الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

ابن بطوطة.. «السلام» إحدى قرى بلبيس بوابة مصر الشرقية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بلبيس هى إحدى مدن محافظة الشرقية وتعد واحدة من أقدم مدن مصر وأحد أهم المدن التاريخية وتمتعت عبر العصور بأهمية إستراتيجية كبيرة حيث كانت تعتبر في العصور الأولى البوابة الشرقية لمصر ومعبرا للوافدين عليها.


وكانت مدينة بلبيس هى إحدى مقرات الهكسوس ومقر لحكم الكثير من حكام مصر القديمة لمدة ١٤٥ عاما ومنهم رمسيس الأول والثانى وكان يطلق عليها العاصمة السابعة وعاصمة ولاية الشرقية قبل أن يقوم محمد على باشا عام ١٨٣٣ بنقل عاصمة الشرقية من بلبيس إلى الزقازيق
وفي بلبيس العديد من قرى المشاهير أهمها قرية" السلام "مسقط رأس شيخ الأزهر الراحل الدكتور"عبدالحليم محمود الذى ولد في مايو سنة ١٩١٠ وكان والده رجل علم ودين وشغف بالثقافة الدينية وحلقات الأزهر العلمية فكان له الأثر الكبير في توجيه ابنه للدراسة بالأزهر التى لم يستكملها حيث قام بإلحاقه بالأزهر سنة ١٩٢٣ وظل عامين يتنقل بين حلقاته وبعدها التحق بمعهد المعلمين المسائى وجمع بين الدراستين ونجح في المعهدين وعين مدرسا ولكن والده رفض هذا التعيين لأنه كان يعد ابنه لمستقبل أفضل فاختار له جامعة السربون في باريس ليدرس فيها على نفقته الخاصة وآثر الطالب أن يدرس تاريخ الأديان والفلسفة وعلم الاجتماع وحصل في كل منهما على شهادة عليا وفي نهاية عام ١٩٧٣ التحق بالبعثة الأزهرية التى كانت تدرس هناك وفاز بالنجاح وتم اختياره لعمل دراسة الدكتوراة في التصوف الإسلامى وأن يكون موضوعها أستاذ السائرين "الحارث بن أسد المحاسبى".
وأثناء إعداده الدراسة قامت الحرب العالمية الثانية في سبتمبر ١٩٣٩وآثر كثير من زملائه العودة ولكنه أصر على التكملة وحددت له يوم المناقشة ٨ يونيو ١٩٤٠ ونال الدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى وقررت الجامعة طبعها باللغة الفرنسية.
وبدأ الشيخ عبدالحليم محمود حياته العلمية مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية ثم نقل أستاذا للفلسفة بأصول الدين سنة ١٩٥١ ثم عميدا للكلية سنة ١٩٦٤ وعين عضوا بمجمع البحوث ثم أمينا عاما له كما كون الجهاز الفنى والإدارى من خيار موظفى الأزهر وأنشأ المكتبة به على أعلى مستوى من الجودة وبعدها أقنع المسئولين في الدولة على تخصيص قطعة أرض بمدينة نصر لتخصيصها للمجمع لتضم جميع أجهزته العلمية والإدارية فكان أول من وضع لبنات مجمع البحوث الإسلامية واهتم بتنظيمه وجعل مكافآت للعاملين به.
أما عن مؤلفاته فله أكثر من ٦٠ مؤلفا في التصوف والفلسفة بعضها بالفرنسية ومن أشهر كتبه "أوروبا والإسلام" و"التوحيد الخالص "أو "الإسلام والعقل" و"أسرار العبادات في الإسلام" و"التفكير الفلسفى في الإسلام" و"القرآن والنبى"و"المدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلى".
وعين الدكتورعبد الحليم محمود شيخا للأزهر في ٢٢ صفر ١٣٩٣هـ / ٢٧ مارس ١٩٧٣م وكان هذا هو المكان الطبيعى الذى أعدته المقادير له وما كاد الشيخ يمارس أعباء منصبه وينهض بدوره على خير وجه حتى صدور قرار جديد من رئيس الجمهورية في ١٧ جمادى الآخرة ١٣٩٤هـ٧ يوليو ١٩٧٤م يكاد يجرد شيخ الأزهر مما تبقى له من اختصاصات ويمنحها لوزير الأوقاف والأزهر وما كان من الشيخ إلا أن قدم استقالته لرئيس الجمهورية على الفور معتبرا أن هذا القرار يغض من قدر المنصب الجليل ويعوقه عن أداء رسالته الروحية في مصر والعالم العربى والإسلامى.

عودة إلى مشيخة الأزهر

روجع الإمام في أمر استقالته وتدخل الحكماء لإثنائه عن قراره لكن الشيخ أصر على استقالته وامتنع عن الذهاب إلى مكتبه ورفض تناول راتبه وطلب تسوية معاشه وأحدثت هذه الاستقالة دويا هائلا في مصر وسائر أنحاء العالم الإسلامى وتقدم أحد المحامين برفع دعوى أمام محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة ضد رئيس الجمهورية ووزير الأوقاف مطالبا بوقف تنفيذ قرار رئيس الجمهورية.

وإزاء هذا الموقف الملتهب اضطر الرئيس الراحل أنور السادات إلى معاودة النظر في قراره ودراسة المشكلة من جديد وأصدر قرارا أعاد فيه الأمر إلى نصابه جاء فيه: شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأى في كل ما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام وله الرياسة والتوجيه في كل ما يتصل بالدراسات الإسلامية والعربية في الأزهر تضمن القرار أن يعامل شيخ الأزهر معاملة الوزير من حيث المرتب والمعاش ويكون ترتيبه في الأسبقية قبل الوزراء مباشرة وانتهت الأزمة وعاد الشيخ إلى منصبه.

وكانت حياة شيخ الأزهر الدكتورعبد الحليم محمود جهادا متصلا وإحساسا بالمسئولية التى يحملها على عاتقه وفي ظل هذا النشاط الجم والرحلات المتتابعة لتفقد المسلمين شعر بآلام شديدة بعد عودته من الأراضى المقدسة فأجرى عملية جراحية لقى الله بعدها في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق ١٥ ذو القعدة ١٣٩٧ هـ١٧ أكتوبر ١٩٧٨م تاركا ذكرى طيبة ونموذجا لما يجب أن يكون عليه شيخ الأزهر.