رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

رائدات من زمن فات|| زينب صدقي.. ملكة جمال مصر

الفنانة زينب صدقي
الفنانة زينب صدقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحت مظلته الواسعة، وعلى خشبته المثيرة، تجتمع فنون التمثيل والرقص والغناء والأداء والتلحين والموسيقى، والمناظر والديكور، لذا كان المسرح أبو الفنون، وخلال رحلته الطويلة شهدت خشبته مجموعة من الرائدات منذ مراحله المبكرة وصولا للحظة الحالية، اللاتي قدمن بدورهن تراثًا خالدًا سيبقى على مر الزمان.
وقد أختص المؤرخ المسرحي الدكتور عمرو دوارة "البوابة" من خلال موسوعته الجديدة غير المسبوقة، التي تحمل عنوان "سيدات المسرح المصري"، ولم يستقر على دار نشر لطباعتها حتى الآن؛ حيث تضم هذه الموسوعة السيرة الذاتية والمسيرة المسرحية لـ150 رائدة، منذ بدايات المسرح الحديثة 1870 حتى 2020، والمصحوبة بصور نادرة سواء شخصية أو لعروضهن المسرحية، وقد نجحن في المساهمة بابداعهن في إثراء مسيرة المسرح المصري.
ويصبح لها السبق في نشر 30 رائدة مسرحية على مدار ليالي رمضان الكريم، بهدف القاء الضوء على رائدات المسرح المصري بمختلف تصنيفاته "الغنائي، الاستعراضي، التراجيدي والميلودرامي، الكوميدي، الأدوار الثانوية، وبين الضوء والظل، والسينما والدراما التلفزيونية، والمعاصر"، وتكون بداية هذه السلسلة بالسيدات اللاتي برعن في تجسيد دور "الأم" لأهمية هذه الشخصية المحورية في الحياة بصفة عامة والدراما العربية بصفة خاصة.
تعد الفنانة ميرفت عثمان صدقي، المعروفة بـ"زينب صدقي" من أوائل الفتيات المصريات اللاتي عملن بالتمثيل خلال النصف الأول من القرن العشرين، ولم يسبقها بالتمثيل سوى عدد قليل من الفنانات، فهي من أصل تركي ونشأت في منزل عمها بمنطقة "سوق السلاح" بمحافظة القاهرة، ولرفضها الزواج من ابنه اضطرت للهروب من منزله واللجوء إلى الفنانة روز اليوسف التي تعرفت عن طريقها على عالم "المسرح".
بدأت التمثيل في المسرح في 1917، وهي في الثانية والعشرين من عمرها، وذلك نظرا لأن أسرتها ذات الأصول التركية كانت محافظة إلى درجة كبيرة، ولكن عشقها للفن جعلها تقدم على التمثيل متحدية الجميع، فكانت أولى خطواتها بعالم المسرح التحاقها بفرقة "عبدالرحمن رشدي" في 1917، حسبما أوضح الدكتور عمرو دوارة، مضيفا أنها انضمت بعد ذلك لبعض الفرق المسرحية الأخرى من أهمها فرق: "أمين عطا الله"، "رمسيس"، "الريحاني"، "فاطمة رشدي"، "اتحاد الممثلين"، "الفرقة القومية".
وذكر دوارة، أنها التقت بالفنان نجيب الريحاني في 1920 وتركت انطباعا جيدا لديه، كما قام الفنان يوسف وهبي بضمها إلى فرقة "رمسيس" أثناء تأسيسه لها في 1923، وأسند لها في البداية بعض أدوار الصبيان والشباب، ثم أسند لها بعض الأدوار الثانية ومن بينها أدوار الفتيات الأرستقراطيات، والعاشقات، وبعد استقالة الفنانة روز اليوسف من الفرقة 1925 أسند إليها بعض أدوار البطولة، ثم أصبحت بطلة للفرقة عام 1927، وذلك عقب انسحاب الفنانة فاطمة رشدي بطلة الفرقة آنذاك.
تميزت "صدقي" بقدرتها على تجسيد مختلف الشخصيات الدرامية وخصوصا التاريخية، وذلك نظرا لأن أداؤها التمثيلي بصفة عامة قد اتسم بالأداء المسرحي الكلاسيكي، وكذلك لإجادتها التمثيل في المسرحيات المقدمة باللغة العربية الفصحى، بصوتها الآسر المميز المعبر ومخارج ألفاظها السليمة وحروفها الواضحة والتزامها الدقيق بجميع قواعد النحو والصرف، بالإضافة إلى جمال صوتها وخصوصا في إلقاء الشعر، وقدرتها على توظيف صوتها المعبر وامتلاكها لمهارات الأداء والتلوين الصوتي طبقا للمتطلبات الدرامية للدور.
