الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

عضو بمركز الأزهر: الدعاء عند الفِطْر منحة رمضانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين الدكتور أحمد ربيع حسان، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أهمية الدعاء في رمضان، مشيراً إلى أن الدعاء عبادة من أشرف العبادات، وشهر رمضان من أفضل أيام الله، فيا حبَّذا لو اجتمعت أشرف العبادات مع أشرف الأوقات، وفي شهر رمضان يفيض الله على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران، ويستجيب - سبحانه وتعالى - لدعاء عباده الصالحين كرامة لهم.
ولفت إلى أن النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم- يقول: (إنَّ للهِ تعالى عتقاءَ في كل يومٍ و ليلةٍ، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مُستجابةٌ)، حيث تتجلّى خصوصيّة الدعاء في رمضان في كونها عبادة تأتي في شهر تنزل القرآن، وما له من خصوصية وكرامة عند الله تعالى حيث يفيض فيه على عباده من الرحمات والخيرات وتحقيق الآمال والرغبات؛ فالصوم سبب لاستجابة دعاء المسلم وهذا مستفاد من سياق ورود آية الدعاء بعد آيات تشريع الصيام وبيان أحكامه، قال -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)، ممّا يدلّ على الصلة الوثيقة والمناسبة القوية بين فريضة الصيام وبين فضيلة استجابة الدعاء، فختم آيات الصيام بآية الدعاء لاشك أن له سر عظيم، فكل شيء عند الله بقدر، وهو استحباب الدعاء في أيام الصيام، ولا شك أن هذا يدعونا إلى الاجتهاد في اللجوء إلى الله - تعالى - ورفع الحاجات إليه والتبتل إليه - سبحانه- ذلًّا وخضوعًا، اغتناما لتلك الفرصة التي تفتح فيه أبواب السماء لعباد الله الصائمين، فمن كانت له عند الله حاجة فليطلبها منه - سبحانه - في أحب الأوقات إليه بذل وخشوع وفقر وتضرع، ومن تلك أفضل تلك الأوقات أيام شهر رمضان فهي أيام الرحمات والكرامات الإلهية على أمة الحبيب المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بين لنا منزلة الصيام وفضله في تقبل الدعاء، قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم).
ولفت إلى أن الدعاء له من الفضل العظيم ما يدفع المسلم للحرص عليه خاصة في شهر الصيام، فمن فضائل الدعاء أنه سبب لدفع البلاء قبل أن ينزل بالعبد، ورفعٌ له بعد نزوله، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يغنى حذرٌ من قدرٍ، وإن الدعاءَ ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن الدعاء ليلقى البلاءَ فيعتلجان إلى يوم القيامة) أخرجه الطبراني، وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقال إن دعوة الصائم لها خصوصية عند الله - تعالى -؛ فدعاء المسلم حال صومه أرجى لقبول الله - تعالى - له وتحقيق رغبته، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ثلاثة لا تُردُّ دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يُفطِر، ودعوة المظلوم))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بإسناد صحيح،
وأوضح مما يدعو المسلم للإكثار من الابتهال إلى الله - تعالى - بالدعاء هو أن ثمرته مضمونة - بإذن الله - ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أحد يدعو بدعاء إلا آتاه الله ما سأل، أو كفّ عنه من سوء مثلَه؛ ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم). رواه أحمد والترمذي، ففضله محقق ونفعه للمسلم متيقن، ففيه نفع وخير وبركة، كما أنه عباده سهلة ميسورة لا تصاحبها مشقة من انتقال أو سفر أو إنفاق مال أو تضحية، بل هو عبادة قلبية تستدعي حضور القلب وإن لم ينطق بها اللسان.
وأكمل: الدعاء يبدأ مع الصائم ابتداء من قدوم الشهر، فيسحب للمسلم أن يدعوَ الله عند رؤية هلال رمضان بما أُثر عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ، فيقول: (اللَّهمَّ أهلِلهُ علَينا باليُمنِ والإيمانِ والسَّلامَةِ والإسلامِ ربِّي وربُّكَ اللَّهُ).
وأردف الدعاء عند الفِطْر منحة رمضانية من الله - تعالى - لعباده الصائمين، ويسن للصائم أن يدعوَ ويقول: (ذَهَبَ الظَّمأُ وابتلَّتِ العُروقُ وثبَتَ الأجرُ إن شاءَ اللَّهُ).
ومن أكرمه الله - تعالى - وتفضل عليه بإفطار الصائم فله أن يدعو ويقول: (أفطرَ عندَكُمُ الصَّائمونَ وأَكَلَ طعامَكُمُ الأبرارُ وصلَّت عليكمُ الملائِكَةُ).
وعن أفضل دعاء في أفضل ليلة هي ليلة القدر، قال: بسؤال الله - تعالى - بالمُعافاة في الدنيا والآخرة بقول: (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)، وذلك كما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها حينما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أرأيتَ إن عَلِمْتُ أيُّ لَيلةٍ لَيلةُ القَدرِ ما أقولُ فيها؟ فقال النبي: قولي (اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ كَريمُ تُحبُّ العفوَ فاعْفُ عنِّي)"
ومما يستحب في الدعاء أن يكون بصيغة التكرار والإلحاح على الله - تعالى - بالدعاء والطلب، يقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا دعا ثلاثًا، وإذا سأل سأل ثلاثًا"؛ رواه مسلم.