العالم غير مُرتَّب.. ستكون هذه رؤيتك وأنت تنظر من نافذة روحك.
سترى أن الموت فقد عقله وبدا ثملًا يتخبط في الجدران ويقبض الأرواح بعشوائية، وحين يفيق للحظات يدرك حجم الدمار الذي أحدثه، وكم كان قاسيًا وهو يضع ذلك الرجل أسفل عجلات القطار، ويخطف هذا الطفل من بين ذراعي أمه.. سيجد له ألف مُبرِّر لكل هذا العبث، وجميعها سيليقيها على أسباب سنكون نحن المسئولين عنها.
سيضحك القدَر من تلك المجادلة؛ لأنه بات بعيدًا عن مرمى اللوم، وبات العراك بين الموت ومن هم في الأساس أموات.
ستحاول الولوج في أزقة الحياة هربًا من أن يتتبعك فتبعثر ضحكاتك هنا وهناك لتضليله ثم تعود لتجمعها فلا تجدها وتنقسم روحك في إشكالية مواجهته أم مواصلة الهروب وإلى متى؟ وإلى أين ستظل تهرب؟
سيمر من أمامك الأمل كرياح لطيفة بعد قيظ تلفح به وجهك وستقبض يدك على الهواء.
ستعيد حساب خطواتك السابقة وسينقضي الوقت، وستصل في النهاية إلى نفس النتائج.. ما كان كان وسيكون يا هذا ولم يكن في وقت من الأوقات باستطاعتك تغييره.
ستدرك فقط أنه كان عليك أن تضحك.. تضحك بشدة حينما كانت النكات متوفرة في الحوانيت.
وأنه كان لزامًا عليك ألا تمكث كثيرا في هوة البكاء حتى لا يهيل عليك الحزن الثرى.
ستعرف يا هذا أنه كان بإمكانك التمتع برياح السعادة بدلا من ضياع الوقت في محاولة القبض عليها.
وأنك لو حاولت لمرة واحدة التصدي للخوف من الموت بمحاولة الحياة.. لعشت لحظتك منتشيًا ومبتسمًا.
عِشْ يا هذا قدر الإمكان.. عِشْ بما هو متاح من الأمل والحلم ولو كان مجرد شعاع في قلبك.. عِشْ غير مكبل بحسابات الغد.. ولا أسير لما سكبته من روحك بالأمس.. فقط عِشْ الآن.. لأنك لست سوى وقت مفقود بين وقتين.
الحياة كالمرآة تحصل على أفضل النتائج حينما تضحك لها.