يبدو أن السياحة المصرية على موعد مع انفراجة قريبة في العائدات بعد الإعلان عن استئناف الرحلات الروسية إلى مصر، وتشير توقعات المؤسسات الدولية إلى أن هذا القرار قد يرفع إيرادات السياحة في البلاد بمقدار 3 مليارات دولار، وفق تقرير صادر عن جولدمان ساكس.
ووفقا لتقديرات البنك، من المتوقع أن تصل عائدات السياحة الروسية لنحو مليون دولار فقط بنهاية العام الحال، ولفت التقرير إلى أن السائح الروسي ينفق في المتوسط نحو ألف دولار في رحلته إلى مصر، إلى أن هناك "عدم يقين" حول الموعد المتوقع لتحقيق هذه الإيرادات، إذ أن استئناف الرحلات الجوية لا يزال يعتمد على تدابير احتواء انتشار فيروس "كوفيد-19" وبرامج التطعيم في البلدين.
وتتماشى تقديرات جولدمان ساكس مع إيرادات السياحة في عام 2015، عندما زار 3 ملايين سائح مصر في السنة قبل حادث تحطم طائرة متروجيت الروسية فوق سيناء، الذي دفع موسكو إلى تعليق رحلات الطيران خلال السنوات الست الماضية.
إلا أن وزارة السياحة، كانت لها توقعات مغايرة، إذ قالت غادة شلبي، نائبة وزير السياحة، إن مصر لن نتمكن من تحصيل الـ3 مليارات دولار بالكامل هذا العام على الأقل، وأكدت في وقت سابق هذا الأسبوع إن استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر، بما في ذلك منتجعات البحر الأحمر، الشهر المقبل قد يضيف نحو مليون سائح إلى عدد السائحين الوافدين إلى البلاد هذا العام.
الاكتشافات الأثرية مستمرة
وشهدت مصر خلال الآونة الأخيرة العديد من الاكتشافات الأثرية الضخمة كان أبرزها في منطقة سقارة إحدى أهم البقاع الغنية بكنوز مصر الفرعونية، ولعل آخر الاكتشافات ما أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار في بيان لها، إذ أكدت اكتشاف 110 مقابر أثرية في الدقهلية أمس بمنطقة كوم الخلجان، ويرجع تاريخ المقابر بحسب البيان إلى ثلاثة مراحل حضارية مختلفة هم: حضارة مصر السفلى والمعروفة باسم بوتو 1 و2، وحضارة نقادة وعصر الهكسوس.
كما عثرت البعثة الأثرية على مجموعة من الأفران والمواقد والأواني الفخارية والحلي. وحظي الخبر باهتمام كبير من وسائل الأعلام العالمية.
مشروعات عملاقة
يأتي ذلك جنبًا إلى جنب مع العديد من المشروعات والفعاليات الكبرى لتي أقامتها مصر هذا العام ولعل أبرزها موكب الممياوات الملكية، وافتتاح متحف الحضارة والعديد من المتاحف الأثرية في شرم الشيخ والغردقة خلال 2020، وهو الأمر الذي أكد الخبراء أنه سيسهم في انتعاش السياحة المصرية، وبخاصة حال افتتاح المتحف المصري الكبير خلال العام الجاري.
وفي هذا الشأن، أكد عماري عبد العظيم، الرئيس السابق لشعبة شركات السياحة، أنه مما لا شك فيه أن المشروعات الضخمة التي تسيمها مصر ستنعش قطاع السياحة في مصر خلال الفترة المقبلة، مشددا على أن التهديد الأكبر الذي يواجه السياحة العالمية هو قدرة الدول على توفير اللقاحات والسيطرة على فيروس كورونا المستجد.
وأضاف "عبد العظيم" في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إن تلقى السياح حول العالم للقاحات يسهم في مجابهة فيروس كورونا، وبالتالي يسهل عمليات السفر والسياحة والتنقل بين بلدان العالم، فتلقي اللقاح وتحقيق نتائج إيجابية وبخاصة في ظل الموجات المتتالية لجائحة كورونا سيكون كلمة السر في عودة السياحة لانتعاش ما قبل الجائحة.
تطعيم العاملين في السياحة
ولفت عبد العظيم إلى أن الدولة المصرية تبذل جهودا في تطعيم كل العاملين في قطاع السياحة والتي من المنتظر أن تصل إلى 100% قريبا بحسب تصريحات وزيرة الصحة، وبالتالي سيسهم ذلك في تشجيع السياح على الإقبال على القدوم إلى مصر.
نقلات نوعية
من جهته، قال الدكتور عمر زكى، خبير الآثار المصرية، إن هناك نقلة نوعية في نسب الإقبال خلال الفترة المقبلة، وإن الأمر يتوقف على السيطرة على كورونا، مشددا على أن الاكتشافات الأثرية التي حققها المصريون في 2019 و2020، ستؤتي ثمارها قريبا مع ظهورها للنور قريبا في أعقاب اكتمال افتتاح المشروعات الأثرية والمتاحف الكبرى.
وأكد زكى أن القيمة الكبيرة التي تضيفها الاكتشافات الأثرية تكمن في الاكتشافات النوعية الفريدة التي اكتشفت لأول مرة، مثل اكتشافات سقارة، وكذلك اكتشافات الغريفة بمنطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا، والتي تسهم بجلاء في دعم الأثر العلمي للاكتشافات المصرية وتوفر معلومات جديدة تكشف لأول مرة، وتعد ثروة معرفية لكل العاملين في قطاع الآثار.
