الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من عاهات وتشوهات العقل العربى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
* تشوهات وعاهات وأمراض العقل العربى واستعصاءاته شغلت دراستها العديد من المفكرين وصدرت بشأنها العديد من الكتب والموسوعات لكن اطول حوار واقيم مناظره فى رأينا حول ذلك العقل العجيب هى تلك التى جرت رحاها بين اثنين من اكبر المفكرين العرب (عابد /طرابيشى) والتى امتدت لربع قرن وكتبت فيها وصدرت خلالها اهم 9 كتب فى تاريخ الثقافه العربيه حول ذلك العقل المستعصى والمضرب عن التفكير
* بدأت المناظرة بين العملاقين اعتبارا من العام 82 وحطت اوزارها عام 2010 عندما اصدر طرابيشى اخر كتبه ردا على موسوعة عابد

* حيث كتب المفكر المغربى الكبير محمد عابد الجابرى موسوعته الشهيره نقد العقل العربى من اربعه كتب تكوين العقل العربي (نقد العقل العربي 1)(1982)
بنية العقل العربي (نقد العقل العربي 2)(1986)
العقل السياسي العربي (نقد العقل العربي 3)(1990)
العقل الأخلاقي العربي (نقد العقل العربي 4).
* فرد عليه المفكر السورى المعروف والناقد الكبير جورج طرابيشى بموسوعته الاشهر " نقد نقد العقل العربى" وتتكون من 5 كتب
*نظرية العقل العربي: نقد نقد العقل العربي (ج1)
*إشكاليات العقل العربي: نقد نقد العقل العربي (ج2)، صدر2002ِ
*وحدة العقل العربي: نقد نقد العقل العربي (ج3)
*العقل المستقيل في الإسلام: نقد نقد العقل العربي (ج4)، صدر 2004
* من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، 2010

* واليوم نحاول رصد بعض تلك الامراض والتشوهات والعاهات التى تعترى ذلك العقل ونحصرهم فى 7 اشياء اساسيه تحول دون الفهم ودون الادراك ودون التغيير ودون التطور

* (1) انعدام الغيرية
ليس فى العقل العربى ( غير) ، لايوجد فى العقل العربى مكان (للغير) اى غير مختلف ، لايوجد فى الثقافه العربيه (غير) اصلا ، العقل العربى تنعدم لديه الغيريه تماما وتغيب هو عقل احادى بإمتياز، لايستطيع ان يتفهم او يتصور او يقبل نسبيه الصح وتعدد الصحيح، وهو عقل لامكان فيه للاخر المختلف للغير اى غير

*( 2)(غياب الموضوعية)
العقل العربى عاجز عن انتاج المعرفه.لانه عاجز عن الفهم لان الفهم لايشغله اصلا وليس من بين اهدافه هو لايستطيع الفصل بين الكلام والمتكلم ، لايستطيع الفصل بين الموضوع والشخص،
ويشغل نفسه بالشخص لا بالموضوع لان غاية العربى ليس الفهم انما مبتغاه هو ( تصنيف المتكلم) وليس من بين اهدافه نهائيا فهم الموضوع أصلا

*(3)( تراخى المسافات)
العقل العربى عقل عاجز عن الفصل بين المقدس والبشرى، لايفصل بين الدين الالهى والتفسير الذى هو بشرى ، يعتبر التفاسير البشريه القديمه دينا مثل الدين لانه يتعامل مع اللغه على الترادف والترادف يصيبه بعاهه مستديمه نطلق عليها تراخى المسافات فى العقل العربى بين دلالات الالفاظ، فشيخ الازهر هو الاسلام مثلا وام كلثوم هى الطرب وعبد الناصر هو الجيش المصرى ورئيس الدوله هو الدوله نفسها وحسن نصر الله هو المقاومه، تراخى المسافات اخطر افات وعاهات العقل العربى وهى نتاج طبيعى للترادف

*(4) الثبات
يرفض العقل العربى اى جديد ويرتاح العربى لقديمه وماعنده كما يرتاح جدا لترديد السائد والمألوف والذى وجد عليه اباؤه واجداده، وينزعج جدا من اي جديد كمن تفتح عليه شبابيك البيت فجأه كى تدخل له الضوء والشمس والهواء الجديد، هو يرتاح لما عنده ويرفض اى جديد ويخشاه ويرتاب فيه ويتشكك ويسعى جاهدا لرفضه كى يعود لينام مستقر الايمان ومطمئن على قديمه ،فهو عقل كسول يكره التفكير ويأبى المراجعه ولايدرك قيمه النقد لحياته، وهو لايدرك ان الثبات لله وحده وان اعتقادك بثبات لغير الله هو اشراك وشرك بالله، بؤس بلا حدود

