الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مابقى من الربا!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل أن نبدأ
قال تعالى (الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) (1) هود
وقال تعالى أيضا ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ) (119) الأنعام
* العنوان الأساسى لموضوع الربا هو (المعاملات التجارية) العلاقة بين الدائن والمدين فى مجال التجارة والاستثمار
ويهمنا أن نؤكد أنه لاعلاقة بين ماورد بالمصحف باسم الربا ومااستحدث من نظام اقتصادى مصرفى بين الناس بتنوعاتهم وأغراضهم المالية والبنوك
* والعلاقة الربوية التى وردت بالمصحف هى علاقة بين (فردين) فى مجال التعاملات التجارية ولاعلاقة لها من قريب أو بعيد بالمعاملات البنكية فالله يحدث الدائن الفرد وليس الدائن المؤسسة (البنك) ويتحدث عن علاقة تجارية بين فردين لا مؤسسة وفرد ويأمر الدائن بالتصدق بالفوائد على المدين اذا تعثر ، فلا تخلطوا الأمور ولا تطابقوا بين المختلف.
* وهناك 3 أوامر ألهية وردت خلال تفصيل محكم الربا فى المصحف علينا ألا نتجاوزهم
* الأمر الأول (ذروا مابقى من الربا)
* الأمر الثانى ( لاتأكلوا الربا اضعافا مضاعفة)
*الأمر الثالث ( فإن كان ذو عثرة فنظرة الى ميسرة)
الربا : هو الزيادة الناتجة عن قرض مالى بين (فردين) ضمن علاقة تجارية (دائن ومدين) وورد السياق العام والنظم عن موضوع (التجارة والبيع)
* و الربا هو المحرم رقم (3) من محرمات الايمان ( الـ5) حيث بدأت المحرمات بمحرمات الزواج ثم محرمات الطعام ثم محرمات التجارة وهو الربا وفيه ايه محكمه طبعا وآيات لتفصيل ذلك المحكم
ولقد وردت بخصوص الربا 14 آية منها آية محكمة و13 آية لتفصيله وقد ورد موضوع الربا فى 3 سور البقرة وآل عمران والروم
* أولا : المحكم
* ( وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ) (275) البقرة
* ونفهم من الآية المحكمة أن الربا من المحرمات طبعا، وقد ورد مرتبطا بالبيع والعلاقات التجارية
والاستدانة والاقتراض فى تلك العلاقات حصرا حيث السياق يتحدث عن معاملات تجاريه حلالها وحرامها كما جاء بالمصحف 13 آية تفصل الآيه المحكمة فى الربا.
ثانيا : تفصيل المحكم (1)
*(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (278) البقرة
* ونفهم من الآية التى تفصل المحكم أن الله يأمرنا ويقول ياايها الذين امنوا اتركوا مابقى من زيادة لايرضاها الله( مابقى من الربا) وليس أن نترك كل الربا كل الزيادة
* والربا من الفعل يربوا وهو الزيادة لكن ماهى الزيادة التى تعتبر ربا وتعتبر حراما وهل أى زيادة هى ربا وأى زيادة هى حرام؟!
* ماهى الزيادة غير المقبولة دينيا والتى حدد الله حدودها غير المقبوله رفقا بالمدين ؟!
