الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

المطران عطا الله حنا: لسنا أهل ذمة أو أقلية والمسيحية لم تأت لنا من الغرب والقدس قبلتنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، اليوم الخميس، لدى استقباله وفدا من الشخصيات المقدسية بأن مدينة القدس هي مدينتنا وحاضنة أهم مقدساتنا وعاصمتنا الروحية والوطنية.
وأضاف "حنا"، بأنها المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ولا يحق لأحد أن يستأثر بالقدس وأن يدعي بأنها له دون سواه.
وتابع رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس: القدس مدينة لها خصوصيتها وفرادتها والتي يجب أن تُحترم ونحن نرفض سياسات الاحتلال في القدس كما اننا نرفض اي عمل استفزازي ايا كان شكله وايا كان لونه ومن الاهمية بمكان أن نعمل من أجل تربية أبناءنا وفلذات أكبادنا على ثقافة التسامح وقبول الاخر وكذلك الانتماء لهذه الأرض وقضيتها وشعبها.
واستطرد المطران عطا الله حنا، المسيحيون في بلادنا يستعدون في هذه الأيام للدخول في اسبوع الالام والاحتفال بعيد القيامة المجيد وهناك مسيرات تجوب طريق الالام خلال هذه الفترة من العام حيث يأتي المسيحيون الفلسطينيون من مدن وقرى مختلفة في هذه الأرض المقدسة ويحملون الصليب ويسيرون في طريق الالام مع الترانيم والصلوات وقراءات الإنجيل المقدس، فليس من اللائق ان يقوم احد بالاستهزاء بهذه المسيرات أو اسماع المشاركين كلمات بذيئة أو التطاول على الصليب الذي يعتبره المسيحيون رمزا روحيا وايمانيا اساسيا، فمن يستهزأ بالصليب كمن يستهزأ بالمسيحية كلها.
وتابع: نود أن نذكر من يحتاجون إلى تذكير وخاصة الجهلة الذين لم يقرأوا التاريخ أو لربما قرأوا تاريخا مزورا بأن المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب والمسيحيون الفلسطينيون ليسوا اقليات أو جاليات في وطنهم ولا يجوز ان تتم معاملتهم بهذه الطريقة التي فيها استهزاء لرموزهم الدينية، وكما أننا نرفض التطرف الذي يمارسه المستوطنون والذي يستهدفنا كفلسطينيين جميعا فإننا نرفض اي نوع اخر من التطرف والتطاول على الرموز الدينية والتي لها حرمتها ويجب أن تصان.
وأضاف: تقع على مسؤوليتنا جميعا مسئولية الحفاظ على طابع مدينة القدس ولا يجوز أن نسمح لأي جهة مأجورة بأن تشوه سمعة شعبنا وان تسيء لأصالة هذا الشعب الذي تميز دوما بوحدة ابناءه وبثقافة العيش المشترك السائدة فيما بيننا منذ قرون طويلة.
وقال "حنا": "إننا ندق ناقوس الخطر فهنالك اشخاص ومجموعات مرتبطة بأجندات مشبوهة ويبدو أنهم يتلقون أموالا سياسية من جهات معروفة وهؤلاء يعملون على اثارة الفتن والتشرذم في مجتمعنا خدمة لأسيادهم، إن المظاهر السلبية الموجودة في مجتمعنا ومنها مظاهر العنف والمناوشات التي ازدادت في الأونة الاخيرة يجب ان تعالج بالتوعية والمبادرات الخلاقة ولا يجوز ان نكون كالنعامة التي تضع رأسها في الرمال فتظن انها في مكان أخر".
وأكد أن "مدينتنا المقدسة ليست مستهدفة فقط من الاحتلال بل هنالك من يتاجرون بالقدس وقضيتها وهنالك من يمثلون اجندات ومشاريع مشبوهة وهؤلاء هم الوجه الاخر للاحتلال الممعن في قمعه وظلمه لشعبنا الفلسطيني".
وأضاف، "نحن بحاجة إلى حملة توعية تستهدف شريحة الشباب بنوع خاص وهي شريحة مستهدفة من خلال خطاب ديماغوغي مغرض ومسموم، فثقافة التجهيل والكراهية التي يريدنا الأعداء أن نكون غارقين فيها يجب أن نواجهها بثقافة ملؤها المحبة والاخوة وتكريس ثقافة العيش المشترك والوحدة الوطنية بين كافة مكونات شعبنا الفلسطيني".
وشدد على أنه لا يمكن للمسيحيين القبول بأي اساءة تطال رموزهم الدينية، كما أنهم يرفضون التعدي على أي رموز دينية أخرى.
وتابع، نرفض ثقافة الكراهية والعنصرية والتحريض والاقصاء والتكفير ايا كان شكلها وايا كان لونها ويجب أن نعمل كمقدسيين على تكريس ثقافة الألفة والمحبة والتي هي سمة ثقافية يتميز بها شعبنا ولكن يبدو ان أصحاب الاجندات المشبوهة يعملون على ادخال ثقافة دخيلة لا تحترم خصوصية الاخر ورموزه الدينية واعياده ومناسباته".
واستطرد: "أقول بأن المسيحيين الفلسطينيين ليسوا أهل ذمة وليسوا اقلية وليسوا ضيوفا عند احد بل هم اصلاء في هذه الأرض المقدسة واعيادنا المقبلة ما بين سبت اليعازر والشعانين وصولا إلى سبت النور والقيامة كلها احداث تمت في هذه الأرض المقدسة وفي هذه المدينة المباركة، فالمسيحية لم تأتي الينا من الغرب وهي ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم، والقدس مدينتنا التي نفتخر بها والتي نعتبرها عاصمتنا وقبلتنا وحاضنة أهم مقدساتنا انما هي المدينة المقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ونحن بدورنا نرفض لغة الاقصاء والتكفير وعدم احترام خصوصية الاخر، فلا يجوز التطاول على اي إنسان بسبب انتماءه الديني لان هذا يتناقض وقيمنا الاخلاقية والروحية والإنسانية".