عندما تتحدث معه تجده شخصية حديدية، تنحدر جذورها من قنا، وتربى على يد القمص تيموثاوس محروس، ودخل الكلية الإكليريكة طالبا شغفوا بكل ما تحمله الكنيسة من تعاليم، والمعروف أن إكليركية القاهرة في زمنه كانت كلية مملؤة بالجبابرة والجهابذة فتركوا إرثا عظيما فيه، إلى أن انضم إلى صفوفهم فيما بعد وأصبح معيد بها ولم تشغله الحياة الخارجية وما فيها، فاتجه إلى الرهبنة وذلك بدير الأنبا بيشوي، ولكنه سرعان ما عاد للتدريس بها مرة أخرى مرت السنون إلى أن أصبح أسقف الفيوم المطران إبرام والذي أجرت البوابة نيوز حوارًا ممتعا معه؛ فإلى نص الحوار:
ماذا عن تاريخ رهبنتك بالأديرة وصولا لمطرانية الفيوم؟
أنا
أحب عيشة الأديرة جدا، ولا أميل لغيرها، حيث إن العزلة والتعبد أجد نفسي
فيهما، ولكن لم أستطع أن أقول لا عندما قام قداسة البابا شنودة الثالث
بتكليفي بالإشراف على دير القديس الأنبا توماس السائح وذلك في عام 2001 حتى
الآن.
رغم أنني من مواليد قنا فبراير 1950م، وتخرجت في الكلية
الإكليريكية عام 1975، ودرست بمعهد الدراسات القبطية قسم الدراسات
الأفريقية تحت إشراف الأستاذ الدكتور زاهر رياض، وطلبت منه السفر
لأثيوبيا لمدة 6 أشهر كشرط لتحضير رسالة الماجستير بالقسم لكن لم يتمكن
من ذلك وذهبت لدير الأنبا بيشوى كطالب رهبنة في ١٩٧٦ ثم تمت سيامتي راهبًا
في 1977م باسم الراهب تيموثاوس الأنبا بيشوي وسيمت قسًا في 1978، وخدمت
بدول الخليج من المدة ١٩٧٨، والي عامي ١٩٨٤ وتمت سيامتي قمصًا في ١٩٧٩،
وتمت سيامتي أسقفًا بيد قداسة البابا شنودة الثالث في عيد العنصرة ١٩٨٥،
وفى فبراير 1994م حصلت على شهادة دبلوم معهد الدراسات القبطية قسم التاريخ
بتقدير ممتاز وفى 27 يناير 2004م منحني معهد الدراسات القبطية درجة
الدكتوراة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى في التاريخ القبطى لرسالة
عنوانها الفيوم بين الماضى والحاضر
ماذا عن أنشطة الأنبا إبرام في الكنيسة الأرثوذكسية؟
أنا
عضو في لجنة السكرتارية ولجنة الإيمان والتعليم والتشريع ولجنة الأديرة
والرهبنة ولجنة الرعاية والخدمة ولجنة العلاقات الكنسية ومشرفًا على نشاط
الأرثوذكسية ومواجهة التحديات الطائفية المنبثقة من لجنة الرعاية والخدمة
بالمجمع المقدس وعضو لجنة الحوار بين الكنائس الأرثوذكسية والبروتستانتية
والكاثوليكية وعضو المجلس الأعلى للكليات الإكليريكية ومشرفًا مساعدًا
للجان الرجاء لخدمة المرضى للكرازة، التابعة للجنة الرعاية والخدمة ومدرس
اللاهوت المقارن بالكلية الأكليريكية منذ عام 1984م ومدرس بالكلية
الإكليريكية بالإسكندرية لعام 1986، 1987 م ومدرس بمعهد الكتاب المقدس
بدمنهور لعام 2000/2001 م وعضو لجنة الوحدة الوطنية بمحافظة الفيوم
بالإضافة إلى أنني أشرف على دير الأنبا توماس السائح الخطاطبة – سوهاج من
عام 2000 إلى 2017/6.
بمناسبة الأديرة ما علاقتك الآن بدير الريان؟
تفاقمت
أزمة الدير عندما صدر قرار رئاسي بإنشاء طريق الفيوم الواحات ضمن شبكة
الطرق القومية والمخطط إنشاء مساره من واحة العيون الدير المنحوت حيث اعترض
رهبان الدير، وتصدوا لمعدات الشركة المنفذة للطريق، ومنعوها من العمل،
وانا أرفض ذلك الأسلوب.
