الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رائدات من زمن فات|| زوزو حمدي الحكيم.. المومياء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة، اللاتى قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد أختص المؤرخ المسرحى د. عمرو دوارة «البوابة» بموسوعته الجديدة غير المسبوقة، التى تحمل عنوان «سيدات المسرح المصري»، التى لم تنشر حتى الآن؛ حيث تضم السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بإبداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري. ويصبح لنا السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدى ليالى رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصرى بمختلف تصنيفاته، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتى برعن في تجسيد دور «الأم» لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.

تنتسب الفنانة زوزو حمدي الحكيم، إلى إحدى الأسر التي تتمتع بثقافة رفيعة وحس فني عالٍ، حيث بدأت علاقتها باحتراف الفن بالالتحاق بعدة فرق مسرحية من أهمها الفرق الأربعة التالية: "الريحاني"، "رمسيس" ليوسف وهبي، "فاطمة رشدي"، "القومية".
وذكر الدكتور عمرو دوارة، أن "الحكيم" دخلت عالم الفن في وقت لم يكن يسمح فيه للفتيات بمجرد التفكير في التعليم أو العمل، ولكن إيمان عائلتها ذا الفكر الواعي المتطور بأهمية العلم والثقافة كان دافعها الأول لأن تكون أول فتاة مصرية تقتحم مجال الفن "المحظور" عن طريق معهد التمثيل، الذي التحقت به عام ١٩٣٠، وقد سبق لها الحصول على الشهادة العليا من "معهد المعلمات" عام ١٩٣٠، ولكنها قبل أن تلتحق بالتدريس في مدرسة الراهبات قرأت إعلانا في جريدة الأهرام عن إنشاء "معهد للتمثيل" فتقدمت إليه ونجحت في الاختبار بتفوق، وكان يزاملها في نفس الدفعة كل من الفنانتين "روحية خالد، رفيعة الشال"؛ وفي ١٩٣١ قرر وزير المعارف العمومية آنذاك حلمي عيسى، إغلاق المعهد وعدم قبول دفعات جديدة؛ وبالتالي تخرجت ضمن الدفعة الوحيدة من المعهد، ثم التحقت بالفرقة القومية التي تأسست ١٩٣٥، التي كان يديرها الشاعر خليل مطران.
ويوضح دوارة، أن "الحكيم" اشتهرت بصفة عامة بمهارتها في تجسيد الشخصيات التي تجمع بين القوة والصرامة، وقد ساعدها في ذلك حدة ملامحها ونظراتها الثاقبة ونبرات صوتها القوية، تفوقت في تجسيد شخصيات: المرأة الشريرة التي تحالف الشيطان، القاتلة محترفة الإجرام، رئيسة العصابة، المرأة قاسية القلب التي لا تعرف الرحمة لقلبها سبيلا، زوجة الأب القاسية، الزوجة المستبدة، ولعل أشهر أدوارها في هذا الصدد دور "سكينة" في فيلم" ريا وسكينة" عام ١٩٥٢، وأيضا دورها بفيلم "المومياء"، وهو الفيلم الذى لا يزال متصدرا قائمة السينما المصرية، وقد قدمت من خلال هذا الفيلم نموذجا للأم الصعيدية المتسلطة الصارمة، وكذلك أدوارها في أفلام: "موعد مع السعادة" في دور كبيرة الممرضات شديدة الحزم والقسوة، "صراع الأبطال" في شخصية الداية الجاهلة التي تحرض الأهالي ضد الطبيب، "بيت الطالبات" في دور مديرة الدار الحازمة الأستاذة نعيمة، "وا إسلاماه" في شخصية مشرفة الجواري المتعجرفة في قصر السلطان.
