الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نــداء للمجـتمع الـدولي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يا دُعاة الحق، يا دُعاة العدل، يا دُعاة السلام، يا دُعاة الإنسانية، يا أصحاب المبادئ، يا أهل الحريات، يا مجلس الأمن، يا أمم مُتحدة، يا اتحاد أوروبى، يا أمريكا، يا روسيا، يا منظمات دولية، يا وسطاء دوليين.. نحن في "مصر" نسأل: أين دوركم في قضية "سد النهضة" الإثيوبى؟ أين عدالتكُم التى ترفعون شعارها؟ نحن في "مصر" نتعجب مِن صمتكم، أين آراؤكم؟ هل توافقون على غرق الأشقاء السودانيين في حالة تعرُّض السد للانهيار؟ هل خُدِعتُم بالذرائع الإثيوبية المكشوفة وتعنتهم المفضوح؟ هل ارتضيتُم بالجلوس على مقاعد المُتفرجين وأنتم تُشاهدون شعوبًا تغرق وأراضى تجف وملايين البشر يعطشون؟ هل ستمتنعون عن قول الحق وشهادة الحق والوقوف في صف الحق والدفاع عن الحق؟ ما موقفكم ونحن على مقربة من التعدى على حقوقنا التاريخية من مياه النيل؟ هل لا تعترفون بالاتفاقيات الدولية؟ أين بياناتكُم ومؤتمراتكُم؟ لماذا لم نسمع صوتكم وأنتم تُندِدون وتشجُبون _ وهذا أضعف الإيمان _ بل لم تُعلنوا أنكم تشعرون بالحرج والقلق مثلما تعوٓدنا منكم؟
"يا من تُدافعون عن الحق في الحياة" نُناديكُم ونأمل أن تستجيبوا لندائنا، نُناديكُم بكل كبرياء وأنتم تعلمون أن كبرياءنا يصل إلى عنان السماء لأنه كبرياء ترسخ بداخلنا وعاش بين ضلوعنا منذ عهد أجدادنا الفراعنة أصحاب الحضارة والعراقة والجذور.. نُناديكم لأن قضيتنا عادلة وحقنا واضح ومختوم بختم التاريخ القديم والحديث والمُعاصر، وحقنا مشروع طبقًا للاتفاقيات التاريخية والقوانين الدولية التى تحكُم الأنهار الدولية.. نُناديكُم ونحن أشداء في بأسِنا، أقوياء في حُججِنا، عزيمتنا لا تلين أبدًا، ولدينا يقين وثقة بأن حقنا لن يضيع، ومُصرون على حفظ مياهنا ومُتعاهدون على عدم نقص نقطة مياه واحدة من حصتنا من النيل.
"يا مٓن تُدافعون عن الحق في الحياة" نُناديكُم ونحن مُدركون ومتأكدون أن نداءنا هذا نابع من قوتنا وليس ضعِفنا، نُناديكُم _ ونحن أقوياء _ وهذا النداء بمثابة اختبار حقيقى للشعارات البراقة التى ترفعونها وتُطالبوننا بها، نُناديكُم ونأمل أن تستجيبوا لندائنا، واعلموا أن صمتكم سينال من مصداقيتكم، واعلموا أيضًا أن صمتكم سيزيد من عزيمتنا وإصرارنا على الدفاع عن حقوقنا المائية التى وهبها الله لنا ورزقنا إياها.. أُناديكُم بأعلى صوت وأقول لكم: النيل" يجرى منذ فجر التاريخ، مياهه تروِى أراضينا، حضارتنا بُنيت على ضفافه، حياتنا ارتبطت بسريانه وجريانه، أشعارنا كتبناها في مدحِه، نُغنى له، نغِتنى به، ذكرياتنا معه لا ننساها، زراعتنا قائمة عليه، فلاحينا مرتبطين به، وخيراته ننِعم بها.
"يا مَن تُدافعون عن الحق في الحياة" أُطالبكم بأن تذهبوا إلى "آبى أحمد" رئيس وزراء إثيوبيا ولا تقولوا له قولًا لينًا لعله يتدبر أمره ويُراجع نفسه ألف مرة قبل البدء في الملء الثانى لسد النهضة وقولوا له: نحن وآباؤنا وأجدادنا وأجداد أجدادنا شربنا من "النيل" وسيشرب منه أبناؤنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا ولن نسمح بأن يأتى "يوم العطش"، لقد ورثنا "النيل" من أجدادنا وهو يجرى، وإن شاء الله سيرثه أحفادنا وهو يجرى، وسيستمر جريانه على مدى التاريخ القادم مثلما إستمر جريانه على مدى التاريخ الماضى، ولن نرضى بأن يأتى اليوم الذى نرى فيه "النيل" مُتوقفًا عن الجريان لأننا مؤمنون بأن "النيل" هو "حياتنا" التى لن تكون في يد أحد غير الله، ومؤمنون أيضًا بأن النيل هو "حضارتنا" التى ستستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.