كانت مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات بل أشهر قليلة تزدحم كل حين بـ "هاشتاجات" من نوعية "حلب تحترق" و"أنقذوا ادلب" والرقة وغيرها، من المدن التي سيطر عليها الدواعش والمتأسلمون في غفلة من الزمن، وبمساعدة بعض الحلفاء الإقليميين ولم يقتصر الأمر على مدن العرب السورية بل إن هذه الهاشتاجات طالت قوميات أخرى،غير عربية مثل "الايغور" و"الروهينجا " تطالب جموع المسلمين بل العالم ان ينتصر لهم ويناصرهم !.
وكان لعناصر الإخوان في مصر وكتائبهم الإلكترونية دور بارز في الترويج لهذه الهاشتاجات، التي كانت تزحم ساحات مواقع التواصل الاجتماعي بكافة مسمياتها لأيام أو أسابيع، في تخطيط مدهش وخبيث يكاد يصدم عينيك أينما وليت وجهك وناظريك.
قارنت هذا الولاء العجيب منهم لغيرهم، سواء كانوا عربا أو عجما، مسلمين أو غير مسلمين، وموقفهم إزاء ما يجري لمصر المحروسة هذه الأيام من تهديد لوجودها، بمكروه يتم التخطيط له بخبث ودهاء من قوى إقليمية ودولية، لحجب مياه نهر النيل عن الوصول لمصر وهو الذي يجري على أرضها دون ملل ولا كلل منذ آلاف السنين.
لم أجد هؤلاء الذين يبثون روح الهزيمة والإحباط في نفوس المصريين، من يقوم بنصرة بلاده ولو بهاشتاج كما فعل مع غير المصريين من قبل، بل كان يحث شبابنا على الذهاب للجهاد معهم في ديار غير ديارهم، وبلاد لم تطأها أقدامهم، ولا أقدام ذويهم من قبل، ولا كان يمكنهم الذهاب إليها إلا بصفتهم زائرين أجانب.
كان الأولى بهؤلاء الذين لا يخفون شماتتهم في بلدهم مصر، أن يتواروا خجلا، وأن يكفوا عن حملات التشويه في الإدارة الحالية.
الضغط على القيادة السياسية الآن لاتخاذ إجراء بعينه ليس في مصلحة مصر، بل يتعارض مع مصلحتها، ويؤكد سوء النية، فلا توجد دولة محترمة في العالم تكشف عن خططها الإستراتيجية علنا على الرأي العام، فإن فعلت فقد خانت الأهل والأوطان وباءت بفشل مبين وهذا ما لا يريده سوى الأعداء.
ثقتي في الإدارة المصرية الحالية لا يخالطها شك، لأن من بني كل هذه المدن والمشروعات غير المسبوقة في تاريخ البلاد والعباد، لن يعجزه حل مشكلة سد النهضة، حتى وإن تربص به المتربصون في الداخل والخارج، كما أن نجاح السياسة المصرية خارجيا، يؤكد على أن الأمة المصرية قد استعادت توازنها، وأكدت جدارتها كأمة قائدة في محيطها العربي، والإقليمي والدولي كذلك.
مصر بحاجة للمحبين الذين لا يشمتون، بل ينصحونها بحب وإخلاص، وإلا فدعوها فهي محروسة بإذن ربها، ونهرها الذي يجري فيها منذ بداية التاريخ لن يوقف جريانه مخلوق، مهما بلغت به سوء الطوية وخبث المقصد، ما دامت تنجب النجباء المخلصين من أولادها، ذوي الإرادة والقدرة، وهم بإذن ربهم لغالبون.