الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رائدات من زمن فات| عقيلة راتب.. عادات وتقاليد «حفيظة هانم»

الفنانة عقيلة راتب
الفنانة عقيلة راتب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتى قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد اختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالى رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصرى بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتى برعن في تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
شغل والد الفنانة كاملة محمد كامل، المشهورة بـ"عقيلة راتب"، منصب رئيس قسم الترجمة بوزارة الخارجية؛ فهي من مواليد حي الجمالية بالقاهرة في ٢٣ مارس ١٩١٤، حيث بدأت حياتها الفنية من خلال المسرح المدرسي حينما اكتشفها زكي عكاشة، فانضمت إلى فرقة "أولاد عكاشة" عام ١٩٣٠، وعلى الرغم من معارضة أهلها، فقامت بأول بطولة في أوبريت "هدي" الذي حقق نجاحا كبيرا، وخلال مسيرتها الفنية شاركت في بطولة أكثر من "٢٠٠" عرض مسرحي، وأكثر من "٥٦" فيلمًا، والعديد من المسلسلات من أشهرها المسلسل المهم "عادات وتقاليد" التي قدمت من خلاله شخصية "حفيظة هانم" في "٢٣٨" حلقة - حسبما ذكر الدكتور عمرو دوارة - هذا وتضم قائمة مشاركتها السينمائية مجموعة من الأفلام المهمة ومن بينها: "اليد السوداء" أول أفلامها عام ١٩٢٦، عروس البحر "فيلم غنائي" سيف الجلاد، أنا وابن عمي، الغيرة إنتاجها مع محمود المليجي، "أيام وليالي" مع عبد الحليم حافظ، حيث قامت بدور الأم لأول مرة، محطة الأنس، الحياة كفاح، قضية اليوم، أرض النيل، ألف ليلة وليلة، طلاق سعاد هانم، عائلة زيزى، ليلة الزفاف" وغيرها، ويذكر أنها قد بدأت حياتها الفنية بإلقاء المنولوجات في فرقة " على الكسار" فضلا عن تقديمها لبعض الفواصل الغنائية والفكاهية، كما كونت بعد ذلك ثنائيا مع المطرب الشهير آنذاك، حامد مرسي والذي تزوجته عام ١٩٣١.
ويوضح دوارة أن رحلة "راتب" الفنية تميزت بالثراء والتنوع، بالإضافة إلى تميزها بصوتها الجميل وقدراتها على تجسيد مختلف الأدوار، وطبقا لمراحل العمر المختلفة فكان من الطبيعي أن تتوج مسيرتها الفنية بحصولها على عدد من الجوائز والأوسمة ولعل من أهمها: التكريم من كلا من: "الملك فاروق، والزعيم الراحل الرئيس جمال عبدالناصر، والرئيس أنور السادات بمنحها وسام الدولة عام ١٩٧٨، وكان قد سبق لها الحصول على وسام "عيد العلم"، وجائزة التمثيل الأولي في ١٩٦٣ عن دورها في فيلم "لا تطفئ الشمس"، وجائزة الريادة في أغسطس ١٩٨٨ من وزارة الثقافة، كما كرمت من قطاع المسرح في يونيو ١٩٩٢، ومن المهرجان القومي الثالث للأفلام الروائية عام ١٩٩٧، ولكنها لم تحضر نظرا لفقدها نعمة البصر منذ عام ١٩٨٧.
قدمت "راتب" في الإذاعة مسلسل "عفوا ممنوع الانتقام"، "على باب الوزير"؛ وفي الدراما "نوادر جحا المصري، الانتقام، رزق العيال، القاهرة والناس، الخماسين، ريش على مفيش، إني خائقة، النديم".
أما في المسرح فتنقسم رحلة "راتب" الفنية إلى خمس مراحل رئيسية وهي: التي تنوعت فيها أدوارها من الفتاة العاشقة إلى الزوجة ثم الأم أو الحماة، وهذه المراحل هي: المرحلة الأولي التي تنقلت فيها بين العديد من الفرق المسرحية "أولاد عكاشة، على الكسار، فوزي منيب، ببا عز الدين"، بالإضافة إلى تأسيسها لفرقتها مع الفنان حامد مرسي في ١٩٢٧ مع "فوزي منيب"، وعام ١٩٤١ مع "بشارة واكيم" التي لم تستمر طويلا في المرتين، وفي هذه المرحلة تتميز عروضها بفرقة " على الكسار" التي من بينها: "أنا وابن عمي"، "بتاع الزيت"، "الحساب"، "سرقوا الصندوق"، "بنت الحاوي"، "٢٧ يوم"، "الفتي الفقير"، "اللي يخاف من العفريت"، "العروسة"، "بنت الشحات"، "السندباد البحري"، "فوق لنفسك"، "الدار أمان"، "تبقي في بقك"، "الملاهي"، "شيخ البلد"، "ملكة الغابة"، "مسير الحي".
وفي المرحلة الثانية: انضمامها إلى الفرقة "المصرية للتمثيل والموسيقي" لمدة موسمين عام "١٩٤٦ – ١٩٤٧"، قدمت خلالهما: "قطر الندي"، "شهرزاد"، "المال"، "الشيخ متلوف"؛ أما المرحلة الثالثة: انضمامها إلى فرقة "إسماعيل يس" و"أبو السعود الإبياري" عام ١٩٥٦، حيث شاركتهما بتقديم البطولة لنحو "١٠" مسرحيات خلال ثلاث سنوات منها: "الكورة مع بلبل، مراتي من بورسعيد، روحي فيك، كل الرجالة كده، حرامي لأول مرة، فلوس وحب وجواز، عمارة بندق، جوزي كداب، مراتي قمر صناعي"، وفي المرحلة الرابعة: المشاركة مع "مسارح التليفزيون" ببطولة عدد من المسرحيات بفرق "المسرح الحديث" و"الكوميدي" في الفترة من ١٩٦٣ حتى ١٩٦٩ ومن بينها مسرحيات: "مهرجان الحب"، "قطط وفيران"، "مطرب العواطف"، "حلمك يا شيخ علام"، "الزوجة آخر من يعلم"، "جمعية كل وأشكر"، "ابتسامة بمليون روبل".
أما المرحلة الخامسة والأخيرة: مشاركتها مع بعض فرق القطاع الخاص ومن أهمها فرقة "الفنانين المتحدين"، حيث قدمت مسرحيتي: "البيجاما الحمراء" وشاركها البطولة كل من: "عبدالمنعم مدبولي، أبوبكر عزت" في ١٩٦٨، "الزوج العاشر" وشاركها البطولة كلا من: "أبو بكر عزت، السيد بدير، نجوى فؤاد" في ١٩٦٧، ومع فرقة "نجم المسرحية"، حيث شاركت في مسرحيتي: "مولود في الوقت الضائع"، "مع خالص تحياتي شكرا"، وفي الثاني والعشرين من فبراير ١٩٩٩، رحلت "راتب" وتركت إرثًا فنيًا ضخمًا.