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية قد أعلنت أن الموقع
ليس ديرا كنسيا معترفا به، وأعلنت الكنيسة تضامنها مع الحكومة، وإن "قداسة
البابا موافق، ولن يوجد ضرر على الدير"، موضحا أنه تم الاتفاق بين الكنيسة
والدولة على تخصيص قطعة أرض من الدير سيمر من خلالها الطريق، مؤكدا أن
مبانى الدير خاصة الأثرية لن تصاب بضرر، جراء أعمال شق الطريق، وعند طلب
الدولة قطعة أرض من الدير حدث بعض الشغب ولكنه انتهي لان الرهبان أبنائنا
وعلينا أن نقف سويا بجوار بعضنا البعض لإنهاء الأزمات.
ماذا عن دور الإعلامي الكنسي والخطاب الديني؟
القنوات
الدينية أفادت الأقباط ونقلت لهم الخدمات التي تقدمها الكنيسة على نطاق
أوسع وأوضحت للأقباط أمورًا كثيرة لم يكن لديهم أي معرفة بها. وخلقت
اتصالًا مباشرًا بين الكنيسة وأبنائها وحدث تواصل إيجابي بين الجانبين وذلك
في ظل السوشيال الميديا التي أساءت الأوضاع في مصر وظهور القنوات الدينية
حقق انتشارًا أوسع لعرض كل ما يهمهم في المسائل الدينية. حيث قدمت لهم
المحتوى الديني من: طقوس وعقيدة وكل ما يتعلق بشئونهم الروحية واهتمت بنشر
الثقافة الدينية وتعليم اللغة القبطية وتوضيح المفاهيم الأرثوذكسية
السليمة.
ماذا عن علاقة المطرانية بالطوائف الأخرى كاثوليك وإنجيليين؟
"مجاملات"
بيننا مجاملات في الأعياد في حالات الوفاة وفي الأفراح فقط لا غير بيننا
كل ود وهذا أبرز شيء في علاقتنا ولكن لا أحد يتدخل في شئون الآخر.
ماذا عن خطة الامتداد الكنسي في الفيوم؟
بالتأكيد
في ظل ريادة الرئيس هناك اتجاهات سيئة انخفض منسوبها وذلك عندما وجدوا من
يحاسبهم والوضع حاليا جيد جدا حصلنا على عدد 2 كنيسة في الأحداث الأخيرة.
وماذا عن وضع الأقباط في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي له نظرة شمولية مستقبلية، وله رأي خاص به، وهو
رجل مصلح أكثر منه سياسيا، ينظر إلى مصلحة شعبه، ويعمل عليها حتى وإن كان حوله
عدة من الرجال يقللون عزيمته لكنه يفكر ويخطط وينفذ، فلأول مرة يكون لدينا
قانون لبناء الكنائس، ولأول مرة نجد رئيس الدولة يزور المسيحيين في أعياد
الميلاد، ولا يوجد مدينة جديدة تُبنى إلا وفيها جامع وكنيسة، هذا كله يثني عليه فيه،
وكل من يجد الرئيس متمسكا برأيه يبعدون عنه لأنه رجل مصلح وهو لديه نعمة
ربانية وهي الدراسة والتحليل قبل التنفيذ.
كيفية التعامل في ظل جائحة كورونا؟
نظمنا
لجنة من آباء كهنة وعلمانيين ومن لديه كورونا وليس لديه مال نقوم بعلاجه
على نفقتنا وقام الفريق الكشافة بتعقيم جميع الكنائس والأماكن العامة
والمساجد "مش هعمر الكنيسة واسيب الجامع" وقمت بارسال رسائل لهم للمسئولين
عم المساجد لكي يدخل الشباب بعلمهم ويعقمون كل المساجد وهذا ما تربينا عليه
أن نكون يد واحده، وبالفعل حدث وقمنا باعطاء مواد تعقيم للمساجد بالقرى
وأيضا تركنا أجهزة التعقيم للمساجد حتى يسهل عليهم الأمر.
الرهبنة في الفيوم كيف دورها؟
لدينا
دير الملاك أقدم الأديرة في مصر فيه ٧٥ راهبا ولدينا دير الريان نشأت
الرهبنة فيه منذ التسعينات فقط وأيضا لدينا مكرسات تكرس نفسها للخدمة في
الأديرة.
هل هناك اختلاف في خدمتك بالخارج عن مصر؟
أنا
سبق وقلت: خدمت بالخليج كل الخدمة واحده لكن هناك الوضع مختلف الشباب ذهب
للعمل والزواج وليس كان لديهم مشكلات الآن فالأزمنة تختلف فقط.
علاقتك بالبابا تواضروس؟
أخويا الأكبر وأبويا كله أدب واحترام وأنا معه تماما هو رجل يحب البحث والتطور ويحب تطوير وسائل الخدمة
وعن الشباب الذي يسيء للكنيسة ماذا تقول له؟
اختبروا
قبل أن تحدثوا والسوشيال لديها كل الهرطقات والكلام الغلط، ودورنا أن نستمع إلى العظات والواعظات حتى ندرك ما نقوله قبل أن نتفوه به.