ساعدها جمالها الأرستقراطي ذو الملامح التركية وخفة ظلها المصرية في اختيار المخرجين لها لتجسيد أدوار الأم الطيبة الحنون أو الحماة الأرستقراطية المحافظة على عاداتها وتقاليدها في أغلب أفلامها السينمائية، لتجعل الجمهور من صدق إحساسها يشعر بأنها والدته، وقد تنوعت أدوارها في عالم السينما بين أدوار الشخصية الطيبة أو السيدة الاستقراطية الشريرة، ولعل أشهر أدوراها في هذا الإطار دورها في فيلم "ست البيت" مع الفنانة فاتن حمامة، ودور والدة رشدى أباظة في فيلم "صغيرة على الحب"، وشخصية الناظرة الطيبة في فيلم "عزيزة"، والأم بفيلم "بورسعيد"، والجارة الطيبة في "البنات والصيف"، ومن أشهر أفلامها أيضا: "الراهبة، وفاء إلى الأبد، موعد في البرج، التلميذة، الجريمة والعقاب، حب ودموع، إسكندرية ليه"؛ ونظرا للتميزها الفني جعلها تنال الجائزة الأولى في التمثيل الدرامى في المسابقة التي أقامتها لجنة تشجيع التمثيل والغناء المسرحى في 1926، كما حصلت عام 1930 على لقب "ملكة جمال مصر".
قدمت "صدقي" مع فرقة "الأوبرا كوميك" لأمين عطا الله" مسرحيات: "صباح الخير، القضية نمرة 14، المجنونة، صندوق الدنيا" 1919، "الأميرلاي كشكش بين الخنادق" 1921، "المنحوس، نيويورك" 1922؛ ومع فرقة "رمسيس" مسرحيات: "صرخة الألم، الشياطين السود، الأنانية، عبدالستار أفندي" 1923، "المحامي المزيف، الجاه المزيف، في سبيل التاج، فيدورا" 1924، "أحدب نوتردام، كليوباترة، الفريسة، الوطن، تيار الملذات، حياة المقامر، صاحب الملايين، عشرين ألف جنيه، البئر، الحب المغناطيسي، الذبائح" 1925، "هرناني، الفضيحة، الكوكايين، الكونت دي مونت كريستو، الوحوش، تحت العلم، التهديد، سيزار دي بورجيا، نائب رغم أنفه، وراء الهملايا" 1926، "قلوب الهوانم، القاتل، البيت المحاصر، ملك الحديد، جاك الصغير، الشرق والغرب، النسر الصغير، يوليوس قيصر" 1927، "نيرون، القضية المشهورة، أرسين لوبين، شجرة الدر، غرام الوحش، الصديقتان، العرش، الجيش، قيصر بول، الأخرس، كاترين دي مدسيس، البرج الهائل، البرنس جان، الخائن" 1928، من المجرم؟، اللهب، الحب المحرم، باجي سقا، قيصر لوك، مارجريت دي بورجينا" 1929، "بهوات الريف، بنات الهوى" 1930، "ثلاث عرسان وعريس" 1935؛ ومع فرقة "فاطمة رشدي": "الحب المحرم، مجنون ليلى" 1930، "آنا كارنينا، فاطمة" 1931؛ ومع "إتحاد الممثلين": "القصاص، المستهترة، الحلاق الفليسوف، الست درية، الولادة بلقيس، جميل وبثينة، صرخة الطفل، العصامي، فتاة شنغهاي، مجنون ليلى، هوراس، الإسكندر الأكبر" 1934؛ ومع "المسرح القومي": "السيد، أندروماك، تاجر البندقية" 1936، "سر المنتحرة" 1937، "العواطف، طبيب المعجزات، مصر الخالدة، مجنون ليلى" 1938، "مصرع كليوباترة" 1939، "رجال، سلك مقطوع، مروحة الليدي وندرمير" 1942، "زوج كامل، غادة الكاميليا" 1943، "أصدقاؤنا الألداء" 1949، "الذهب، أسرار القصور، قلوب الأمهات" 1951، "الشهيدة" 1952؛ ومع فرقة "الحديث" مسرحية "القنبلة الثالثة" 1963.
تعاونت "صدقي" من خلال مسرحياتها مع نخبة من المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل من بينهم: "عزيز عيد، عبدالرحمن رشدي، أمين عطا الله، يوسف وهبي، استيفان روستي، فاطمة رشدي، جورج أبيض، زكي طليمات، عمر وصفي، فتوح نشاطي، أحمد علام، سراج منير، فوزي درويش".