علقت موسكو، اليوم الخميس، على تسريب حديث لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، يقول فيه إن قائد الحرس الثوري الراحل قاسم سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا، مؤكدة أنه بدون مساعدتها لم يكن للاتفاق النووي الإيراني أن يرى النور.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، اليوم، في تعليقاها على لقاء ظريف المسرب، إنه: "بدون مساعدة روسيا الحاسمة، لم تكن الصفقة النووية الإيرانية لتعقد"، وفقا لما ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
ولفتت: "نعرف جيدا الذين يسعون للتلاعب بالعلاقات الروسية-الإيرانية"، ولا نريد المتاجرة بمصالح البلدين.
في السياق ذاته، منعت السلطة القضائية في إيران، 15 شخصا على صلة بتسجيل اللقاء المسرب لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، من مغادرة البلاد، حتى اكتمال التحقيقات.
ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن مصدر بالسلطة القضائية، اليوم الخميس، أنباء تفيد بـ"صدور قرار بمنع خروج 15 شخصا من الأراضي الإيرانية، كانوا على صلة بتسجيل اللقاء مع وزير الخارجية ظريف والذي تم تسريبه مؤخرا".
وأكدت المصادر التي نقلت عنها الوكالة، أن "القضاء الايراني بصدد محاكمة الضالعين في تسريب اللقاء".
وفي وقت سابق، تم تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريق يشتكى فيه من المدى الذي وصل إليه تأثير قاسم سليماني القائد الراحل لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في السياسة الخارجية، ملمحا إلى أن سليماني حاول إفساد اتفاق إيران النووي لعام 2015 بالتواطؤ مع روسيا.
وقال ظريف في التسجيل الذي بثته القناة التلفزيونية على تطبيق كلوب هاوس: "في كل مرة تقريبا ذهبت فيها للتفاوض (مع الدول الكبرى) كان (سليماني) يطلب مني أن أقدم هذا التنازل أو ذاك أو أثير نقطة ما". ومضى قائلًا "كان النجاح على الساحة العسكرية أهم من نجاح الدبلوماسية. كنت أتفاوض من أجل النجاح على الساحة العسكرية".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "قلت (في اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي) إن العالم يقول إن صواريخ أسقطت الطائرة. إذا كان هذا ما حدث أبلغونا كي نرى كيف نستطيع تسوية الأمر". ومضى ظريف قائلًا "قالوا لي: 'لا، اذهب، غرد على تويتر وانكر ذلك".
وأكد ظريف أن نفوذه في السياسة الخارجية الإيرانية "صفر" وأنه لم يتمكن مطلقًا "من مطالبة أي قائد عسكري بفعل شيء ما من أجل مساعدة الجهود الدبلوماسية".
وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي قالت إنها حصلت على نسخة من التسجيل، بعض المقتطفات منه والتي جاء فيها قول ظريف إنه "في الجمهورية الإٍسلامية الميدان العسكري هو الذي يحكم لقد ضحيت بالدبلوماسية من أجل الميدان العسكري، بدل أن يخدم الميدان الدبلوماسية"، وأن "هيكلية وزارة الخارجية هي ذات توجه أمني غالبًا".
كما نقلت الصحيفة عنه قوله إن سليماني عمل عن قرب مع روسيا لمعارضة الاتفاق حول البرنامج النووي الذي أبرم بين طهران والقوى الكبرى عام 2015، بعد مفاوضات شاقة كان ظريف أبرز ممثل لإيران فيها.