رأت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أنه في خضم السباق لتطعيم المواطنين ضد "كوفيد-19" كان يتعين أن تكون اليابان في الصدارة؛ إذ لديها تغطية رعاية صحية شاملة تقريبا وبراعة دوائية، ناهيك عن الانتخابات الوطنية المُعلَّقة، ووجود عدد كبير من المسنين، فضلا عن الألعاب الأولمبية التي تلوح في الأفق، لتحفيز القادة السياسيين على التحرك بسرعة، غير أن ذلك لم يحدث.
ووصفت الصحيفة أداء اليابان في عملية التلقيح بأنه من بين الأسوأ؛ فقد تم منح الدولة جرعات كافية لتغطية 1.1% فقط من سكانها، وهي النسبة الأدنى بين 37 دولة عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وفقا لتقرير بلومبرج لتتبع اللقاحات، وذلك مقارنة بـ 36% في الولايات المتحدة وحوالي 35% في المملكة المتحدة.
وفي داخل آسيا، تأتي اليابان بعد الصين والهند وسنغافورة وكوريا الجنوبية، وتتقدم قليلا فقط على الدول ذات الدخل المنخفض مثل الفلبين وتايلاند.
وأضافت الصحيفة أنه بعد إعلان رئيس الوزراء، يوشيهيدي سوجا، حالة الطوارئ في بعض المناطق يوم الجمعة للحد من موجة جديدة من العدوى، يشعر بعض اليابانيين المحبطين بغضب من برامج اللقاحات في أماكن أخرى، ويتساءلون لماذا لم تتحرك حكومتهم بهذه السرعة بعد عام من رؤية المشاهد المدمرة تتكشف في أماكن مثل الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن الملياردير هيروشي ميكيتاني، وهو الرئيس التنفيذي لشركة التجارة الإلكترونية العملاقة "راكوتن إينك"، منشورا كتبه على تويتر أمس الثلاثاء، قال فيه: "أريد أن تسير التطعيمات بسرعة فائقة... مثل أمريكا".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حتى وقت قريب، كان اليابانيون يشعرون بالارتياح لأن بلادهم تعاملت مع الوباء تعاملا أفضل من نظرائها في الغرب. ونظرا لأنه لم يكن هناك ارتفاع مذهل مطلقا في الحالات والوفيات، لم يُحدِّثوا ضجة بشأن جرعات "كوفيد-19". لكن مع بقاء ثلاثة أشهر على الألعاب الأولمبية وإعلان حالة الطوارئ الثالثة، يبدو أن الإحباط العام يتزايد؛ مما يزيد الضغط على كاهل حكومة سوجا للتحرك بسرعة أكبر.