*(5 ) كراهة النقد
العقل العربى لايعرف اهميه النقد اصلا لحياته ولتحسينها ولتقدمه ويجهل تماما دور النقد فى تقدم حياه الشعوب فهو كافر بمقولة الالمان النقد اهم آداة بناء، هو يجهل ذلك بالاضافه الى انه يرفض النقد ويكره سماعه وخصوصا لافكار الموتى، ولايستطيع الفصل بين الموتى وافكارهم ويعتبر اى طعن فى ارائهم هو طعن فى شخوصهم وهو يرفض نقد جلاديه ويرفض مراجعه قرارات من تولى اداره حياته ايضا وينزعج ممن يمارسون النقد او يقدرون عليه ويقتلهم

* (6) السلفيه

الاعتقاد بأن التقدم يكون للخلف وان التطور يكون للوراء وهذا عجيب جدا حيث يعتقد العقل العربى ان العوده الى الماضى البعيد واتباع فكر واسلوب ناس العصر الاول للرساله هو السبيل الى الانطلاق والتقدم والتطور ، ويتفرد هنا العقل العربى بأنه عقل سلفى بإمتياز يعاكس حركه التطور ويضاد حركه التقدم وانه اذا اراد ان يتقدم فعليه ام يعود الى الخلف حيث عصر الجيل الاول من المؤمنين،!!

*(7) الاصوليه
العقل العربى عقل اصولى لايدرك ان هناك ( اصل) واحد مقدس فقط هو كتاب الله وان اى فهم بشرى له هو مجرد (صورة) ويعتقد العقل العربى ان فهمه هو (اصل
لاحق لاصل سابق) هو القرآن، ويطابق بين مايعتقده اصل مع الاصل ولانه يعتقد ان مالديه اصل مثل الاصل يطلق عليه( اصولى) ولذلك فلابد تاليا ان يكون العقل العربى عقل تكفيرى حيث يقيس فهم الاخيرين على مايعتقده، على فهمه الذى يعتبره اصل مقدس مثل الاصل المقدس وعليه سيكون اى كلام مخالف للاصل الذى عنده كفر ويمكن ان نعرف الاصوليه كالتالى :-
* الاصوليه : ان تعتبر ان فهمك البشرى اصل لاحق لاصل سابق هو كتاب الله، وان تطابق بين الاصلين وان تقيس مالدى غيرك على ماتعتقد انه اصل

*(8 ) الوثنيه
العقل العربى عقل وثنى بمعنى انه متعدد المقدسات اى لديه مقدسات عديدة للغايه اشخاص وكتب وقد تصل الى حد جده وابيه وامه وتضم رؤساء دول ومطربين ومطربات وقادة سياسيين ودينين ولاعبى كره وتمتد الى غيرهم ،، بينما المقدس لدى المسلم عموما يجب ان يكون واحد حصرى هو الله فقط وكتاب الله فقط، وماعداه خاضع للنقد فالتقديس هو ان ترفع احدهم على النقد او ترفع كلامه او كتابه او شخصه على النقد ، وهنا تشركه مع الله وكتابه فتقع فى الشرك !!!

*(9 ) الوصاية
العقل العربى مسكون بالوصايه على غيره ويميل العربى للتحدث نيابه عن الغير ، وباسم المجموع وباسم الجموع الهادرة ويدعى امتلاك الحقيقه المطلقه واحتكار الصواب ولا يشعر بأن الوصايه شئ قبيح ابدا، ويسعى دائما لالغاء ومحاصرة الرأى المختلف ويجهد نفسه لتحويل المختلف الى نسخه مكررة منه ويجاهد فى سبيل ذلك او يكره او يمارس العنف ضد المختلف ولا يرتاح الا اذا قتل المختلف ولا يهدئ الا تنازل المختلف عن اختلافه

* (10) الرغبوية
العقل العربى عقل ( رغبوى) بإمتياز فهو عقل اثير رغباته وامانيه لايصدق الا مايوافقها حصرا، وهو يميل لاسقاط رغباته على الواقع وتلبيس الواقع لتلك الرغبات لذلك هو عقل يأكله الباطل ويتغذى على الوهم فلاعلاقة غالبا بين وجود الشئ داخل عقله ووجوده فى الواقع، لذلك فهو منفصل تماما وملتبس غالبا ومأزوم دوما