* حرم ربى الربا وأمرنا ان نترك الزيادة غير المقبولة والمبالغ فيها خوفا على ( المدين) ورفقا بحاله وصونا لحقوقه
* فوضع ربى على الدائن شروط هامة وتحزيرات هامة حتى لايقع فى المحرم من الربا والموضوع كله على الدائن وليس للمدين أى علاقة به
* تفصيل محكم (2)
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) آل عمران
* أى لايجب أن تصل الزيادة إلى (مثل مبلغ القرض) أى أن تصل اجمالى الفائدة المحسوبة على المدين الى 100٪ من اصل الدين مهما طالت مدة السداد ومهما حدث من تعثر مفاجئ للدائن
شرط ربى على الدائن الآتى رفقا بالمدين :-
* ألا يستمر الدائن صاحب المال فى حساب الفائدة المتفق عليها حالة تعثر المدين ، فهذا خط أحمر فاصل بين الحلال والحرام ، مهما كانت الفائدة صغيرة
* وقال ربى للدائن عليك أن تتوقف فورا" عن حساب اية فوائد فورا" اذا تعثر المدين
وعليك أن تعتبر مايضيع عليك من اموال من الصدقة المفروضة عليك اصلا وسوف احسبها لك من ضمن صدقتك أو ضمن زكاتك الواجبة عليك حيث تدخل ربى ليفدى المدين المعثر ويكافئ الدائن لالتزامه وتضحيته،، وعليه فأى فوائد سيحصلها الدائن من المدين (المتعثر) هى ربا محرم طبعا
* الشرط الثانى قاله ربى للدائن صاحب المال اذا حدث تعثر فلك أصل مالك فقط دون أى زيادة تذكر خلال فترة التعثر
* الشرط الثالث اذا لم يحدث أى تعثر للمدين او تعثر وانتهى تعثره اياك أن يتجاوز حجم الفوائد المتفق عليها قيمة القرض الأصلى وإلا أصبح ربا محرم وزيادة محرمة
*لذلك لايفوتك وانت تقرأ آيات تفصيل محكم الربا أن الله استحضر خمسة مصطلحات (الكفر)، (الاثم)، (الصدقة)، (الزكاة) و(الاعمال الصالحة) وعليك ان تسأل نفسك لماذا استحضر الله كل هذه المصطلحات خلال آيات تنظيم الربا وتفصيله لماذا يتحدث الله عن( الاثم) :الذي هو تخلف عن فعل الخير ولماذا يذكر به الله الدائن وماعلاقة الصدقة والزكاة والاعمال الصالحة بالموضوع ولماذا يذكر بهم الدائن؟
* تفصيل محكم(3)
(يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (276) البقرة
*وكفار هنا هو المتجاهل للمحرمات الدينية والمغطى عليها، واثيم من الاثم وهو التخلف عن فعل الخير ولاحظ استحضار( الاثم) وهو محرم ايضا ضمن محرمات الايمان الخمسة وهو التالى فى الترتيب للربا ولاحظ الحديث عن الزكاة واستحضرها فى الآية التى تلتها وفى هذه الآية أيضا
* تفصيل محكم ( 4)
﴿ وَمَا آتَيتُم مِن رِبًا لِيَربُوَ في أَموَالِ النَّاسِ فَلا يَربُو عِندَ اللهِ وَمَا آتَيتُم مِن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُضعِفُونَ ﴾ [الروم: 39].
* تابع تفصيل المحكم(5)
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) (277) البقرة
* تفصيل محكم (6)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) (278) البقرة
* تفصيل محكم (7)
(فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279) البقرة
*واذا تعثر المدين عليكم ان تتصدقوا عليه بالفائدة
* تفصيل محكم ( 8)
*(وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (280) البقرة
*تفصيل محكم (9)
(وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) (281) البقرة
*تفصيل محكم 10- 13
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأكُلُوا الرِّبَا أَضعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّت لِلكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُم تُرحَمُونَ * وَسَارِعُوا إِلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ في السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالكَاظِمِينَ الغَيظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 130 - 134].
وعليه يكون
*الربا : هو قرض فى( معاملات تجارية) زادت فائدته عن اصل المبلغ المقترض أى اقترضت 100 ألف واعدتهم لصاحبهم 210 الف
* الربا : هو قرض لم يتوقف المقرض فورا عن احتساب الفائده المتفق عليها رغم تعثر المقترض
*الربا : هو الاستمرار فى احتساب فائدة على مقترض تعثر
* وأخيرا لايفوتنا أن نعيد التأكيد على أنه لاعلاقة بين ماورد بالمصحف باسم الربا ومااستحدث من نظام اقتصادى مصرفى بين الناس بتنوعاتهم وأغراضهم المالية والبنوك .
* والعلاقة الربوية التى وردت بالمصحف هى علاقة بين (فردين) فى مجال التعاملات التجارية ولاعلاقة لها من قريب او بعيد بالمعاملات البنكية فالله يحدث الدائن الفرد وليس الدائن المؤسسة (البنك) ويتحدث عن علاقه تجارية بين فردين لا مؤسسة وفرد ويأمر الدائن بالتصدق بالفوائد على المدين اذا تعثر ، فلا تخلطوا الأمور ولا تطابقوا بين المختلف.
* و الربا كان مرتبطا بالعبودية فحرمه الله وفصله حيث كان المدين إذا تعثر أصبح عبدا للدائن فحرم الله الربا لارتباطه بالعبودية التى ألغاها الله أصلا وكان أحد الطرق الرئيسية المؤدية إلى العبودية.