واصل الدكتور أسامة فخري الجندي، مدير عام المساجد والداعية بالأوقاف، خواطره ومقالته الخاصة بالعمل الدعوي الرمضاني حيث العتق من النيران.
وقال في مقالته اليوم بعنوان: "كُنْ عَتِيقَ الله مِنَ النَّارِ": معلوم أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِنَّ لِلَّهِ عُتَقَاءَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ"، يعني من شهر رمضان" ) [ أحمد]، وعن أبي أمامة عن النبي (صلى الله عليه وسلم )قال: (إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء ) [ ابن ماجة وأحمد].ولفت إلى أن هذا المشروع الإيماني ضخم ورائع وأرباحه مضمونة نبّه عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من خلال مجموعة أعمال إذا قمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النار، فلنعمد إليها ونحاول القيام بها، ومن هذه الأعمال:
أولًا: الإخلاص وتوجيه القلب لله: فقد قال (صلى الله عليه وسلم ): (لَنْ يُوَافِيَ عَبْدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ النَّارَ) [البخاري].
ثانيًا: المحافظة على الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام: فعن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم ): (مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ) [ الترمذي]. ورمضان فرصة لإدراك هاتين البراءتين، من خلال المواظبة على الصلوات جميعها خلالها والاستمرار على ذلك بعده.
ثالثًا: المحافظة على أداء صلاتي الفجر والعصر: فقد قال (صلى الله عليه وسلم): (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ) [مسلم].
رابعًا: المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده: قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّار) [أبو داود والنسائي].
خامسًا: التزام القيم والأخلاق ومنها التسامح واللين والرفق: فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (من كان هينا لينا قريبا حرمه الله على النار) [المستدرك للحاكم].
سادسًا: الرد عن عِرض أخيك المسلم إذا اغتابه أحد: فعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ ذَبَّ عَنْ لَحْمِ أَخِيهِ بِالْغِيبَةِ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُعْتِقَهُ مِنْ النَّارِ) [أحمد والبيهقي].
سابعًا: إخلاص الصوم: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الصَّوْمُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنَ النَّارِ".[الطبراني].
وشدد على أن هذه الأعمال مع غيرها تجعل الإنسان عَتِيقَ اللهِ مِن النَّارِ، أي ممَّن لن يُدخِلَهُمُ اللهُ النَّارَ، وحرَّمَهم عليها.