الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

"الهروب" بالطائرة الرئاسية..!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مثل “,”بطل“,” فيلم عربي قديم (أبيض × أسود)، الذي كان يهرب من مشاكله مع حبيبته، أو اشتباكاته مع حماته -إذا كان متزوجًا– إلى أقرب بار؛ ربما ليحس أنه “,”جدع“,”، أو أن يشرب حتى يرى “,”الديك حِمارًا“,”، لكنه يعود في النهاية إلى وعيه؛ فإذا المشاكل كما هي، بل إنه يجد حماته وقد ازدادت تجبرًا، وهي تردد بيتًا شعريًّا “,”ملعوبًا“,” فيه يقول:
حماةُ زوجِ البنتِ قائلةٌ له إنَّ الزواجَ دقائقٌ وثوانِ
ومثل ذلك البطل، الهارب طوال الفيلم، يفعل رئيس هذه البلاد منذ “,”هبوطه“,” بالباراشوت على الكرسي الرئاسي، فيهرب بالطائرة الرئاسية –كلما ازداد الرفض الشعبي له– إلى أبعد نقطة في الأرض، مرة إلى الصين، وأخرى إلى البرازيل، وبينهما قطر وألمانيا وباكستان وروسيا والسودان، وسبق كل ذلك زيارته “,”لدار الخلافة الإسلامية“,” في تركيا، متمتعًا بفخامة “,”الإيرباص 340“,”، لدرجة أنه منع وزراء البترول والكهرباء والخارجية والاستثمار والزراعة والنقل من السفر معه إلى روسيا، وأجبرهم على أن يسبقوه بطائرة خاصة؛ ليكونوا في استقباله هناك..!
ورغم أن نتائج هذه السفريات كانت “,”لا مؤاخذة“,” –بالنسبة لمصر وليس الجماعة- رغم الخداع الإعلامي الإخواني، الذي صور كل زيارة وكأنها “,”فتح مبين“,”؛ فإن الأمور لا تقاس بالكلام، وزيارات مرسي كانت غير “,”متفق عليها“,”، أي غير مبررة؛ وبالتالي كانت نتائجها “,”هلامية“,”، وغير “,”ذات صفة“,”، خصوصًا زيارتيه لألمانيا وروسيا، وهما زيارتان يحق عليهما القول: “,”زي ما راحوا زي ما جم“,”، وبينما كانت زيارته لقطر تمهيدية لبيع ما يتيسر من مصر؛ فإن ما ينبغي تسجيله أن محمد مرسي العياط يسافر على “,”حساب“,” مصر من أجل الجماعة، التي في معظمها مجموعة “,”بقالين “,” و“,”أرزقية“,”، يعيشون على التجارة بمبدأ “,”الرزق يحب الخفيّة“,”، وغيرها من مبادئ وأخلاق “,”العتبة ووكالة البلح“,”.
ولأن المصريين الذين انتخبوا مرسي لم يكونوا يعلمون بأنه جاء “,”سدًّا لخانة الشاطر“,”، التي كادت تضيّع على الجماعة هذه الفرصة الذهبية للاستيلاء على مصر بأكملها، بزراعتها وصناعتها، والأهم “,”تجارتها“,”، التي ينوون ابتلاعها، بل بدأوا ذلك فعلاً -ونرجوكم مراجعة أصحاب التوكيلات التجارية الجدد– ولم يكن المصريون يعلمون، وربما ما زالوا يجهلون، أن أسفار مرسي ليست أسفارًا لرئيس دولة، بل أسفارًا “,”لتاجر شنطة“,”، والدليل أنه حشا الطائرة الرئاسية بأهم رجال الأعمال الإخوان في سفرته الأخيرة للبرازيل، وكانت “,”سهرة تبادل الأنخاب“,”، التي نشرت صورتها أثناء مباحثات بين رجال أعمال برازيليين و“,”إخوان“,”، وليست بين رئيس لمصر “,”ووفد مرافق له“,” ومسئولي دولة مضيفة.
لذلك لا تستغرب عزيزي المواطن الذي انتخب مرسي العياط لماذا لا يحترمه كثير من رؤساء الدول التي زارها، أو الدول التي سيزورها في المستقبل بأمر خيرت الشاطر و“,”مباركة“,”المرشد العام محمد بديع، وليس “,”بأمر“,” مصالح مصر العليا أو الوسطى أو المتدنية، فنحن أمام منظومة من التجار والمرابين والبقالين، قدموا أنفسهم للولايات المتحدة الأمريكية بأنهم البديل “,”اللائق“,” لنظام مبارك العميل، بل إنهم طرحوا أنفسهم باعتبارهم البديل عن أي نظام ثوري كان يمكن لثورة يناير أن تفرزه، وأنهم سيكونون “,”الأكثر“,” عمالة من مبارك، بدليل أنهم تركوا “,”دفة التوجيه“,” لآن باترسون، السفيرة الأمريكية في القاهرة، والشهيرة بـ“,”المندوب السامي الأمريكي“,”، وهو أمر لم يحدث أيام مبارك، على الأقل بهذه الفجاجة وذلك التضاؤل والدناءة.
ولذلك أيضًا يترك مرسي البلد مشتعلاً، ويهرب بالطائرة الرئاسية نحو تنفيذ أجندة العمل الإخوانية، التي تكلفه بها “,”قيادته“,” بين الحين والآخر، ولا تهم صورة مصر إقليميًّا ودوليًّا، والتي تتآكل كلما استعمل الرجل طائرة مصر الرئاسية..!