نحمد الله على إقالة الوزارة قبل أن تقيل الوطن والشعب وتعيد جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة من تنظيمات الإرهاب وسفك الدماء، جاء القرار في التوقيت المناسب، وقبل الانهيار الكامل وشيوع الفوضى بفضل سياستها الخاطئة التي انتهجتها، وستبقى آثارها لبعض الوقت، حيث الإضرابات والاعتصامات العشوائية وقطع الطرق، أفعال دعا إليها بعض الثوريين وركبتها بقايا قيادات الإخوان، الأمر الذي أنعش آمالهم وطموحاتهم - عقب أن أصابهم اليأس والإحباط واضطرارهم إلى سلوكهم طرق الاغتيالات والتصفية الجسدية لأبناء القوات المسلحة والشرطة وحرق سياراتهم الخاصة أثناء ذهابهم إلى أعمالهم أو عودتهم إلى منازلهم - حدث هذا بينما السادة المقالون كانوا منشغلين في مصالحهم الخاصة ومحاولاتهم المستميتة لتمرير بعض القوانين المشبوهة التي تبيح الفوضى تحت زعم الحرية أو التمويل الأجنبي وتغلغل المنظمات الأجنبية في شؤوننا الداخلية، وهذا بخلاف مشروعات المصالحة التي تهدف إلى إحياء جماعات القتل والإرهاب وسفك دماء الأبرياء.
وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب، وضياع فترتين انتقاليتين - سواء عقب 25 يناير أو عقب 30 يونيو التي نزل فيها أكثر من أربعين مليوناً، وفقًا للتقديرات العالمية المحايدة، ولا يستطيع أحد أيًا كان أن يزعم أنه هو الذي أنزل هذه الأعداد، وبسبب هذا العدد انضم الجيش والشرطة إلى حركة الشعب وتم إسقاط سلطة الفاشية الدينية وأسيادهم من الأمريكان والصهاينة والأتراك والقطريين والأوروبيين - نأمل من الوزارة الجديدة أن تعيد الأمل إلى هذه الملايين من شعبنا عبر تحسين أحوالهم المعيشية وتعبئة وتنظيم هذه الملايين لكي تصبح ظهيراً شعبيّاً لقواتنا المسلحة والشرطة في تصدّيهم للإرهاب الأسود، وذلك بإسقاط كل القيود الإدارية والمالية على تأسيس الأحزاب، حيث إن المقتدر ماليًا فقط هو من سيتمكن من تأسيس حزب وإصدار جريدة وعمل قناة فضائية، هذا إلى جانب إجراء انتخابات جميع النقابات المهنية والعمالية لتطهيرها من أنصار الجماعة المحظورة والانتهازية النقابية التي نهبت أموال النقابات، وإطلاق حق تأسيس الجمعيات والروابط.
ونأمل من السيد وزير الشباب الثوري أن ينهض بوزارة الشباب والرياضة بأن يجول ويصول في أنحاء الوطن لتصبح الأندية والساحات الشعبية في القرى والنجوع للشباب بحق، وتحريرها من سيطرة الأفكار المتطرفة والتكفيرية، وأن يبادر وزير التموين بتنظيم حملات التفتيش ومراقبة الأسواق، والتصدي بكل قوة للتجار الجشعين الذين رفعوا الأسعار بشكل جنوني، وكذلك تحرير كل المؤسسات الصحفية القومية والإذاعة والتليفزيون من كل القيود التي تحدّ من انطلاقها، لتسترد مكانتها لدى الشعب المصري، وهناك الكثير والكثير حتى نستطيع أن نلحق الهزيمة بالإرهاب ونقضي عليه تمامًا، ونبني وطننا على أساس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتداول السلطة.