الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

تعرف على تفسير قوله تعالى"إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدم الدكتور هنيدي هنيدي عبدالجواد مدرس التفسير وعلوم القرآن وعضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تفسيرًا لقوله - تعالى -: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر: 1 - 5]
وقال: هذه السُّورة الكريمة تُبيِّن فضل ليلة القدْر، وعظمتها، ومميِّزاتها، من نُزُول القرآن فيها، وتفضيل العبادة فيها أكْثر من ألف شهر، ونُزول الملائكة وجبريل ـ عليه السلام ـ بأمر الله وقضاءه، وما فيها من أمنٍ وسلامٍ من كل أذىً، وذلك لترغيب المؤمنين في إحياء تلك الليلة المباركة من شهر رمضان بالطَّاعات والعبادات.
وبين أن قوله: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: أنزلناه: أي ابتدأنا إنزال القرآن الكريم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر بواسطة أمين الوحي جبريل ـ عليه السلام ـ، لكون القرآن نزل مُفرَّقًا على النبي الكريم في ثلاثةٍ وعشرين عامًا، وهذه الليلة واقعة في شهر رمضان المبارك. وقيل: نزل القرآن الكريم جملةً واحدةً من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في تلك الليلة. {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)} [الدخان: 3]. {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة: 185].
وأشار إلى أن إسناد الإنْزال إلى الله - عزَّ وجل - "أنْزلناه": لشرف القرآن الكريم ومكانته. والتعبير عن القرآن الكريم بالضَّمير مع أنه لم يَسْبق له ذِكْر: لاشتهار أمره بين عامة الخلق، فلا حاجة للإفصاح عنه. و"القدْر": أي الشَّرف والعظمة، فهي ليلةٌ لها قدْرٌ رفيعٌ، وشرفٌ عظيمٌ، وثوابٌ جزيلٌ.
أما قوله: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}: أي: وما يُدريك ـ أيها النبي الكريم ـ شرف وفخامة ليلة القدْر، فإنه لا يعلم مقدارها وعظمتها وثوابها إلا الله - عزَّ وجل-، " وَمَا أَدْرَاكَ": وهذا أسلوب تفْخِيم لتلك الليلة المباركة.
ولفت إلى أن قوله{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: أي من مميزات تلك الليلة المباركة أن العبادة والطاعة فيها أفضل من العبادة في ألف شهر، لشرف الزَّمان، ونزول القرآن الكريم والملائكة وجبريل ـ عليه السلام ـ في تلك الليلة. وفي هذا ترغيبٌ للمؤمن أن يجتهد في العمل الصالح طيلة شهر رمضان المبارك، ليغْتنِم هذه الليلة المباركة، ويُحصِّل ما فيها من نفحاتٍ ربانيةٍ، وعطاءاتٍ إلهيةٍ.
وقوله: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}: أي وكذلك تتنزل الملائكة أفواجًا، وجبريل ـ عليه السلام ـ في تلك الليلة المباركة، بأمر ربهم، لتبليغ رسالته إلى عباده، ونشْر النَّفحات والبركات في الأرض، ومَلئِها سكينةً وطُمأنينةً. ونزول الملائكة في تلك الليلة يدل على شرفها ومكانتها عند الله عزَّ وجل.
وقوله: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}: ومن خصائص تلك الليلة المباركة أن المؤمن يشعر فيها بالأمن والسَّلامة والطُّمأنينة حتى طُلوع الفجْر. فمن علاماتها أن تطلع الشمس في صبيحتها بيضاء لا شُعاع لها.
وأكد عضو مركز الأزهر أنه إذا كان العلماء اختلفوا في تعيين ليلة القدر، فإن الله - عزَّ وجل - قد أخفاها ليجتهد المؤمنون في العبادة والطاعة والذِّكر في جميع ليالي شهر رمضان المبارك، لينالوا شرف قيام تلك الليلة المباركة، ويقيموها حق قيام.