصر شعبا وحكومة الأمير محمد بن طلال بن الحسين الممثل الشخصي لملك المملكة الاردنية الهاشمية.
وقال السفير بسام راضى، إن الرئيس أعرب في برقيته عن عميق حزنه وخالص عزائه للشعب الاردني الشقيق ولأسرته الكريمة، داعيا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكريم بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
وأضاف الرئيس: "فقدت الشقيقة الأردن أحد أبرز رجالها، المغفور له الأمير محمد بن طلال بن الحسين الممثل الشخصي لملك المملكة الاردنية الهاشمية، رمز وطني حكيم، منح عمره لخدمة وطنه على مدى عقود، ساهم خلالها في تحقيق الازدهار والاستقرار لبلاده".