السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

التبشَّير بقدوم رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جعل الله لعباده مواسم للطاعات؛ يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيما يُقربهم إلى ربهم، يفرح بها المؤمنون ويتسابق فيها الصالحون، فيها نفحات لمن يتعرض لها ويغتنمها، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مرورًا عابرًا، ومن هذه المواسم شَّهر رمضان، شَّهر الأجور المضاعفة، والتجارة الرابحة، الذي تُفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلَّق فيه أبوب النيران، ويبشر فيه المؤمنون بعضهم بعضًا بقدومه، ويعدُّ ذلك من تعظيم شعائر الله حيث قال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحج : 32]، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يُبشر الصحابة رضي الله عنهم، بقدوم شَّهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال لما حضر رمضان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شَّهر مبارك، فرض الله عزَّ وجلَّ عليكم صيامه، تُفتح فيه أبواب السماء، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة هي خيرٌ من ألف شَّهر، من حُرم خيرها فقد حُرم" [رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني]؛ فهذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان؛ فكيف لا يُبشَّر المؤمن بفتح أبواب الجنان؟!! وكيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران؟!! وكيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان؟!!
ويحتاجُ المسلم إلى تهيئة نفسية وبدنية حتى يدخل شَّهر رمضان وهو في أعلى درجات الجاهزية للصيام والقيام، مُقبلًا عليه مخططًّا لكيفية قضاء أيامه وقيام لياليه، فعليه أولًا بالنية الصالحة وإخلاص العمل لله؛ فكل عمل تريد عمله تستحضر النية الطيبة، وذلك أن يكون العمل خالصًا لله، فلا بُدّ من استقبال شهر رمضان بتجديد النية، وعقد العزم على استغلال الأوقات المباركة؛ وذلك بالتزام الطاعات، واجتناب المعاصي والسيئات، وتطهير القلوب، وكان من صور استعداد السلف الصالح لاستقبال رمضان أنّهم كانوا يستعدون له بالدعاء؛ فكانوا يدعون الله ستة أشهرٍ أن يُبلغهم رمضان، ويدعونه ستة أشهرٍ أخرى أن يتقبل أعمالهم فيه، وكان من دعائهم: اللهم سلمنا إلى رمضان، وسلم لنا رمضان، وتسلمه منا متقبلاً، وهذا الدعاء يدل على عِظم مكانة شهر رمضان المبارك في قلوب الصحابة رضي الله عنهم، أسأل الله أن يعيننا على حسن استقباله وعلى حسن العمل فيه وأن يتقبل صيامه وقيامه، وأن يبلغنا ليلة القدر.