شاركت "الحكيم" في بطولة أكثر من سبعين مسرحية وستة وثلاثين فيلما إلى جانب الأعمال الإذاعية، والتليفزيونية، وهي من أوائل الفنانات اللاتي قمن بالعمل في الدراما التليفزيونية منذ بداية الإنتاج عام ١٩٦١، وذلك بمشاركتها في بطولة عدة مسلسلات من بينها: المسلسل التليفزيوني الأشهر "العسل المر"، كما يحسب لها أيضا عدة مشاركات تليفزيونية أخرى مهمة، بتجسيدها لبعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات المتميزة ومن بينها: "مذكرات زوج"، "أفواه وأرانب"، "محمد رسول الله"؛ وفى أوائل فترة الستينيات من القرن العشرين أقامت في دولة "الكويت" لمدة أربعة أعوام ساهمت خلالها مع أستاذها الرائد زكي طليمات في تأسيس المسرح الكويتي.
أما أعمالها المسرحية، فقد تفجرت هوايتها لفن التمثيل من خلال المسرح، كما أثبتت وأكدت موهبتها من خلاله بعدما تعلمت أصول التمثيل بفضل رواده: "عزيز عيد، زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي"، مما أتاح لها فرصة المشاركة في تجسيد عدد من أهم الشخصيات الدرامية، حتى أصبحت نجمة متوهجة، وفي هذا الصدد يجب التنويه إلى أن الفترة من ١٩٣٥ حتى ١٩٥١، تعد من أزهى فترات تألقها مسرحيا، وهي الفترة التي شهدت تأسيس الفرقة "القومية"، حيث جسدت خلال تلك الفترة عدة شخصيات درامية مهمة من بينها: شخصية علية بنت المهدي بمسرحية "العباسة"، الجاسوسة بمسرحية "راسبوتين"، أمينة بمسرحية "عفريت مراتي"، هلا بمسرحية "شجرة الدر"، فابين بمسرحية "قلوب الأمهات"، آنسة عفاف بمسرحية "الخيانة العظمى".
كما شاركت مع فرقة "فاطمة رشدي" في مسرحية: "العاصفة، الجبارة، الشيطانة، زليخا، آنا كارنينا، سميراميس، غريزة المرأة، الزوجة العذراء، شجرة الدر" وغيرها؛ ومع فرقة "كلية الحظ" لمختار عثمان في مسرحية "الكونت زقزوق، المرحوم"؛ ومع فرقة "المسرح القومي": "الملك لير، تاجر البندقية، اليتيمة، تحت سماء إسبانيا، الست هدى، الثائرة الصغيرة، قيس ولبنى، مدرسة الأزواج، الأب ليبونار، شارع البهلوان، تاج المرأة، دموع المهرج، راسبوتين، عفريت مراتي، الحالة ج، عفاريت المرحومين، الموت في إجازة، مدرسة الإشاعات، العائد من فلسطين، مدرسة النساء، قلوب الأمهات" وغيرها؛ ومع فرقة "أنصار التمثيل والسينما" في مسرحيات: "إنقاذ ما يمكن إنقاذه، أبطال المنصورة، طرطوف"؛ وفي "المسرح العسكري" بمسرحية "خلود" ١٩٥٧؛ ومع فرقة "الجيب" بمسرحية "المستخبي" ١٩٦٣؛ ومع فرقة "العالمي" بمسرحية "الدرس" ١٩٦٤؛ ومع فرقة "الحديث" مسرحيات "الزلزال، زيارة مع الفجر، لا حدود" ١٩٦٤، "حبل غسيل" ١٩٦٥، ومع فرقة "الجديد" مسرحية "مبروك" ١٩٧٧؛ إلى جانب المسرحيات المنتجة للتصوير التليفزيوني من بينها: "زيارة بلا موعد" ١٩٨٤ وغيرها.
وقد تعاونت "الحكيم" من خلال المسرحيات التي شاركت في بطولتها مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم: "عزيز عيد، زكي طليمات، فاطمة رشدي، فتوح نشاطي، السيد بدير، كمال يس، كمال عيد، جلال الشرقاوي، سمير العصفوري، فوزي درويش، شاكر عبداللطيف، فايز حجاب".